رياضة

منتخبنا وعقلية الفوز

| غسان شمه

على بعد أيام من أولى مباريات منتخبنا الأول لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ترتفع حرارة الجدل والتوقعات والآمال بتحقيق نتائج إيجابية وانطلاقة طيبة أمام منتخب كوريا الشمالية لما لتلك النتيجة من آثار معنوية ونفسية تختلف بشكل كبير بين حالتي الفوز والخسارة، أو على الأقل الخروج بنقطة التعادل للحفاظ على نوع من التوازن المعنوي قبل مواجهة اليابان الشاقة.

المدرب هيكتور كوبر أكد في مؤتمر عقد قبل سفر المنتخب، أن الأسماء التي وقع عليها الاختيار هي في المحصلة نتيجة عمل ثمانية أشهر تقريباً بعد عدد من التجارب والوديات التي ساهمت في الوصول إلى اللائحة النهائية، وأن العمل كان لتثبيت التشكيلة «قدر الإمكان» ولكن الفرصة متاحة لاسم جديد يثبت جدارته.

بدا المدرب متفائلاً خلال المؤتمر وأكد أنه لا يخوض المنافسات بعقلية البحث عن التعادل في مواجهات المنتخب كافة، بل إن الفور مطلبه الأول، وإنه يحاول باستمرار زرع عقلية الفوز عند لاعبيه وخاصة في مواجهة منافسين كبار.. وبطبيعة الحال فإن الإشارة هنا تذهب إلى المنتخب الياباني الذي يحقق نتائج كبيرة على حساب منتخبات لها حضورها على المستوى الدولي، والجميع يدرك ويخشى هذا اللقاء الكبير، ولذلك يمكن تفهم أن التعادل هو نتيجة إيجابية بمواجهة خصم من هذا المستوى.. وفيما يخص المنتخب الكوري أكد أنه يفكر ويركز، مع الجهاز الفني، على ما يجب أن يعمله منتخبنا في أرض الملعب لأن المعلومات حول مستوى المنافس الكوري قليلة.

لفت نظرنا التأكيد أكثر من مرة على عامل الوقت الذي يحتاجه لتحقيق التوازن والتأقلم بالنسبة للاعبين على العمل التدريبي والخطط، وأن بناء منتخب يحتاج لوقت طويل جداً.. وعند هذه النقطة يطرح السؤال نفسه وبشدة حول إمكانيات اللاعبين المحترفين، باعتبار جل التشكيلة منهم، في تفهم واستيعاب رؤية المدرب وخططه وبالتالي النجاح بوقت «أسرع» في تنفيذ ذلك كله في الميدان باعتبار أن اللاعب المحترف أكثر جاهزية من الناحية البدنية والفنية للانسجام مع مدربه.. أم إن المدرب يشير إلى صعوبات في واقع الكرة السورية واللاعب السوري عموماً؟

في الصورة العامة نتمنى لمنتخبنا تحقيق أفضل النتائج وخاصة أن المدرب أكد أن الجميع قد ساهم في تنفيذ ما طلبه بنسبة جيدة، مشيراً بذلك إلى اتحاد الكرة، فهل نشهد صورة مختلفة للمنتخب تكون بمنزلة وعد لانطلاقة جديدة وجيدة في المرحلة القادمة؟

لا يبقى لنا سوى الانتظار وتمني الأفضل بعد كل ما سبق من عثرات كروية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن