ثقافة وفن

المركز الثقافي الروسي بدمشق يحتفل بيوم الوحدة الوطنية … سوخوف لـ«الوطن»: نقدم لأصدقائنا السوريين فكرة عن تاريخنا وحضارتنا وكذلك عن خبرتنا التاريخية

| مصعب أيوب - ت: مصطفى سالم

يوم «الوحدة الوطنية» في روسيا هو يوم وذكرى سنوية يستنهض فيه الشعب الروسي بجميع أعراقه وانتماءاته وألوانه ودياناته المعاني السامية للوحدة والتكاتف والمقاومة والصمود، فيبدأ حب الوطن برعاية القريب ونصرة الملهوف وبالعلاقات الطيبة ومراعاة الصغير قبل الكبير.

وعليه فقد احتفل المركز الثقافي الروسي على خشبة مسرحه مساء السبت 4 تشرين الثاني بيوم الوحدة الوطنية، ليشدد على أن من ليس له تاريخ لن يكون له مستقبل، مقدماً بعض العروض الغنائية والفنية الراقصة من الفلكلور الروسي ومقاطع لعدد من الأفلام الوثائقية والمشاهد السينمائية التي تتحدث عن الغزو البولندي للأراضي الروسية.

أحداث تاريخية مهمة

في تصريح خاص لـ«الوطن» قال مدير المركز الثقافي الروسي بدمشق د. نيكولاي سوخوف: (نحتفل اليوم بيوم الوحدة الوطنية الروسي بشكل حفلة موسيقية وغنائية شعرية يقدمها أطفال وشباب من طلاب المركز الثقافي الروسي والطلاب الذين يدرسون اللغة الروسية، ولعل هذه المناسبة مهمة جداً للشعب الروسي بسبب ارتباطها بأحداث تاريخية محورية في بداية القرن السابع عشر في روسيا عندما بدأت السلطة الروسية بالتدهور على أراضيها، وقد أوقع بعض الخونة روسيا المقدسة وشعبها في هاوية الدناء وسفك الدماء، وقد تم حشد قوات شعبية باركها القديس هيرماجينس واقتحمت المنطقة الصينية في موسكو وطردت القوات البولندية من موسكو، وهم من جرى تخليد ذكرهم في نصب تذكاري في الساحة الحمراء في موسكو.

العذراء الأيقونة

وركز سوخوف على أن هذا العيد مهم جداً لروسيا ولسورية وقد تم تأسيسه في عام 2004، لأنه في العهد السوفييتي كان 7 تشرين الثاني هو عيد الثورة البلشفية والناس اعتادت إحياءه ولكن خلال فترة متأخرة تداركوا أنه هناك ذكرى الأيقونة العذراء من مدينة قازان التي كانت علماً لتحشد الشعب الروسي في بداية القرن السابع عشر الذي قد طرد الغزاة والأجانب من أراضي روسيا لأنهم لم يستخدموا رايات أو أيقونات خلال تلك الفترة وإنما تم اعتماد الأيقونات.

كما لفت إلى أن المركز الثقافي الروسي يواظب على الاحتفال في الأعياد المختلفة المشتركة واليوم نحن نقدم فن الرقص والغناء للأطفال السوريين الذي هم ثمرة الزواج المختلط سوري – روسي وكذلك فرقة صبايا من مدينة جبلة السورية ولاسيما في ظل وجود الكثير من الأشياء القريبة التي تربطنا تاريخياً.

تبادل ثقافي

وختم قائلاً: «نحب أن نقدم للسوريين تاريخ روسيا والحضارة الروسية وجذورها وهو نموذج من نماذج الأراضي الشعبية لتوحيد الأراضي والتغلب على الغزاة الأجانب وهي الطريق إلى النهضة الروحية والمسؤولية المشتركة عن حاضر ومستقبل روسيا، ومن خلال مثل هذه اللقاءات نحب أن نقدم لأصدقائنا السوريين فكرة عن تاريخنا وحضارتنا وكذلك عن خبرتنا التاريخية ولاسيما أن الوحدة الوطنية شيء معاصر وليس بقديم جداً».

تشارك خبرات

من جانبه أفاد د. فادي عيساني رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون الروسي السوري أنه من الضروري مشاركة الإخوة الروس في هذا اليوم التاريخي بالنسبة لهم وهو عيد الوحدة الوطنية، إضافة إلى أهمية تعريف المجتمع السوري بالثقافة الروسية والفلكلور الشعبي والتراثي الروسي وكيفية انتقاله إلى سورية من خلال التبادل الثقافي والعلمي والتعليمي والطبي وفي معظم المجالات، والمركز الثقافي الروسي شريك أساسي لمؤسسة التعاون السوري الروسي ونحن نتشارك معهم ونتبادل الخبرات ونقوم بإيفاد الأطباء وإقامة المؤتمرات السورية الروسية في كل المجالات ومنها المؤتمر السوري الروسي للتوعية القانونية والمؤتمر السوري الروسي للطب النفسي الذي تأتي أهميته من الإضاءة على الدور الفاعل للصحة النفسية وانعكاساتها على البنية الجسدية كاملة، وهو ما يؤدي بالنهاية إلى تقوية المناعة ويعطي القوة للمجتمع بجميع أنواعه، مشيراً إلى أن مؤسسة التعاون السورية الروسية تسعى للنهوض بالمجتمع السوري في كل المجالات التي تهم السوريين، ونقوم حالياً بتحضير سلسلة من المؤتمرات والتبادلات الثقافية بين البلدين.

تجدر الإشارة إلى أن القيادة الروسية تحيي احتفالات عدة في العاصمة الروسية موسكو وفي عدد من المدن في هذه المناسبة ويقام بعض الاستعراضات العسكرية التي تهدف إلى توحيد الأمة بكل طوائفها ودياناتها وأعراقها، كما يتم جمع بعض التبرعات للمياتم والملاجئ والمدارس الداخلية وذوي الاحتياجات الخاصة، ويرافقها بعض المسيرات الشعبية والرقصات الفلكلورية في الساحات ويتم وضع بعض الزهور على قبري مينين وبوجارسكي قائد الحشد الشعبي حينها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن