ثقافة وفن

معرض فني ووقفة تضامنية مع غزة في صالة الشعب … أبو الشامات لـ«الوطن»: نقف وقفة اعتزاز ومشاعر صادقة مع إخواننا في غزة

| مصعب أيوب - تصوير مصطفى سالم

لأن الفن أحد أهم مفاصل الواقع ويشكل عنصراً رئيسياً في عملية التوثيق والإعلام فقد أقامت المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية في سورية بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين معرضاً فنياً للفن التشكيلي تضامناً مع غزة تخلله وقفة تضامنية في صالة الشعب في دمشق ظهر أمس.

نصر مؤزر

توجه رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عرفان أبو الشامات في تصريح لـ«الوطن» بالتحية والشكر للمستشارية الإيرانية على مبادرتها المتميزة بالتنسيق مع الفنانين السوريين والفلسطينيين للوقوف باعتزاز مع الشعب الجريح في غزة والذي سيحتفل بالنصر قريباً، وأكد أن الإنسان عبارة عن كتلة من الأحاسيس ولاسيما العربي تحديداً الذي وقف وقفة اعتزاز ومشاعر صادقة مع شعبنا الفلسطيني في غزة، والإنسان الفلسطيني اليوم يقدم روحه في سبيل حرية وطنه وأبناء جلدته وهذا ما تفتقده الشعوب المعادية ولذلك النصر المؤزر قادم ونحن نعتبر أننا منتصرون على قوة الشر والعدوان.

عدو متعطش للدماء

وقال المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية في سورية د. حميد رضا عصمتي في كلمة للصحافة: «نحن يجب أن نعلن تضامننا ونبين للعالم دورنا المهم ومهمتنا الرئيسية في دعم القضية الفلسطينية وحق العودة، وهذه المشاركة الكبيرة في هذا المعرض وفي هذا التوقيت تمثل بيان استنكار ورفض لجرائم العدو الصهيوني في غزة، ولاسيما أن الكيان الغاشم قد كشف عن مدى وحشيته وتعطشه للدماء بعد أن فقد صورة الضحية التي كان يسعى جاهداً لإظهارها للعالم كله»، وقد أشاد عصمتي بالمشاركة الكبيرة من الفنانين السوريين والفلسطينيين وبالحضور والإقبال الكبير.

دعم ومشاركة

مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف في حديث لـ«الوطن» بين أن المعرض مهم جداً من الناحية الفنية والسياسية لأنه يؤكد التضامن بين الشعوب العربية وشعوب المنطقة، ومن نظم وخطط ونفذ الممثلية الثقافية الإيرانية تضامناً مع كفاح ونضال الشعب الفلسطيني ونحن في المركز الثقافي الروسي والاتحاد السوفييتي سابقاً ندعم ونشارك مثل هذه الأنشطة لأهميتها على الساحة ولنؤكد أننا نساند ونؤيد القضية الفلسطينية ونحاول أن نبين للجميع أحقية الفلسطينيين في صراعهم ضد الصهيونية والعنصرية.

صرخة طفل

الفنان التشكيلي الفلسطيني علي جروان أفاد أن المعرض يعتبر وقفة إسناد ونصرة ولا يمكن أن نسميها وقفة تضامن لأنه لا يمكن لأحدنا أن يتضامن مع نفسه ولكن نحن نقف اليوم وقفة نصرة لإخوتنا الفلسطينيين في غزة، ونحن كاتحاد فنانين تشكيليين سوريين وفلسطينيين نقيم هذه الفعالية ونشارك فيها لدعم هذه القضية، والفنانون السوريون يشعرون بأن القضية الفلسطينية تعنيهم جداً كما الفلسطينيين ونحن نثمن ذلك كثيراً وإنه من دواعي سرورنا.

وقال أيضاً: «أشارك اليوم في عمل سميته صرخة طفل يمثل حالة الكثير من الأطفال الذين نراهم اليوم في شاشات التلفاز وعلى صفحات «فيسبوك» و«انستغرام» بعد المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب بحق المدنيين وهو ليس بجديد وإن ما عهدناه عن هذا العدو تعطشه للدماء والمجازر وإن ما يعزي النفس انتصارات المقاومين والفدائيين الفلسطينيين وهي انتصارات ترفع لها القبعة، وأنا عبرت عما يحدث من خلال تسليط الضوء على حق الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة في العيش بهناء وفرح ولكن تحول يد الغدر دون ذلك، ولكنه يقول فداء لفلسطين ولعله يقولها بالفطرة ولم يتعلمها من أحد ليعبر عن صموده وصلابته للمضي قدماً ومتابعة مسيرة الآباء والأجداد.

أم الشهيد

الفنان الفلسطيني السوري سامر الصعيدي الذي شارك بعمل تركيبي استلهمه من صورة أم الشهيد التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية والتي تحتضن كفن وجثة ولدها في مستشفى الشفاء في غزة وقد قال: «هي كانت حاضرة معنا في هذا المعرض ولعل معظم الزوار تأثروا بهذا المشهد كما نتأثر يومياً في المشاهد التي نراها بشكل دوري في شاشات التلفزة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي».

وأكد الصعيدي أن ما قدمه ويقدمه الفلسطينيون اليوم على الأرض هو الأهم وهو الجوهري ولا يخفى على أحد أنهم باتوا مصدر قوة وإلهام للكثير من الناس وهم اليوم يقفون معنا ويساندوننا وليس العكس فهم المنتصرون وهم الأقوى ونحن لا نبالغ أبداً بذلك وأنا من خلال تواصلي مع أهلي في غزة وأصدقائي أتلقى منهم المواساة والدعم بدلاً من أن يكون اتصالي وتواصلي معهم لأجل مواساتهم، ويعلم الجميع أن الثمن غال ولا بد من تقديمه ولا توجد مشكلة في ذلك ما دامت الأرض ستعود وتسترجع الحقوق وهو ما بدا واضحاً أن الجميع مستعد لذلك، والفن لا ينفصل نهائياً عن الواقع ولا بد من تكريسه لنقل هذا الواقع وتوثيق بطولات هؤلاء المقاومين.

الفن التوثيقي

كما بين الفنان معتز العمري أن الفن التشكيلي يؤدي دوراً مهماً في القضايا المهمة والمحورية ولاسيما القضية الفلسطينية التي تعد الأهم والأبرز اليوم على الساحة الدولية والعالمية والفن الذي يتمحور حول فلسطين هو يمثل فلسطين وهو يوثق المرحلة ويدون الحدث، فالعدو الإسرائيلي يرتكب المجازر ويقتل الأطفال ولا بد من توثيق ذلك برسومات ولوحات وكاريكاتيرات والعديد من الأعمال الفنية ولا بد أن نلمس نتائجها في المستقبل عندما تنتصر المقاومة.

وأكمل: الفن له تأثر كبير في الناس ودليل ذلك الاغتيالات الكثيرة التي تمت لفنانين كثر والمثال الأبرز لتأثير الفن هو لوحة الغرنيكا في إسبانيا التي استوحاها من قصف غرنيكا بواسطة طائرات حربية ألمانية، وكل من يعمل لأجل فلسطين مستهدف ومعنى ذلك أن الفن يؤدي دوراً مهماً ومفصلياً، وبالنهاية فإن اللوحة توثق للحدث والجرائم الصهيونية ولكن كل فنان وأسلوبه ونحن نؤكد على قضية التراث الفلسطيني واللوحة الفلسطينية التي هي جزء من الصراع العربي الإسرائيلي ودليل ذلك إحداثهم لوزارة التراث وذلك لأنهم يقومون بسرقة التراث الفلسطيني ومعنى ذلك أننا جميعاً مسؤولون للمحافظة على ذلك التراث ورموزه وخريطة فلسطين كلها ولا بد من المكافحة لمقاومة محاولاتهم المستمرة لطمس الهوية الفلسطينية والتراث العربي الفلسطيني.

تجاوزات وجرائم

الفنان التشكيلي أحمد الخطيب أوضح أن المعرض اليوم يجمع الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والسوريين لإيصال أصوات الحق إلى كل العالم أما ما يحصل في فلسطين من عمليات إبادة جماعية واستهداف عزيمته، ونحن من خلال هذه اللوحات نسعى لتعميم أحقية الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه وبأننا أمام منعطف تاريخي في تسليط الضوء مجدداً على القضية الفلسطينية وأهمية استعادة الحقوق المغتصبة وتحقيق الحرية، ونوه أن ما يقوم به المجاهدون في فلسطين لا يمكن تصنيفه إلا كمعجزة لأنه وضع القضية مجدداً في صدارة المشهد بالوقت ذاته يفضح تجاوزات الاحتلال وجرائمه ويقوم بإيصال رسالة قوية جداً مفادها أن النصر للمقاومة ولأصحاب الحق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن