رياضة

ما هذه الروعة!ّ

| غانم محمد 

منذ زمن بعيد لم تحتلني كرة القدم كما فعلت يوم الأربعاء الفائت وأّنا أتابع قمة الأنفيلد بين ليفربول والآرسنال التي استحقت لقب مباراة الموسم في انكلترا حتى اللحظة بشهادة معظم المراقبين.
فمنذ زمن بعيد لم تثبت عيني 90 دقيقة متواصلة على شاشة إحدى القنوات الفضائية، وطوال الوقت وأنا أتحسّر وأقول: متى نقترب من هذا المستوى؟
في البريميرليغ لا تستطيع أن تتوقع نتيجة أي مباراة مهما كانت الفوارق واضحة بين طرفيها، فهناك في بلاد الضباب لا تعرف كيف يسلخ هذا الفريق أو ذاك جلده في لحظة فيتحول من حمل وديع إلى وحش كاسر.
يتحول من فريق عادي إلى أخطبوط ولنا في النتائج المسجلة هذا الموسم أدلة دامغة، ولا تعرف متى تتكسر أنياب أّعتى الفرق التي تلتقي كلها تقريباً عند حالة بدنية رائعة تجبرك على المتابعة دون كلل أو ملل!
هو ضرب من الجنون أن نلمّح لأي مقارنة بيننا وبينهم لأن سنوات ضوئية تفصلنا عنهم، ولكن ننتظر ذلك اليوم الذي تستعيد فيه كرتنا بعضاً من عافيتها وتعود إلى مستوى ما قبل 2011 وحتى نبدأ رحلة العودة (تصوروا هذا الحلم كم هو كبير، الناس تذهب بأحلامها نحو المستقبل ونحن نعود بها للخلف).
هناك خلل تحت قبة اتحاد الكرة يجب تصحيحه وإلا فسنستمر في انزلاقنا نحو الهاوية وهنا بيت القصيد والطامة الكبرى.
وهذا الخلل يتجلى بأقوى صوره بالقرار الكروي حيث وشى لي أحد المقربين من اتحاد الكرة أن هذا الاتحاد لن يطبّق الهبوط للدرجة الثانية أيضاً وسيكون الموسم القادم من 22 فريقاً وبهذه الجزئية فقط سنتفوق على البريميرليغ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاتحاد الإنكليزي خفّض عدد أنديته من 22 نادياً إلى 20 نادياً!
كرهنا بطولاتنا المحلية بمختلف تسمياتها من ضعفها ومن ضعف التعاطي معها والرجاء كل الرجاء أن يحترمنا اتحاد الكرة قليلاً وإلا فلن يجد من يحترمه وأنا هنا لا أستبق الأمور ولكني لا أستغرب هذا الأمر لأنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
ولا ندري ما الغاية من هذه الرؤية إذا كانت حقيقة واقعة ومرسوماً لها كما وصلنا مع امنياتنا بأن تكون وشايات لا أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن