قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الاستثنائية: إن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل الأبرياء وترويع جميع المدنيين وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
وحسب قناة «القاهرة الإخبارية»، أكد السيسي أن سياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة، من قتل وحصار وتهجير قسري غير مقبولة، ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس، ولا بأي دعاوى أخرى وينبغي وقفها على الفور.
وأشار الرئيس المصري إلى أن المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن، يتحمل مسؤولية مباشرة للعمل الجاد والحازم لتحقيق الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في القطاع بلا قيد أو شرط، ووقف كل الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان خارج أرضهم، إضافة إلى اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني، وكذلك ضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية، وتحمل إسرائيل مسؤوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
وشدد الرئيس المصري على التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناءً على «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها «القدس الشرقية»، وإجراء تحقيق دولي في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولي.
ووجه الرئيس المصري إلى القوى الدولية الفاعلة وإلى المجتمع الدولي بأسره رسالة، قائلاً: «إن مصر والعرب سعوا في مسار السلام لعقود وسنوات وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام، والآن تأتي مسؤوليتكم الكبرى في الضغط الفعال؛ لوقف نزيف الدم الفلسطيني فوراً ثم معالجة جذور الصراع وإعطاء الحق لأصحابه، كسبيل وحيد لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة التي آن لها أن تحيا في سلام وأمان، من دون خوف أو ترويع، ومن دون أطفال يقتلون أو ييتمون، ومن دون أجيال جديدة تولد فلا تجـد حولها إلا الكراهيـة والعـداء، فليتحد العالم كله حكومات وشعوباً لإنفاذ الحل العادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال بما يليق بإنسانيتنا ويتسق مع ما ننادي به من قيم العدل والحرية واحترام الحقوق جميع الحقوق وليس بعضها».
وبيّن أن القمة غير العادية هذه تعقد في ظروف استثنائية يمر الوقت فيها ثقيلاً على أهالي غزة من المدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل والحصار، ويعانون ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى، وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى من مصداقيته السياسية والأخلاقية.
وتابع: كما يمر الوقت ثقيلاً على فلسطين وأهلها يمر علينا، وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة، مؤلماً وحزيناً يكشف سوءات المعايير المزدوجة واختلال المنطق السليم، وتهافت الادعاءات الإنسانية التي -مع الأسف-تسقط سقوطاً مدوياً في هذا الامتحان الكاشف.