ثقافة وفن

الطفل الذي طُرب لأم كلثوم بعمر السبعة أشهر … عبد الرحيم الحلبي لـ«الوطن»: 1٫5 مليون مشاهد تابعوا أغنيتي على الانترنت

| عامر فؤاد عامر

كانت البداية في الغناء بعمر سبعة أشهر! أي في بداية تعلّم النطق! إذ كانت عائلته تستمع للأغاني الطربيّة الأصيلة، وخاصّة «أمّ كلثوم»، فعندما يستمعون لأغنية «إنت عمري» كان ينصت إليها ويصغي كما الكبار، ولدى إيقاف آلة التسجيل الموسيقيّة يتابع هو كلمتين من الأغنية بلفظٍ ولحنٍ واضحين، وهذا كان يثير إعجاب واستغراب العائلة جميعاً. الطفل المعجزة «عبد الرحيم الحلبي» الذي ذكرنا عنه في «الوطن» أكثر من مرّة زارنا في مكتب الصحيفة وكان لنا معه الحوار التالي:

في المقدمة دائماً
عندما كبر «عبد الرحيم» – بالتحديد خلال عمر العام إلى العامين – أصبح يغني مع أخيه الأكبر منه، الذي يمتلك صوتاً جميلاً أيضاً، فلاحظ أفراد عائلته ما لديه من تعلّق واضح في الغناء. ولدى دخوله المدرسة الابتدائيّة زادت المعلمة «لميس خوري» من اهتمامها به، وهي مطربة، ومهتمّة بالغناء، وصاحبة صوت جميل، وعنها يقول «عبد الرحيم» إنها من اكتشف موهبته، خارج إطار أسرته، وهكذا إلى أن دفعته للمشاركة في مسابقات «الرواد» على مستوى المدارس الابتدائيّة في المنطقة فكان الأول بينهم ثم على مستوى المحافظة وكان الأول بجدارة أيضاً، وبما أن قوانين المسابقة تمنع مشاركة طلاب الصف الرابع الابتدائي – كان صفه حينها – من المشاركة على مستوى الجمهورية فلم يشارك في المستوى الأعلى، ولو كان مسموحاً له في ذلك لكان ترتيبه الأول بالتأكيد تبعاً لما يملك من مقدرة صوتيّة وخامة مميزة، وإحساس أكبر من عمره الزمني كطفل في العاشرة من العمر.

أديب الدايخ
الشهرة على مستوى أوسع جاءت من خلال فيديو صغير عبر الموبايل سجلته المدرسة «لميس خوري» ونشرته عبر صفحتها ليتمّ تناقله بصورة هستيريّة عبر صفحات التواصل الاجتماعي فيحصد مليوناً ونصف المليون مشاهدة في أقل من شهر، غنى فيه للفنان «أديب الدايخ» صاحب الأداء الصعب حتى على الكبار والمتمكنين في الغناء، لكنه كان بارعاً فيه بصورة مذهلة. ويبدو أن هذا الحدث هو ما أثار القائمين على برنامج «ذا فويس كيدز» للتواصل مع «عبد الرحيم الحلبي» ليكون أحد الأطفال المميزين على مسرح هذا البرنامج.

أحبّ غناء الأطفال
لدى سؤالي للطفل «عبد الرحيم» عن تأدية الأغاني الصعبة، وهل يسبب له بعداً عن رفاقه في المدرسة أو الأطفال الآخرين الذين يغنون معه فأجاب: «لا يسبب هذا فرقاً أو بعداً بيني وبينهم، فلدي رفاق كُثر، وأنا أحبّ أن يغني الأطفال الذين لديهم أصوات أخرى أيضاً، واعتقد أنهم يحبّون ما أقوم به اليوم».

ممثل ومطرب
ولدى سؤالي له عن ما يقوم به اليوم في مجال الغناء والموسيقا، أجاب: « أتدرب على العود حالياً، ومعلمتي «لميس خوري» تعطيني دروس الصولفيج». وماذا تقول لهذه المعلمة المهتمة بموهبتك: «أشكرها لأنّها اهتمت بموهبتي». وفيما بعد ماذا تحبّ أن تكون في أيام المستقبل القادمة: «أرى نفسي ممثلاً، ومطرباً، وسأدرس الموسيقا بالتأكيد، وأسعى لتعلّم اللغة خارج المنهاج المدرسي».

الثقة عنوانه
لـ«عبد الرحيم» ثقة بالنفس، وقوّة في التعبير عن رغباته، وهذا ما لاحظناه جميعاً في اللقاءات التلفزيونيّة المحليّة التي ظهر فيها، وكذلك أثناء لقائنا به في مكتب الصحيفة. وقد لاحظنا البارحة ردّة فعله مع لجنة التحكيم في برنامج «ذا فويس كيدز» فعلى الرغم من رغبة نانسي عجرم وتامر حسني في انضمامه لفريقيهما، إلا أنه بقي مصمماً على الفنان «كاظم الساهر، وفي سؤالي له لماذا اخترت «كاظم الساهر»؟ يقول: «هو ما يلفت انتباهي، وهو من يهتم بالطرب، وأغنياته أحبّها، فهي جميلة جداً، وأقول له إنّي أحبه». وللفنانة نانسي عجرم ماذا تقول: «أقول لها بأنّني أحبّها»، وللفنان «تامر حسني» ماذا تقول له: «أحبّه أيضاً».

بكرا
مثّل الطفل «عبد الرحيم» فيلماً قصيراً يحمل اسم «بكرا» وهو من تأليف وإخراج « كريستين شحّود» إنتاج 2015، ويتحدّث عن طفل موهوب في الغناء، ويفقد أهله في الحرب، ويسعى لكسب رزقه، فيحيا حياة الشقاء والطفولة معاً، والمشاهد تمّ تصويرها في دمشق.
يا سامعين الصوت

أغنية من تأليف الفنان القدير «حسام تحسين بك» ومن تلحينه، قدّمها «عبد الرحيم» في دار الأوبرا السوريّة، لفتت انتباه الجمهور فكانت تثير دموع المستمع له، وشاهدنا هذا المشهد المتكرر حتى أثناء البروفات وقبل الحفل الذي قدّم بقيادة الأستاذ «عدنان فتح الله» والأوركسترا العربيّة للغناء العربي، مع الأستاذ «حسام الدين بريمو» أيضاً.

تنمية الموهبة
التقينا والد «عبد الرحيم» السيد «أحمد الحلبي» وقد قال لنا: «وجدت في «عبد الرحيم» موهبة لا بدّ لي من تنميتها، فلا يمكنني أن أقف مكتوف اليدين أمام هذه الموهبة التي يتمتع بها، وهو آخر طفل لدي، وأعتقد أن ما قدّمه في برنامج «ذا فويس كيدز» هو مفاجأة للناس تفرحهم، وسيكون لديه جمهور واسع ومهم، وقد تشجّعت في إدخاله هذه التجربة لاهتمام القائمين على البرنامج به، لكن لديه المزيد من المشاركات واللقاءات التلفزيونية قبل البرنامج، كمشاركته في دار الأوبرا مع الفنان «حسام تحسين بك» في مشروع «فن سوري» وأغنية «يا سامعين الصوت»، وأيضاً لديه فيديو كليب وأغنية للمخرج «بسام سواح» في رمضان الماضي لكن وقعنا في إشكاليّة معه، فبعد كلّ الاهتمام منه، والتمثيل، والتعب، والغناء، اكتشفت أنّه وضع صوت آخر مختلف عن صوت ابني «عبد الرحيم» ولا أعلم لماذا؟! ومن أين جاءت هذه الفكرة!؟ وأتمنى أن يتراجع عن هذه الفكرة قبل عرض هذه الأغنية على الفضائيّة السوريّة».

بين الموهبة والعلم
وفي سؤالي له عن طريقة اهتمامه بعبد الرحيم اليوم ولاسيما أن الشهرة وتسليط الضوء قد يكون حالة خطرة إذا لم يع الأهل خطورتها فيجيب: «بداية يهمني دراسته، وألا تؤثر الشهرة في نفسيته، وأن تبقى نفسيته متواضعة، ويبقى على محبّة الناس، فهذا هو سبب النجاح، والعمل على الموازنة بين الموهبة والعلم».
قصيدة قدّمتها إحدى الفتيات لـ«عبد الرحيم الحلبي» بعد سماعها للفيديو الأول الذي نشرته مواقع التواصل الاجتماعي:

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن