استهداف مقومات الحياة في غزة يتواصل.. الاحتلال يتحدث عن أيام صعبة وواشنطن متمسكة برفض وقف إطلاق النار! … طوفان الأقصى ينهي أسبوعه الرابع والمقاومة على ثباتها وشهداء الإبادة يقاربون العشرة آلاف
| الوطن
أنهى «طوفان الأقصى» أسبوعه الرابع على مزيد من الثبات الفلسطيني في وجه آلة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يقودها العدو الإسرائيلي، والذي استهدف كل مقومات الحياة في غزة في محاولة بائسة لتهجير أهلها ليقارب عداد الشهداء حتى يوم أمس العشرة آلاف شهيد بينهم 3900 طفل حسب مصادر طبية فلسطينية.
وشن العدو الإسرائيلي أمس غارة جوية أصابت مدرسة «الفاخورة» في مخيم جباليا للاجئين، والتي تستخدم كملجأ للمدنيين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير من الأشخاص.
وقال مدير مستشفى «الشفاء» محمد أبو سلمية: إن 15 شخصاً على الأقل استشهدوا وأُصيب العشرات من جراء الغارة.
بدورها أكدت الناطقة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة جولييت توما أن غارة استهدفت المدرسة التابعة للوكالة والتي يتم استخدامها ملجأ للعائلات النازحة، وأنها حتى 12 تشرين الأول الماضي، كانت تؤوي 16000من النازحين الداخليين، مشيرة إلى أنه وردت أنباء عن أن من بين الشهداء أطفالاً، وهناك عشرات الإصابات.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن المدرسة التي تعرضت للقصف هي أكبر مراكز الإيواء في القطاع.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة حتى ساعة إعداد هذا التقرير إلى 9488 شهيداً، منهم 3900 طفل، و2509 سيدات وإصابة 24158 ألف شخصٍ بجراح، في حين لا يزال 2000 مفقود تحت الأنقاض، 1250 منهم أطفالاً.
وأكّد المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أن الاحتلال تعمّد ارتكاب ما مجموعه 1006 مجازر بحق العائلات، بينها 10 مجازر كبرى، راح ضحيتها 231 شهيداً.
وفي سياق تواصل استهدافات الاحتلال للمنظومة الصحية في القطاع، قال القدرة: إن الاحتلال تعمّد إمّا بالاستهداف أو بالحصار وشحّ الوقود إخراج 105 مؤسسات صحية، و16 مستشفى، و32 مركز رعاية أولية، عن الخدمة، إضافة إلى 27 سيارة إسعاف.
بالتوازي عَبَرَتْ 50 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من معبر رفح المصري صباح أمس تمهيداً لدخول قطاع غزة، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن هذه هي الدفعة رقم 13 من المساعدات الإنسانية المرسلة إلى القطاع بعد الانتهاء من إجراءات التفتيش التي يفرضها الاحتلال، على حين لايزال إدخال الوقود إلى غزة ممنوعاً وهو ما أكده وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أكد رفض كيانه إدخال الوقود إلى القطاع.
المقاومة الفلسطينية بدورها واصلت تصديها لمحاولات القوات الإسرائيلية التوغل في قطاع غزة، موقعةً في صفوفها خسائر كبيرة وإصابات مباشرة، وأعلنت كتائب «القسّام» و«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في بيانٍ مشترك أنهما قصفتا آليات العدو المتوغلة جنوب تل الهوا، بقذائف الهاون، كذلك قصفت «القسّام» تحشدات العدو شمال غرب غزة، بعدد من قذائف الهاون، واستهدفت كيبوتس «نيريم» بدفعة صاروخية، كما استهدفت كتائب «القسّام» تجمع آليات للاحتلال توغلت شرق جحر الديك بقذائف الهاون.
من جهته أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسّام، أبو عبيدة، أن المقاومين وثقوا خلال الساعات الماضية تدميراً كلياً أو جزئياً لـ24 آلية عسكرية إسرائيلية، بين دبابة وناقلة جند وجرافة، مؤكداً أنهم يقاتلون بكل بسالة وإقدام ويواصلون التصدي لآليات العدو.
جيش العدو اعترف من جانبه بارتفاع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية وأعلن في بيان له أمس مقتل 4 جنود في غزة ما يرفع عدد قتلاه لـ29، فيما وصل عدد ضباط وجنود الاحتلال الذين قتلوا منذ الـ7 من تشرين الأول إلى 345 قتيلاً.
بالتوازي كشف وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالنت بأن قوات الاحتلال خاضت أمس معارك ضارية وصعبة في غزة وسعت إلى توسيع توغلها البري وأضاف: «لدينا أيام قادمة صعبة جداً».
على المقلب السياسي جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن موقف بلاده الرافض لوقف إطلاق النار وأكد تمسك واشنطن بما سماه بالهدنة الإنسانية، وقال: «الولايات المتحدة تعتبر أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى إبقاء حماس في مكانها».
ودعا بلينكن الإسرائيليين إلى «الحيلولة من دون نزع صفة الإنسانية عن الناس»، وتسريع إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، مضيفاً: «تعتقد الولايات المتحدة أن كل هذه الجهود ستكون أسهل من خلال هذه الهدنات الإنسانية!».
جاء ذلك بعد الاجتماع العربي- الأميركي في العاصمة الأردنية عمان الذي ضم كلاً من: وزير الخارجية الإماراتي عبد اللـه بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، إضافة إلى وزير الخارجية الأردني وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
وأعلن نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بعد الاجتماع التوصل إلى «نقاط التقاء» بين الإجماع العربي والأميركيين بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال: «نقاط الالتقاء هذه تشمل إيصال الدعم الإنساني إلى غزة، واستئناف تقديم الخدمات الإنسانية فيها، وحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي، وإطلاق المدنيين، ورفض التهجير».
يأتي ذلك تزامنا مع اعلان القيادة المركزية الأميركية وصول أسطول حاملة الطائرات «أيزنهاور» للشرق الأوسط في إطار ما سمتها «تعزيز التمركز الإقليمي».