رئيسي أكد أن دعم أميركا لكيان الاحتلال بالسلاح جريمة لا ينبغي أن تمر من دون عقاب … الخامنئي: دعمنا للمقاومة ثابت وضرورة التحرك الجاد وتقديم الدعم الشامل لأهالي غزة
| وكالات
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي سياسة بلاده الدائمة في دعم قوى المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة التحرك الجاد من الدول الإسلامية والمنظمات الدولية وتقديم الدعم الشامل والعملي من الحكومات الإسلامية لأهالي غزة، وبدوره شدد الرئيس إبراهيم رئيسي على أن صمت الغرب ودعمه للكيان الإسرائيلي يدل على ازدواجية معايير لديه وشراكته وانخراطه الواضح في جرائم الكيان.
وحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، جدد الخامنئي خلال لقائه أمس رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية والوفد المرافق تقديره لصبر وصمود أهالي غزة معرباً عن أسفه الشديد للجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال بدعم مباشر من أميركا وبعض الدول الغربية، مؤكداً سياسة إيران الدائمة في دعم قوى المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسياستها «الثابتة لحماية المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني»، ومشدداً على ضرورة التحرك الجاد من الدول الإسلامية والمنظمات الدولية وتقديم الدعم الشامل والعملي من الحكومات الإسلامية لأهالي غزة.
وذكرت الوكالة أن هنية قدم خلال اللقاء عرضاً حول آخر التطورات في غزة والجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي فيها، فضلاً عن التطورات في الضفة الغربية.
وقبل أيام، أكد الخامنئي أن الكيان الإسرائيلي كان سيُدمَّر خلال أيام لولا الدعم الأميركي.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الصمت «البغيض» ودعم الكيان الإسرائيلي بالأسلحة والمعدات من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية دليل على ازدواجية معايير الغرب وشراكته وانخراطه الواضح في جرائم الاحتلال.
وحسب وسائل إعلام إيرانية، قال رئيسي في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء النرويج يوناس جاهر ستوره: إن استشهاد ما يقارب 10 آلاف فلسطيني في العدوان الأخير على غزة كان نتيجة إرسال أميركا الأسلحة والمعدات على نطاق واسع إلى الكيان الإسرائيلي، وهو ما يعد جريمة بحق الإنسانية وإبادة جماعية ولا ينبغي أن تمر من دون عقاب.
وأشار رئيسي إلى صدور ما لا يقل عن 180 قراراً أممياً ضد الكيان الإسرائيلي، إلا أن هذه القرارات غير فعالة في تغيير سلوك وأفعال الكيان، لافتاً إلى أن الدول الغربية تلجأ إلى الأخبار والتقارير المتحيزة لمجموعات معينة لاتهامها بانتهاك حقوق الإنسان من دون أن تتخذ أدنى إجراء للتعامل مع مثل هذه التصرفات المخالفة لحقوق الإنسان في بلدانها، مطالباً الدول الأوروبية التي تتشدق بحقوق الإنسان بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في أوروبا وأميركا.
ورحب رئيسي بموقف النرويج المتمثل في المطالبة بوقف الحرب وقتل المدنيين في غزة في أسرع وقت ممكن، مشدداً على ضرورة بذل الجهود الدولية لإلغاء الحصار المفروض على غزة وإرسال الإغاثة الفورية للقطاع.
بدوره، قال رئيس وزراء النرويج: إن العالم يعيش اليوم وضعاً معقداً وصعباً وإن بلاده على علم بالدور المهم والفعال لإيران في المنطقة، وتقدر جهودها في السيطرة على التوترات وكبحها، وتريد التفاعل مع إيران لإيجاد سبل جديدة لحل القضية الفلسطينية، مشدداً على أن أوسلو تؤكد على الوقف الفوري لأعمال العنف وإنهاء الصراعات.
في الغضون، جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تأكيد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ومجازره في قطاع غزة، وشدد خلال اتصال هاتفي مساء أول من أمس مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي على فك الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل فوري، وإرسال المساعدات الإنسانية بما في ذلك الوقود والغذاء والدواء والمعدات الطبية.
كما شدد الوزيران على رفضهما الصارم لسياسة التهجير القسري لسكان قطاع غزة، ووصفا الوضع الإنساني في غزة بأنه مؤسف.
كما ناقش عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية العراق فؤاد حسين التطورات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبر عبد اللهيان أن استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي والقتل الجماعي للمدنيين والدعم العسكري الأميركي الواسع النطاق للكيان الإسرائيلي هو السبب الرئيسي لتفاقم الأوضاع في المنطقة، في حين أكد الوزير العراقي ضرورة العمل المتماسك والمنسق لدعم الشعب الفلسطيني ووقف الهجمات وتجنب اتساع نطاق الحرب.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا آشتياني، في تصريحٍ صحفي أمس: إن «الأميركيين يغرقون مع الصهاينة في المستنقع الذي صنعوه بأنفسهم»، موضحاً أن الرسائل الأميركية هي نتيجة خوفهم وقلقهم ومحاولتهم الخروج من المأزق، الذي جرّهم إليه كيان الاحتلال.
وطالب وزير الدفاع الإيراني الأميركيين بأن ينهوا الحرب على قطاع غزّة، وأن يوقفوا دعمهم للكيان الإسرائيلي، مشدداً على وجوب أن يدعو الأميركيون إلى هدنة، وإلّا فسيتلقون ضرباتٍ كبيرة.
على خط مواز، بحث رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند أمس خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التنفيذي للهلال الأحمر المصري، رامي الناظر، إمكانية إرسال مساعدات إنسانية وشحنات إغاثة إلى مصر لمساعدة سكان غزة.
وحسب وكالة أنباء «مهر»، أشاد كوليوند، خلال الاتصال بمواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة مواصلة عملية الدعم لسكان غزة، وأن طهران مستعدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر مصر.
وأضاف إن غزة تعيش وضعاً صعباً، وأن سكان القطاع المحاصر يتعرضون لهجمات وحشية»، مضيفاً إن «مثل هذه الفظائع لا تتطابق مع أي قانون»، ومشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي يهاجم عمال الإغاثة والأطباء في غزة وينتهك مبادئ القانون الإنساني الدولي.
وأوضح كوليوند أن جمعية الهلال الأحمر الإيراني على استعداد لإرسال الوقود اللازم إلى غزة عبر مصر حتى يمكن حل مشاكل الطاقة في مستشفيات غزة ومساعدة الجرحى.
من جانبه، عبر الرئيس التنفيذي للهلال الأحمر المصري عن شكره لجمعية الهلال الأحمر الإيراني على جهودها على مدار الساعة لمساعدة الجرحى في غزة.
ودعت مصر الشهر الماضي الراغبين في تقديم مساعدات إغاثية لقطاع غزة، إلى إرسالها إلى مطار العريش الدولي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن مصر تدعو جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلى إيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولي.
وأكدت أن ذلك يأتي «تخفيفاً» عن القطاع المحاصر واستجابةً لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل.