ثقافة وفن

عرض مسرحي للأطفال في الثقافي الروسي … سوخوف لـ«الوطن»: الشعبان السوري والروسي يتشابهان كثيراً في العادات والثقافة والحضارة والتراث

| مصعب أيوب - ت. طارق السعدوني

حول الكتاب الذي صدر عن مؤلفات الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان /مغامرات جهول وأصدقائه/ وهو نسخة عن الكتاب الروسي/ مغامرات نيزنايكا وأصدقائه/ للمؤلف الروسي نيقولاي سوخوف وقد ترجمه د. هاشم حمادي، فقد أقام المركز الثقافي الروسي بدمشق عرضاً مسرحياً قدم فيه بعض القصص والحكايات التي تضمنها الكتاب، ليقدم عدداً من المغامرات الممتعة والمواقف الشيقة والمضحكة التي تحتوي على الكثير من الحالات الفكاهية والمسلية، فقدم صوراً عن علاقات التعاون والتكاتف والصداقة الطيبة.

تشابه كبير

في تصريح لـ«الوطن» نوه مدير المركز الثقافي الروسي الدكتور نيكولاي سوخوف بأن المسرحية تعرض اليوم للمرة الثانية قدمنا فيها بعض الحكايات الشعبية الروسية التقليدية، وقد تمت ترجمتها إلى اللغة العربية بالاستعانة بمترجمين محترفين مختصين وقد قمنا في وقت سابق بنشر نسخة عربية في سورية عن الكتاب نفسه الذي استوحينا قصص وحكايات المسرحية منه، فجمعنا بهذا العرض بين تقديم الكتاب وعرض بعض الروايات الشعبية والحكايات وكذلك تعريف الأطفال السوريين بالتراث الروسي والثقافة والتعاليم الروسية.

وتابع سوخوف: تم تجسيد حكايات الكتاب وقصصه بطريقة خيالية أقرب ما تكون إلى ذهن الأطفال بأسلوب ممتع ومسكّ فيه شيء من الطرافة والفكاهة وقد توجهنا إلى فئة الأطفال الصغار لنغرس فيهم القيم الشامية والأخلاق الحميدة، ولاسيما أنه رغم البعد الجغرافي بيننا إلا أننا نقترب من بعضنا بعضاً كثيراً ونتشابه في الأفكار والثقافة والتاريخ والحضارة ولعل دليل ذلك هو تشابه الكثير من الحكايات الشعبية بيننا وبين السوريين.

كما أفاد سوخوف أن المشاركين في تجسيد المسرحية هم من الأطفال السوريين الذين يتدربون في المركز ينتسبون لدورات الرقص والغناء ويتعلمون اللغة الروسية، إضافة إلى فئة اليافعين ممن يعملون في المركز هنا من السوريين والروس.

حكايات متنوعة

وفي كلمة لمخرجة المسرحية والمدربة في المركز /فلادا/ أفادت أنها تعمل في المركز كمدربة للأطفال السوريين الذين يتعلمون اللغة الروسية ومنهم أطفال لآباء سوريين وأمهات روسيات، وأشارت إلى أن العرض يندرج تحت مسمى الحكايات الشعبية الروسية تم استنباطها ونسج حبكاتها من بعض حكايات كتاب مغامرات نيزنايكا وأصدقائه الذي أردنا أن نعرف الأطفال والطلاب السوريين به من أجل التعرف على ثقافة وتقاليد السوفييت، ونوهت أنه بعد أن تمت ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية فقد تم تقديم العرض المسرحي اليوم عربياً لنضمن سهولة فهمها واستيعابها لدى الطفل، كما ركزت على أن العرض تضمن عدة حكايات مختلفة ومتنوعة ولا تتشابه فيما بينها وقدمنا اليوم حكايتين على شكل مسرحية وحكايتين أخريين على شكل أفلام كرتون.

ردود أفعال إيجابية

كما ركزت فلادا على أن تقدم للأطفال أهمية الحكايات الشعبية مستعرضةً بعض الصور والقصص المشابهة للكثير من الأفلام والحكايات التي كانت تعرض على شاشات التلفاز منذ تسعينيات القرن الماضي مؤكدة أنه تم اجتزاء بعض المشاهد من المسرحية لتتناسب مع المدة الزمنية المحددة للعرض المسرحي ومن أجل الابتعاد عن الملل والتكرار أو الحشو الذي لا يجدي، كما أشارت إلى أنها تعمدت أن تتوجه إلى أطفال من الحضور وإقحامهم في العرض لخلق بعض المتعة والحماس وتحفيز الإبداع لديهم وتشجيعهم على المشاركة، فكانوا ممثلين متميزين أدوا أدوارهم ببراعة ولم نكتفِ بأن نقدم لهم بطريقة التلقين فقط، وقد كانت ردود الأفعال إيجابية جداً، وختمت أن أهم رسائل بعض تلك العروض أنها تعرف الطفل بالثقافة والتقاليد الروسية فكل حكاية تحمل هدفاً معيناً وتعلم الأطفال شيئاً مختلفاً ومنها حب المساعدة وبناء العلاقات الاجتماعية الجيدة وخلق الصداقات الجميلة والكثير من القيم التربوية النبيلة.

راوية شعبية

من جانبها السيدة آية شحادة التي قدمت شخصية الراوية في العرض أوضحت أن قصص الحكايات الشعبية الروسية كان يحضرها الأشخاص في فترة السبعينيات والثمانينيات، وباتت اليوم في طي النسيان ولا بد من إعادة تجديدها وتقديمها للجيل الجديد بطريقة ممتعة ومسلية، وقد تم عرض بعض القصص اليوم بشكل روائي كوميدي وذلك بعد أن اكتشفنا الاهتمام الكبير من شريحة واسعة من الزوار والمشاركين في ورشات العمل التدريبية في المركز وقد بات لديهم فضول ورغبة وربما متعة في معرفة المزيد والإبحار في الثقافة الروسية، فكان أن قدمنا بعض أفلام الكرتون وبعض القصص والروايات القصيرة لنخلق بعض المرح لدى الأطفال.

مشاركون صغار

الطفلة ناديا البحرة صاحبة الـ١٢ ربيعاً التي قدمت شخصية الضفدع في العرض أعربت عن سعادتها العارمة للمشاركة في المسرحية التي وصفتها بالمتميزة والرائعة ولاسيما أنها تقدم سلسلة من المعاني السامية والمفيدة بما يتيح لنا التعرف على أشخاص جدد وكيف يمكن أن نشكل بناء اجتماعياً قوياً ومتيناً ومتميزاً ولعل الكثير من قصص الكتاب فيها أمثلة كثيرة عن تلك القيم، وأبدت البحري إعجابها الشديد بالسيدة فلادا التي كان لها الفضل الأكبر في اختيارها لتجسيد هذا الدور وقدمت لها الكثير من المساعدة والنصائح لإنجاح العرض.

أما الطفلة ليلى صافتلي فقد أدت دور القرص المدور في العرض وهو الذي يسعى الجميع للحصول عليه، وقد أفادت أن المشاركة أثبتت لها ضرورة أن تقدم يد العون للآخرين وأن تبين لهم الجانب المشرق من شخصيتها وتسعى لإحلال السلام والخير وتقديم كل ما يمكن من مساعدة ومساندة للمحتاج واحترام الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن