إيران أحيت «يوم مقارعة الاستكبار العالمي» بمسيرات داعمة لفلسطين أكدت ضرورة قيام الدول بواجبها … رئيسي: إدانة جرائم الكيان المجرم لا تكفي ويجب على الدول قطع التعاون وتصدير الطاقة إليه
| وكالات
دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دول العالم إلى قطع تعاونها وتوريدها للطاقة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، في حين شهدت مختلف المدن والمحافظات الإيرانية أمس مسيرات تضامن مع فلسطين ضد العدوان الإسرائيلي، تزامناً مع إحياء مراسم «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» التي أكد بيانها الختامي ضرورة قيام الدول الإسلامية والحكومات المستقلة بواجبها الإنساني المتمثل في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقطع العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي وصادرات النفط والغاز عن الكيان الإسرائيلي.
وحسب وسائل إعلام إيرانية، قال رئيسي في تصريحات صحفية بختام زيارته لمحافظة كردستان غرب إيران: إن «مجرد إدانة جرائم الكيان الصهيوني لا تكفي، ويجب على الدول قطع التعاون وتصدير الطاقة إلى هذا الكيان الإجرامي القاتل للأطفال في غزة».
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه وقصفه المتواصل على قطاع غزة، مرتكباً جرائم حرب وحشية بالتزامن مع فرضه حصاراً جائراً وخانقاً على الأهالي يمنع في سياقه وصول المساعدات والإمدادات إليهم.
من جانبه، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مساء أول من أمس من اتساع حرب غزة إقليمياً، وأكد ضرورة بذل الجهود الدولية لإيقاف الحرب الهمجية والجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وحسب موقع «قناة العالم»، تناول الاتصال أحدث المستجدات على الساحة الفلسطينية وكذلك القضايا الثنائية والإقليمية، إذ أشار لافروف إلى المواقف الروسية-الإيرانية المشتركة حيال الأزمة في فلسطين والأوضاع الخاصة في غزة، قائلاً: إن الحكومة الروسية قلقة من اتساع رقعة الحرب وخروج الأوضاع عن السيطرة.
من جهة أخرى تطرق الوزيران إلى العلاقات الثنائية وأكدا أهمية تطوير التعاون الثنائي وأهمية الاجتماع المرتقب لرؤساء حكومات الدول المشاطئة لبحر قزوين.
على الصعيد نفسه بحث عبد اللهيان ونظيره البريطاني جيمس كليفرلي خلال محادثة هاتفية التطورات في غزة وبعض القضايا الثنائية، وقال عبد اللهيان خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء أول من أمس: أنصح الحكومة البريطانية بالنظر إلى التطورات في المنطقة بنظرة واقعية، مضيفاً: في أي رؤية كانت، يجب أن نعرف أن جذور الأزمة الفلسطينية تعود إلى الاحتلال من قبل الكيان الإسرائيلي.
وأكد أنه من وجهة نظر القانون الدولي فإن لشعب الدولة المحتلة أرضها الحق في الدفاع المشروع، مضيفاً: وفي إطار مبادئ القانون الدولي، ينبغي أيضاً مراعاة مبدأ التناسب في أي حرب، وفي هذا الصدد، فإن المجازر التي راح ضحيتها أكثر آلاف المدنيين الفلسطينيين، في عمل انتقامي وإبادة جماعية تحدث عنها الكيان الإسرائيلي علناً، أمر غير مقبول بأي معيار من المعايير.
ورداً على تصريحات وزير الخارجية البريطاني الداعمة لكيان الاحتلال، نصح عبد اللهيان الحكومة البريطانية بأن تنظر إلى التطورات في المنطقة نظرة واقعية، وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتبرت دائماً مكافحة ظاهرة الاحتلال على أساس المبادئ المعروفة والقوانين الدولية، حقاً مشروعاً.
واعتبر الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة الأميركية لـ «تل أبيب» السبب في تصعيد حدة الحرب في هذه المنطقة، مضيفاً: إن قوى المقاومة في المنطقة لا تتلقى الأوامر من إيران ولكنها تتخذ قراراتها بناء على الاعتبارات والظروف وبما يتوافق مع أمن بلادها القومي.
كما أكد على الاحترام المتبادل، وشدد على أهمية التركيز على الدبلوماسية والحوار كخيار مناسب في طريق التعاون بين طهران ولندن وتجنب الاتهامات التي لا أساس لها.
بدوره، أشار وزير الخارجية البريطاني، إلى مواقف بلاده بشأن التطورات في فلسطين، ودعا إلى مواصلة الجهود لمنع توسيع دائرة الحرب في المنطقة، مشيراً إلى العلاقات «القديمة» بين بلاده وإيران، واصفاً عملية التعاون بين البلدين بأنها مهمة في إطار الاتفاقيات الدبلوماسية، كما تمت خلال هذه المحادثة الهاتفية مناقشة آخر تطورات العلاقات الثنائية.
في غضون ذلك، شهدت مختلف المدن والمحافظات الإيرانية أمس مسيرات تضامن مع فلسطين ضد العدوان الإسرائيلي، تزامناً مع إحياء مراسم «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي».
وأكد البيان الختامي لمسيرات «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» ودعم الشعب الفلسطيني في إيران ضرورة قيام الدول الإسلامية والحكومات المستقلة بواجبها الإنساني المتمثل في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقطع العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي وصادرات النفط والغاز عن الكيان الإسرائيلي.
وجاء في البيان: إن محور المقاومة لا يقتصر على غزة وفلسطين وإذا لم يتوقف القصف الوحشي وإبادة شعب غزة المظلوم فإن كل السيناريوهات مفتوحة، وسيتم استهداف المصالح الغربية في كل المنطقة.
وأدان البيان السياسات المزدوجة لحكام الغرب ومجلس حقوق الإنسان المزيف ، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي المحتلة.
ولفت إلى أن الأزمة الإقليمية الراهنة في غرب آسيا هي نتيجة السياسات الإجرامية التي تنتهجها أميركا في تسليح وتمويل وتحريض الكيان الإسرائيلي الإرهابي، داعياً جميع الدول الإسلامية والحكومات المستقلة إلى الإدانة الجادة للجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة على يد هذا الكيان في المحافل الدولية.
وشاركت أعداد كبيرة من المواطنين والطلاب الإيرانيين في طهران خصوصاً، وفي جميع المحافظات، ونحو 1200 مدينة في أنحاء البلاد في هذه المسيرات الضخمة.
وهتف المشاركون في المسيرات تحت الشعار «نظام عالمي جديد مع جيل مثالي»، دعماً للثورة الإسلامية، وفصائل المقاومة الفلسطينية في معركة «طوفان الأقصى»، والمقاومة الإسلامية في لبنان، تعبيراً عن تعاطفهم مع شعب غزة المقاوم والمظلوم.
وبدأت صباح أمس المراسم في طهران، من ساحة فلسطين، واستمرت بالتجمع أمام المقر السابق للسفارة الأميركية.
ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين، وحزب الله اللبناني، وقوى المقاومة الأخرى، بالتوازي مع عزف الأناشيد الثورية، وحمل المشاركون رمز نعش كيان الاحتلال، وأحرقوا العلم الإسرائيلي.
وهتف المشاركون: «نحن، الأمة الإيرانية المسلمة والمناهضة للاستبداد، ندين السياسات المزدوجة لحكام الغرب وممثليهم في مجلس الأمن السخيف ومزاعمهم المزيفة للدفاع عن حقوق الإنسان، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي المحتلة».
وقالوا أيضاً: إنّ الأزمة الإقليمية الراهنة في غرب آسيا هي «نتيجة السياسات الإجرامية التي تنتهجها الولايات المتحدة المجرمة في تسليح وتمويل وتحريض الحكومة الصهيونية الهمجية والإرهابية».
وعلى هامش المسيرة، قال رضا مراد صحرائي، وزير التعليم في إشارة إلى حرب غزة، إنّ الحضور الرائع للناس في هذه المسيرة له رسالة واضحة، وإن «إسرائيل تتنفس أنفاسها الأخيرة».
وأكّد صحرائي أنّ حضور الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولين أميركيين وآخرين من فرنسا وبريطانيا إلى الكيان الإسرائيلي في الساعات الأولى من معركة «طوفان الأقصى» يشير إلى أنّ «هذا الكيان قد انهار وعلينا أن ننتظر للاحتفال بتدميره معاً».
ويتزامن الاحتفال بـ«اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» في إيران هذا العام، مع مواصلة عملية «طوفان الأقصى»، التي كبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.