إعلام العدو يتحدث عن خشية واشنطن من غياب خطّة إسرائيلية للخروج من غزة … غالانت: هذه الحرب مختلفة عما عرفناه وستستغرق مزيداً من الوقت
| وكالات
بينما أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أن أمام كيانه أياماً عديدة من القتال، وأنّ هذه حرب مختلفة عما عرفوه، تحدثت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن خشية الولايات المتحدة «من أنه من دون خطة خروج إسرائيلية، فإن المعركة في غزة ستتحول إلى حربٍ أميركية أخرى».
وقال غالانت: «أمامنا أيام عديدة من القتال، وهذه حرب مختلفة عما عرفناه.. هذا سيستغرق وقتاً»، مضيفاً: «أيام طويلة من الحرب بانتظارنا». وحسب وكالة «سبوتنيك» جاءت تصريحات غالانت خلال لقائه أعضاء «لجنة الخارجية والأمن» في «كنسيت» الاحتلال.
وقبل أيام، اعترف غالانت، بأن كيانه يدفع «أثماناً باهظة في غزة»، وقال في كلمة له أمام قوات الاحتلال، حسب الإعلام الإسرائيلي، «نفعّل قوات بحجم كبير، في عمق قطاع غزّة، هناك معارك ضد القوات العاملة، وللأسف في الحرب هناك أثمان، والأثمان في اليوم الأخير، كانت باهظة».
وأول من أمس الإثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتفاع حصيلة الجنود القتلى خلال المعارك البرية في قطاع غزة إلى 35 جندياً، وأقرّ بارتفاع حصيلة القتلى العسكريين إلى 348، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
في الغضون، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: إن «الولايات المتحدة تخشى من أنه من دون خطة خروج إسرائيلية، فإن المعركة في غزة ستتحول إلى حربٍ أميركية أخرى».
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن مرونة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل تعتمد على خطط «اليوم التالي»، فوفقاً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لا يمكن لـ«حماس» البقاء في السلطة في غزة بعد الحرب لكن البديل غير واضح».
ورأت الصحيفة أن «الحروب في أفغانستان والعراق علّمت واشنطن أن الصبر الزائد هو ضرر إستراتيجي»، وتناولت الحرب في اليمن نموذجاً، قائلة: إن الرئيس الأميركي كان غاضباً بشكلٍ خاص من عدم وجود «خطّة خروج» واقعية من الحرب، وهنا أدرك أن الصبر يُمكن أن يكون ضرراً إستراتيجياً.
وبهذا الصدد، حذر محللون وخبراء من نفاد صبر أميركا من «غياب خطّة خروج» أو «خطّة اليوم التالي» في غزّة، وحذّر جنرالات أميركيون إسرائيل من تكرار الأخطاء التي ارتكبوها، في إشارة إلى التورّط الكبير في أفغانستان والعراق.
وحسب «هآرتس»، فإن هذه التحذيرات تثير بحق مخاوف من أنه في غضون أسابيع، أو ربما أقل، قد تواجه إسرائيل وضعاً مشابهاً للوضع الذي واجهته السعودية في اليمن، وعلاوةً على ذلك، فإنه في غياب خطّة إسرائيلية، قد يطلب من الولايات المتحدة نفسها تقديم خطّة خروج لإسرائيل، عملياً، كما قالت الصحيفة الإسرائيلية.
وتابعت: «الولايات المتحدة تعاملت بالفعل مع هذا الأمر في المناقشات التي أجراها في الأيام الأخيرة كبار ممثليها – وخاصة وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان – مع القادة العرب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان».
وأردفت «هآرتس» بالقول: «في التدخّل الأميركي في العراق وأفغانستان، قدّمت واشنطن للخروج من العراق خطّةً تضمّنت إنشاء حكومة محلية جديدة»، أما في أفغانستان، فإن «الولايات المتحدة رسمت خطة خروج، تضمّنت تقويض سلطة طالبان وإقامة حكومة معينة ثم لاحقاً منتخبة».
وأضافت الصحيفة: «حدود الصبر الأميركي طالت لغاية أن قررت إدارة ترامب في سنة 2020 الانسحاب من أفغانستان، ووقّع اتفاق انسحاب مع طالبان بوساطة قطر». متسائلة: هل كان بإمكان الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان والعراق في وقت أبكر؟ هل كان من الضروري البقاء هناك سنوات، حتى يتم اتخاذ قرار دبلوماسي وسياسي – ليس عسكرياً أو إنسانياً – بموعد الانسحاب؟ الجواب المتفق عليه، حتى على الإدارة نفسها، هو نعم.
وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن «الولايات المتحدة تريد تجنيب إسرائيل أخطاءها الفادحة، لكن واشنطن عالقة في وضعٍ يتعين عليها فيه التوفيق بين الفاصل الزمني الذي منحته لإسرائيل في بداية الحرب وبين تقديرها بأن إسرائيل يمكن أن تتورط في احتلال مباشر سنوات طويلة، ما سيفرض دعماً أميركياً هائلاً».
وقالت «هآرتس»: «في العراق وأفغانستان كانت هناك حروب أميركية – مُددها ودرجة الصبر فيها حددتها الولايات المتحدة وحدها – لكن في اليمن وفي إسرائيل إنها حروبٌ شنّها آخرون».