أولمرت اعتبر نتنياهو خطراً على إسرائيل … تحقيق إسرائيلي بإخفاق «7 تشرين» يكشف أن الجدار الأمني أعمى أعين الجنود والقادة
| وكالات
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أهم ما جاء في تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما سماه هجوم «السبت الأسود» في الـ7 من تشرين الأول الماضي، وأظهرت التحقيقات «الخلل» الذي تسبب به موقع مقر قيادة «فرقة غزة» عند السياج الحدودي، في وقت اعتبر رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت بنيامين نتنياهو خطراً على إسرائيل.
وذكر موقع قناة «كان» الإسرائيلي أنه «بعد شهر من هجوم حماس على المناطق المحاذية لقطاع غزة»، قام الجيش الإسرائيلي بتلخيص أولي لأسباب هذا الإخفاق، وذلك بعد التحقيق مع الجنود والقادة الميدانيين، ونشر تلك النتائج لأول مرة، حسب موقع «الميادين نت».
ومما توصل إليه التحقيق الأولي، حسب الإعلام الإسرائيلي، هو أن الجيش أدرك أن موقع مقر قيادة «فرقة غزة» عند السياج الحدودي مباشرة قد أضر بقدرتها على القيادة والسيطرة، «إلى درجة تم تحييدها بالكامل أثناء القتال».
ووفقاً للتحقيقات فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أن «وضع قواعد تابعة للفرقة في أماكن عرضة للاعتداء ذو ميزة لوجستية، لكن هذا قد يسبب خللاً في أداء هذه القواعد في حالة الحرب». إضافة إلى ذلك يدرك الجيش حسب التحقيقات أن المواقع الحدودية أقيمت لتؤوي القيادة، لكنها غير مهيأة للقتال.
وأشار موقع قناة «كان» إلى أنه بدأت تصدر انتقادات هنا وهناك تتعلق بـ«الجدار الأمني»، الذي تم الانتهاء من إقامته العام الماضي بتكلفة مليارات من الشيكل الإسرائيلي، ويرى المنتقدون أن هذا العائق أدى إلى خفض الاستعدادات ومنح شعوراً بالأمان والطمأنينة بعدم إمكانية اقتحامه من دون سابق إنذار، بل إنه في واقع الأمر أعمى أعين الجنود والقادة.
ولا يزال المسؤولون الإسرائيليون يتبادلون الاتهامات، محمّلين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية الإخفاق الذي أدى إلى نجاح عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي، رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم.
في الغضون، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في تقرير لها إلى أن المستوطنين غادروا بلداتهم الواقعة عند الحدود اللبنانية ولجؤوا إلى وسط فلسطين المحتلة في اليوم الأول للحرب على غزة، ومباشرة بعد تردد الأنباء عن الهجوم المفاجئ والواسع لمقاتلي المقاومة الفلسطينية في محيط غزة، ما يدل على «أزمة ثقة شديدة بين الجيش والسكان الذين أوتمن بالدفاع عنهم».
وقالت الصحيفة في تقريرها إن «جولة في الشمال المهجور تكشف أن أزمة الثقة بين الجيش الإسرائيلي ومواطني إسرائيل لم تتوقف في الجنوب، والكثير من سكان الشمال قرروا مغادرة بيوتهم والرحيل باتجاه وسط البلاد، على الرغم من عدم تلقيهم تعليمات واضحة بهذا الخصوص».
وأضاف: إن «الأزقة الخالية في البلدات والشوارع الخالية والمتاجر المغلقة والدبابات في شوارع المدن والشوارع المركزية تدل على شدة استهداف الشعور بالأمن لدى الكثيرين من سكان الشمال».
إلى ذلك، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «دُمر نفسياً بسبب إخفاقه الفادح في مجال الأمن القومي».
وفي مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، أضاف أولمرت: إن نتنياهو كان في حالة من «الانهيار العصبي، حيث سعى إلى تجنب الإطاحة به من منصبه لفشله في حماية الأمن القومي بعد هجمات حماس»، وفق ما نقلت قناة «سكاي نيوز عربية».
وتابع أولمرت: «الأولوية يجب أن تكون للتفاوض على نهاية اللعبة مع المجتمع الدولي، بما في ذلك العودة إلى المحادثات حول تشكيل دولة فلسطينية، بدلاً من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء نحو الإشراف العسكري الكامل على غزة»، مردفا بالقول إن نتنياهو «طوال حياته اعتبر نفسه زوراً سيد الأمن، إنه سيد الهراء».
ومضى قائلاً: «في كل دقيقة يقضيها نتنياهو كرئيس للوزراء فإنه يشكل خطراً على إسرائيل، أنا أعني ذلك بجدية ومتأكد من أن الأميركيين يفهمون أنه في حالة سيئة».
وقال: «ليس من مصلحة إسرائيل الإشراف على أمن غزة، من مصلحتنا أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا بطريقة مختلفة عما كنا نفعله قبل هجوم 7 تشرين الأول. لكن للسيطرة على غزة مرة أخرى؟ لا».