الشعب الفلسطيني البطل باقٍ ومنتصر وصاحب إرادة وعزيمة … سلاف فواخرجي لـ«الوطن»: كل مفردات اللغة العربية تعجز عن وصف حجم الألم والحزن والكارثة
| وائل العدس
منذ بدء العدوان على غزة، دأبت النجمة سلاف فواخرجي على دعم فلسطين وأهلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والشاشات التلفزيونية، لتكون واحدة من أكثر الفنانات نصرةً للقضية الفلسطينية، حالها حال السوريين الذين لم يبتعدوا عن فلسطين يوماً بقلوبهم ووجدانهم وإنسانيتهم رغم الحرب الإرهابية التي طالت بلدهم منذ 12 عاماً.
فواخرجي فرّغت نفسها وكل حساباتها على هذه المواقع لتكون صوت الناس في غزة الذين يكابدون أسوأ الظروف بسبب العدوان الذي استهدف البشر والحجر، لتكون حريصة بشكل يومي ودؤوب منذ يوم السابع من تشرين الأول الماضي على مؤازرة الفلسطينيين بالوسائل المتاحة كافة، إيماناً منها أن صوت الحق يصل ويؤثر، وإلا فما كانت إدارات مواقع التواصل الاجتماعي قد جيّشت موظفيها لحذف المنشورات التي تتضامن مع فلسطين.
قضية وجود
في حديثها لـ«الوطن»، قالت فواخرجي: إن كل مفردات اللغة العربية تعجز عن وصف حجم الألم والحزن والكارثة، منوهة بشعورها بالعجز تجاه ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من بشاعات بحق المدنيين الأبرياء في غزة.
وأكدت أن القضية الفلسطينية تمثل قضية وجود لا تحتاج لنقاش أو جدل، بل هي قضية محسومة تهم كل من يمتلك ذرة من الإنسانية، ومن لم تهتز مشاعره فليراجع إنسانيته.
وشددت على أن المجازر التي يرتكبها الصهاينة لا ترضي ديناً ولا عرفاً ولا قانوناً ولا أخلاقاً، وقد سلبوا الأبرياء أدنى حقوقهم منتهكين الحرمات والمقدسات.
وتساءلت: رغم وحشية الاحتلال إلا أن دول الغرب تدعمه وتدعم إجرامه، فأي قانون يسمح بقطع الماء والطعام والطبابة عن مليوني إنسان؟ ألم يشاهدوا قصف المستشفيات والمساجد والكنائس؟ أم هم صمٌّ بكمٌ عميٌ؟
العدو الواهم
وأشارت فواخرجي إلى أن تسمية الأحداث بالحرب ظالمة بحق الفلسطينيين، لأن ما يحصل هو إبادة جماعية وعنف وانتقام وبربرية وتدمير وحقد دفين وتطهير عرقي.
وقالت: العدو الواهم سقط أمام العالم بأسره وفُضح على الملأ، وسقطت أقنعته وبانت أنيابه وجنونه، وسقطت معه كل مفاهيم الحرية والإنسانية التي تتشدق فيها دول العالم التي تُسمى العظمى.
وأضافت: إن الولايات المتحدة الأميركية وأذنابها يتحملون مسؤولية الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، وخاصة في ظل الصمت المعيب والدعم المشين للاحتلال والإرهاب الصهيوني النازي، في وقت تدّعي فيه الحرص على مبادئ حقوق الإنسان، وهي أبعد ما تكون عن هذه الحقوق، موضحة أن حشد أساطيلها يدل بشكل لا لبس فيه على نفاقها وغياب أي قيم إنسانية قد تدّعيها.
طوفان الأقصى
من ناحية ثانية، رأت أن المقاومة ستنتصر رغم هول الجرائم، مضيفة: الشعب الفلسطيني البطل باقٍ ومنتصر وصاحب إرادة وعزيمة، والأهم أنه صاحب الحق والأرض، فلا خوف على الفلسطينيين ولا هم يحزنون.
وأبدت تقديرها واحترامها للتضحيات التي يقدمها المقاومون في غزة، والتي فاقت كل التصورات، والتي تسعى إلى التحرر من قيود الاحتلال.
وشددت على أن فلسطين وحدت كل العرب الشرفاء على كلمة واحدة وموقف واحد، وأعادت الكرامة إلى كل إنسان حر، مشيرة إلى أن الفرصة قد حانت لنعلن على الملأ أننا أصحاب الأرض ولن نغفر ولن نسامح ولن نسمح لدماء الشهداء بأن تذهب سدى، بل لا بد لنا أن نكمل طريق التحرير حتى آخر نفس.
وبيّنت أن عملية «طوفان الأقصى» سطرت أروع ملاحم البطولة والعنفوان والفداء، وستنتصر في مواجهة قوى البغي والإرهاب وداعميه.
الداعمة الأولى
وكشفت فواخرجي أن الاحتلال زرعه الغرب لزعزعة استقرار الدول الآمنة واستهداف الدول الداعمة للمقاومة لتفريغها من قواها، ولكنهم خسئوا، وسيسقطون أمام بطولات رجال المقاومة كما سقطوا تحت أقدام رجال الجيش العربي السوري.
وأكدت أن سورية كانت وما زالت الداعمة الأولى والمساندة للمقاومة في سبيل تحرير كامل الأراضي العربية، وأنها لم تغير موقفها يوماً تجاه القضية الفلسطينية رغم الأثمان الباهظة التي دفعتها، وأن الوقوف إلى جانب المقاومة هو إيمان مشترك للقيادة والشعب في آن واحد.
وتابعت: فلسطين هي قضيتنا الأولى والأخيرة، وهي البوصلة التي حاولوا عبر السنوات الفائتة أن يشغلونا عنها، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، فقد تحملنا الكثير ودفعنا من حياتنا وأعمارنا وأرواحنا ودمائنا الكثير الكثير، لأننا مؤمنون بأن العدو إلى زوال عاجلاً أم آجلاً، ولأن كرامتنا فوق كل اعتبار، وسنبقى ثابتين على مواقفنا، إن لم يكن من أجلنا على أقل تقدير فمن أجل أولادنا ومستقبلهم.