الصبر الأميركي بشأن العملية البرية في غزة بدأ ينفد … إعلام العدو يتحدث عن أخطار تتهدد وجود الكيان الإسرائيلي
| وكالات
اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس أن الصبر الأميركي بشأن العملية البرية لقوات الاحتلال في غزة قد ينفد في غضون أسابيع قليلة متحدثة في الوقت ذاته عن أخطار تتهدد وجود إسرائيل إن خسرت الحرب مع المقاومة الفلسطينية.
وقالت صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية أنه ليس لدى إسرائيل وقت غير محدود لمحاربة «حماس»، مضيفةً إن مجال المناورة المتاح للرئيس الأميركي، جو بايدن بدأ يتقلّص بشكلٍ تدريجي، كما لفتت إلى أنه على الرغم من تلميح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر اللـه إلى أن وجهته ليست إلى حربٍ شاملة، فإن التصعيد في «الجبهة الشمالية» قد يتطوّر، وفق ما نقل موقع «الميادين نت».
وأول من أمس الأحد، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن المحاولات الأميركية لجعل الاحتلال الإسرائيلي «يقلّص هجومه على قطاع غزة باءت بالفشل»، مشيرةً إلى أن دعوات واشنطن لوقف القصف «لم يكن لها تأثير يذكر».
وأكدت الصحيفة أن الفشل الذريع في التأثير، في مسار العدوان الإسرائيلي، هو الطاغي لدى الولايات المتحدة، ولفتت إلى أن كبار مساعدي الرئيس الأميركي «أُصيبوا بالإحباط، بسبب عدم وجود إجابات واضحة من المسؤولين الإسرائيليين، بشأن أهدافهم، وما يتوقّعون أن يبدو المستقبل عليه».
وفي تعليقها على زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الأراضي المحتلة، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن هذه الرحلة وهي الثالثة، «سلّطت الضوء على المأزق الدولي الذي تجد واشنطن نفسها فيه»، محاصَرةً بين «الغضب الدولي» بشأن عدد الشهداء الفلسطينيين، و«دعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي».
وفي السياق، ذكرت «نيويورك تايمز» أن بايدن، «بينما يواصل إعلان دعمه الذي لا لبس فيه لإسرائيل، أصبح مع كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين أكثر انتقاداً»، لما يقوم به الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
في الغضون، كشف تقرير نُشر في وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، أن إسرائيل إن لم تنتصر في حربها ضد حماس وبعدها ضد حزب اللـه فإنّها ستخسر منطقتي النقب والجليل، مضيفاً إن هذه الحرب حاسمة بشأن وجود إسرائيل.
في السياق نفسه، اعترف رئيس شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي «أمان»، أهارون هاليفا بمسؤوليته عن الفشل الاستخباري والعملياتي الخطير في 7 تشرين الأول الماضي، زاعماً أن «ما تعيشه إسرائيل ليس حرباً وجودية لأن وجودها ليس على المحك»، وهو تصريح أيّده رئيس «الموساد» السابق، يوسي كوهين.
وحسب صحيفة «إسرائيل هيوم» فإن مثل هذه التصريحات تدلّ على الفشل الفكري الذي يحكم تصوّر المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل، الُمدمنة على مفاهيم «اتفاقية أوسلو» أي إن إسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أي عدوان خارجي.
ووفق الصحيفة فإن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في وقتٍ سابق أن الحرب على غزة «حرب وجودية»، ومن الممكن ألا «تهدأ» هذه الحرب، لذلك، ومن كلام هاليفا وكوهين، نقف على طبيعة اللامبالاة العقائدية وسوء الفهم الأساسي الذي أدى على ما يبدو إلى التسيّب الاستخباري والعملياتي.
ولفتت «إسرائيل هيوم» إلى أن هذه الحرب اليوم تشنّ على وجود (المستوطنين) الاجتماعي، أي على كيان إسرائيل، مشيرةً إلى أنه «لا أحد يُقامر بحياة عائلته سواء في النقب الغربي أو في الجليل الأعلى، لذلك نحن مضطرون إلى اقتلاع حماس وحزب الله من الحدود على الرغم من أن هذه المهمة قد تكون طويلة عسكرياً ومعقّدة سياسياً».
وكذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الفخّ الوجودي الذي يُمكن أن تقع فيه إسرائيل هو تأسيس جيش عربي فلسطيني للدفاع عن الأمن، واصفةً هذا الأمر بالتهديد الوجودي لإسرائيل ولاسيما أنه نابع عن نظام أوسلو.