ثقافة وفن

تدشين المركز الثقافي في مساكن برزة بمعرض فني … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: المعرض تحية لإخوتنا في فلسطين.. والفن والثقافة أحد أشكال المقاومة

| وائل العدس - تصوير: طارق السعدوني

دشنت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح المركز الثقافي في حي مساكن برزة بدمشق بافتتاحها معرضاً فنياً يوم الخميس الماضي.

وتضمن المعرض لوحات ومنحوتات تجسد المعاناة الإنسانية والتمسك بالأمل والانتقال إلى حياة يسودها الحب والسلام.

وشهد المعرض مشاركة خمسة وثلاثين فناناً هم في مجال الرسم: أسامة دياب، جورج عشي، خليل عكاري، سائد سلوم، صالح الخضر، عبد المعطي أبو زيد، فادي المرابط، فؤاد دحدوح، محمد الركوعي، محمد حسن داغستاني، محمد شبيب، مروان جوبان، معتز العمري، موفق السيد، موفق مخول، وحيد قصاص، وسيم عبد الحميد، وفي مجال النحت: أنور رشيد، بكري بساطة، سعيد شوقي، صالح إبراهيم، عادل خضر، عبد الرحمن مؤقت، عبد العزيز دحدوح، عمار رشدان، غازي عانا، فؤاد أبو عساف، فؤاد طوبال، لطفي الرمحين، محمد أبو خالد، مصطفى علي، معروف شقير، نجود الشومري، نزيه الهجري، وضاح سلامة.

وتبادلت الوزيرة الحديث مع أهالي الحي الذي توافدوا بكثافة لحضور الافتتاح، وأبدوا بعض المطالب المحقة التي وعدت الوزيرة بتحقيقها لما يخدمهم على المستويين الثقافي والاجتماعي.

تحية للفلسطينيين

في تصريح خاص لـ«الوطن»، قالت وزيرة الثقافة إن هذا اليوم عزيز على قلوبنا، وفي الوقت نفسه هو من الأيام المؤلمة التي نعيشها منذ أشهر بل طوال السنوات الماضية بسبب العدوان الصهيوني على فلسطين.

وأضافت: نفتتح اليوم المركز الذي طالما انتظرت الوزارة وأهالي الحي افتتاحه، ليعم بالأنشطة والفعاليات الثقافية التي طال انتظارهم لها، وقد آثرنا أن نفتتحه بمعرض من مقتنيات وزارة الثقافة، وهي لوحات في معظمها إما لفنانين فلسطينيين عاشوا في سورية، أو لفنانين سوريين عبّروا عن المعاناة والألم الإنسانيين تعبيراً لما نعانيه ونكابده في هذه الأيام حينما نرى الظلم والوحشية والمعاناة اللاإنسانية التي لا يقبلها عقل ولا ضمير والتي يسكت عنها المجتمع الدولي الذي يدّعي في معظمه بأنه يدافع عن الإنسان وحقوقه ويعطي للعالم أجمع دروساً في الديمقراطية وحق الشعوب بالحياة والحرية وهو أبعد ما يكون عن ذلك.

وأكدت أن هذا المعرض تحية لإخوتنا في فلسطين وغزة، ولكل من عانى، ولكل الشهداء والمهجرين، ونقول لهم: «قلوبنا معكم، نحاول أن نعمل لنرفد عملكم وصمودكم، فالمقاومة تأخذ أشكالاً عدة، والفن والثقافة هما أحد أهم أشكالها.

ورداً على سؤال عن رسالة الثقافة في ظل الحرب الإرهابية على سورية والعدوان الوحشي على غزة وجنوب لبنان أجابت الوزيرة: رسالة الثقافة إرث حضاري وإرث نبل الإنسان لأخيه الإنسان وللأجيال الآتية، وهذا ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، وهذا ما نريد توريثه للأجيال القادمة.

وأوضحت أن الثقافة مبعث نور وتفاؤل، والعمل الثقافي يبعث على العمل وحب الحياة في وجه الظلم والظلمة، وهو في وقت السلم عمل إبداعي، وفي وقت الحرب عمل إبداعي مقاوم، وبالتالي لا غنى عن الثقافة لا في السلم ولا في الحرب ولا في الأوقات العصيبة حيث الحصار والتقشف والضائقة الاقتصادية، فالعمل الثقافي لا يتوقف في أنحاء العالم لأن توقفه يعني توقف الحياة.

إرادة الانتصار

مديرة المركز الثقافي في مساكن برزة لبنى حداد كشفت أن المركز سيكون ذا أهمية كبيرة في المنطقة الموجود فيها والتي تضم عدداً كبيراً من الفنانين والمثقفين والمبدعين، وسيشكّل جسر تواصل مع سكان هذا الحي العريق، وسنقدم خدماتنا بناء على توجيهات الوزارة، على مبدأ «الأمل بالعمل» الذي أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد، وهو دليل على أن العمل قائم ومستمر والإرادة موجودة لنصل إلى ما نصبو إليه من أهداف رغم الظروف الصعبة التي نمر بها.

وردت لـ«الوطن» عن توقيت افتتاح المركز في ظل العدوان الغاشم الذي تتعرض له المنطقة، فقالت: الافتتاح يعبّر عن تحدي الحياة والعمل والأمل والاستمرار لنواجه فيها العدو، بعيداً عن طريق اليأس والإحباط.

وشددت على أن ذاتية الثقافة في سورية هي ثقافة المقاومة، لذلك نحن نقاوم لنستمر، لأننا أصحاب الحق ونمتلك إرادة الانتصار لتحقيق أهدافنا وتحرير أراضينا.

وعن خطط المركز في المستقبل القريب، أوضحت حداد أن هناك خططاً على المستويات كافةً، بدءاً من الطفل الذي نعمل على بناء ثقافته وتعلقه بتراثه وتعزيز محبة الوطن والانتماء والهوية الوطنية فيه.

وأردفت: كما سنعمل على دعم الشباب الذين يمثلون جنود الحاضر، للاستفادة من جهودهم في بناء الوطن، من خلال إعطائهم فرصهم ليعبّروا عن أنفسهم وتحقيق ذواتهم، إضافة إلى أننا سنعمل مع المثقفين والفنانين الكبار لنوجه رسائلنا إلى داخل الوطن وخارجه بأننا أقوياء وسنستمر.

وأكدت أن المعرض يلقي الضوء على الفن السوري المتميز الذي يعبّر عن سورية وتراثها وعراقتها والإنسان فيها ومكنونات المواطن السوري.

أجيال عدة

مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وسيم عبد الحميد أشار إلى أن الوزارة تقيم بشكل دوري معارض استعادية لمقتنياتها، وتحمل هذا المعارض قيمة كبيرة لفنانين رواد ومعاصرين وشباب، لخلق خليط بين أجيال عدة في مكان واحد.

وأكد أن الوزارة تقتني دوماً أهم الأعمال الفنية، وأصبحت تمتلك رصيداً غنياً منها، تعرضها على الجمهور بهدف رفد الحركة الفنية السورية.

وبيّن أن إقامة المعرض في هذا المركز يهدف إلى تسليط الضوء عليه، خاصة أنه يقع في قلب العاصمة وبمكان مهم جداً ليخدم أهل المنطقة خصوصاً والحركة الثقافية عموماً.

ورداً على سؤال، كشف أن الحركة الفنية التشكيلية تأثرت بالحرب الإرهابية على سورية، لكنها مستمرة وانطلقت للعالمية رغم الحرب والحصار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن