رياضة

المنتخب غادرنا إلى السعودية محملاً بآمال الفوز … كوبر: لاعبونا قابلون للتطوير وبناء المنتخب يحتاج إلى وقت طويل

| ناصر النجار

عقد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الأرجنتيني هيكتور كوبر مؤتمراً صحفياً يوم الخميس الماضي في قاعة الاجتماعات بمبنى الاتحاد في مدينة الفيحاء الرياضية للحديث عن المنتخب الوطني وتقديم التشكيلة الرسمية التي سيلعب بها منتخبنا في التصفيات بمواجهة منتخبي كوريا الشمالية واليابان، والرد على أسئلة الزملاء الإعلاميين.

المؤتمر بمكانه حسنة من حسنات الاتحاد لأن المعتاد أن تقام مثل هذه المنتخبات في صالات فخمة أو في الفنادق، لكن الاتحاد الحالي وجدها هدراً للمال بلا طائل وعلى رأي البعض (ما في شي مستاهل).

المدرب استعرض في بداية حديثه الفترة الماضية التي أمضاها مع المنتخب والتي بلغت ثمانية أشهر اطلع فيها على بعض اللاعبين ميدانياً من خلال المعسكرات والمباريات، كما اطلع على مستوى العديد من اللاعبين من خلال متابعته لمباريات الدوري، ومن خلال كل ذلك وصل إلى قناعة تامة بالتشكيل النهائي الذي سيخوض فيه التصفيات وضم 23 لاعباً.

وفي معرض حديثه عن المرحلة الماضية قال: كنت أتمنى أن نحقق الفوز في كل المباريات التي لعبناها وهي أمنية جميع المدربين ولا يوجد مدرب واحد في العالم يحب الخسارة.

وعن اللاعب المحلي قال: اللاعبون السوريون يملكون نية التطوير، لكن الوصول إليه يحتاج إلى وقت ليس بالقصير، حاولت بالفترة السابقة أن أزرع الأفكار التي يقتنع بها اللاعب وبدأنا بالتطبيق، ولكننا نحتاج إلى فترة طويلة لتحقيق ما نريد، نحتاج إلى تمارين كثيرة ومباريات كثيرة لكي تنضج هذه الأفكار ولكي يصل اللاعبون إلى مرحلة التناغم والانسجام، ما وجدته أن كل اللاعبين كانوا يملكون الرغبة في تنفيذ كل المعلومات والأفكار على أرض الملعب بالتمرين وفي المباريات ووصلنا إلى نسبة معقولة من هذا التنفيذ.

أما اللاعبون المحترفون وخصوصاً الذين يلعبون في أوروبا واللاعبون الجدد في المنتخب فمن خلال متابعتنا لهم في أنديتهم فإن أداءهم في المباريات جيد ومقبول وتبقى عملية الاندماج في المنتخب والتناغم مع اللاعبين والاعتياد على البيئة بحاجة إلى وقت لتصبح العمليات أسهل وبالتالي لنتمكن من الاستفادة الفاعلة من هؤلاء اللاعبين.

طموح الفوز

وأضاف: طموحنا أن نقاتل من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة وبالتالي أن نتأهل إلى نهائيات الأمم الآسيوية، وهذا الطموح يجب أن يتحلى به اللاعبون جميعاً، نحاول أن نخلق ثقافة الفوز لدى اللاعبين وأن نمنحهم روح التحدي وصولاً إلى الهدف الذي ننشده.

وفي الحديث عن منتخبي كوريا الشمالية واليابان قال: فريق كوريا الشمالية غامض ومبارياته قليلة وهو منغلق على نفسه، تابعنا منتخبهم الأولمبي الذي يضم عدداً من لاعبي المنتخب الأول واطلعنا على أسلوب لعبهم، ما يهم في هذه المباريات أن تلعب بأسلوبك وأن تفرض هويتك على الآخرين، فمن الصعب بمكان أن نلعب كل مباراة بأسلوب مختلف ومتوافق مع أسلوب المنتخب الآخر، أما المنتخب الياباني فهو منتخب عالمي وشاهدنا كيف فاز على منتخبات عالمية بالثلاثة والأربعة، وهذا لا يعني أن ندخل المباراة ونحن مهزومون، بل علينا أن نعرف كيف نواجههم ولا أعتقد كما يعتقد غيرنا أن التعادل مع اليابان مطلب جماهيري ويعتبر إنجازاً فأنا لا أتفق مع أحد في هذه الجزئية لأن علينا أن ندخل المباراة وهدفنا الفوز بها، في كرة القدم عليك أن تحترم الفرق الأخرى وأن تقدم ما عليك ثم تأتي النتيجة في نهاية المباراة فإما أن تكون محظوظاً أو غير ذلك.

وعن التشكيلة التي اختارها للمنتخب قال: هذه قناعتي، قد ترضي البعض وقد يتحفظ عليها البعض، ونحن ليس بمقدورنا أن نرضي جميع الجماهير الذين يفضلون هذا اللاعب أو ذاك، التشكيلة جاءت من خلال عمل استمر لمدة ثمانية أشهر ونحن مقتنعون بهذه الاختيارات ونأمل أن يكون الجميع عند حسن الحظ وألا يخيبوا آمال مشجعي المنتخب والكرة السورية.

تشكيلة المنتخب

القائمة المدعوة للمنتخب ضمت 23 لاعباً على الشكل التالي: المحليون: إبراهيم عالمة (تشرين) أحمد مدنية (جبلة) طه موسى باشا وثائر كروما (الفتوة) سعد أحمد (حطين) عمرو جنيات (الوحدة) مؤيد خولي (الجيش).

اللاعبون في الأندية العربية: عمرو ميداني (النصر الكويتي) خالد كردغلي (الوحدات الأردني) محمد العنز (الرفاعي البحريني) فهد اليوسف ومحمود مواس (الشرطة العراقي) كامل حميشة (الأهلي البحريني) محمد الحلاق (العهد اللبناني) مارديك مردكيان (الحمرية الإماراتي) ياسين سامية (أربيل العراقي) عمر خريبين (شباب الأهلي الإماراتي) عمر السومة (العربي القطري).

اللاعبون المحترفون خارج الدوريات العربية: عبد الرحمن ويس (كلاثيا أثينا اليوناني) إيزاكيل العم (الأرجنتين) محمد عثمان (لانغون التايلاندي) عمار رمضان ( دونيسكيا السلوفاكي) وإبراهيم هيسار (الأرجنتين).

لا نجد أن التغيير في التشكيلة كان كبيراً أو واضحاً أو جوهرياً، فالتشكيلة التي لعبت مع الكويت هي ذاتها التي ستلعب مع كوريا واليابان والاستثناء بسيط، التشكيلة الأخيرة شهدت عودة سعد أحمد من الإصابة ليشغل مركز قلب الدفاع وبالتالي تم صرف يوسف محمد وسيعود ثائر كروما ليشغل مركز الارتكاز، ومن اللاعبين المستبعدين السويدي ألمار إبراهيم والحارسان مكسيم صراف وأمجد السيد.

الملاحظ بتشكيلة المنتخب أن أغلب اللاعبين من كبار السن وهم على أبواب الاعتزال ولا يوجد لاعبون في منتصف العشرينيات سوى محمد الحلاق وياسين سامية وكامل حميشة، لذلك نسأل: ألا يوجد لاعبون في كرتنا بعمر الشباب قادرون على ملء صفوف المنتخب؟

ونحن لا نزكي على المدرب أحداً، لكن لدينا لاعبون أثبتوا مهارة ومقدرة سواء في فرقهم أم مع المنتخب الأولمبي وكان من المفضل أن يتم استدعاؤهم للمنتخب ولو بقوا على مقاعد الاحتياط لأننا سنعاني مستقبلاً من مشكلة الاندماج والتناغم في المنتخب عندما تدخله عناصر جديدة.

والمشكلة أن أكثر من جيلين من أجيال كرتنا بحكم المفقودين، فمن العجب أن نجد أن الفارق في العمر بين لاعبي المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي هو أكثر من 12 سنة؟ وهذا يدل على خلل كبير في كرتنا، والأدهى عدم دعوة أي لاعب من المنتخب الأولمبي كما ذكرنا ليكون بصفوف المنتخب الأول وهذا يرسم أكثر من إشارة استفهام عريضة؟

وعلى ما يبدو أن كوبر لم يرد المغامرة بزج لاعبين شبان في هذه الفترة الضيقة من الزمن كما ذكر واكتفى بعناصر من لاعبي الخبرة الذين زرع فيهم أفكاره وأشرف على تدريبهم، حتى إذا سئل يوماً ما عن المنتخب وأحواله ونتائجه فسيكون حاضراً بجوابه: هذا ما لديكم من لاعبين!

والمسؤولية يتحملها اتحادات الكرة الذين تعاقبوا على قيادة كرتنا في السنوات السابقة وأنديتنا التي ما زالت تبحث عن اللاعب الجاهز من دون أن تعمل على تجديد دماء فرقها بلاعبين شبان موهوبين، واتحاد الكرة الحالي شعر بخطورة هذا الأمر فقام بتنظيم الدوري الأولمبي للمرة الأولى حتى يجبر الأندية على العناية باللاعبين الشباب وهي خطوة أكثر من جيدة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الكثير من المراقبين اعتبروا أن قرار اتحاد كرة القدم بصرف المدرب الهولندي مارك فوتة وهو المسؤول عن اللاعبين الشباب ولاعبي الأولمبي كان خطيئة لا تغتفر ومن كان وراء ذلك أضر بكرتنا كثيراً، وقد تبين للجميع أنه مدرب جيد ومطور ومهتم ببناء قاعدة كروية صحيحة، ولكن سبق السيف العزل وهيهات هيهات لتحصل كرتنا على مدرب مماثل!

أيام الفيفا

مع المنتخب لم يستطع اللاعبون الاجتماع مع بعضهم ومع المدرب إلا في أيام الفيفا وهي بحدها الأقصى في التجمع الواحد عشرة أيام وبعض اللاعبين كانوا يلتحقون متأخرين بسبب مباريات فرقهم، لذلك نقول فإن منتخبنا اجتمع في الأشهر الماضية بالحد الأقصى ستين يوماً، وهذه المدة غير كافية لصناعة فريق جيد والسبب بات معروفاً، فنحن لا نتكلم عن لاعبين محترفين يلعبون بأندية كبيرة ويطبقون الاحتراف من الباب إلى المحراب وهم جاهزون فنياً وبدنياً ونفسياً، إنما نتكلم عن لاعب محلي يلعب بفكر هاو فلاعبونا بالأصل غير محترفين وللأسف نقولها: إن لاعبينا لا يعرفون من الاحتراف إلا العقود والمال، فأنديتنا المحلية لا تأبه للاحتراف وما يهمها هو التعاقد مع اللاعب الجاهز بنظرها، واللاعب لا يهتم بنفسه فنجد بعضهم من يدخن وبعضهم من يسهر وهكذا دواليك، حتى المحترفون خارجياً فإن أغلبهم يلعب مع أندية متواضعة وأغلبها في الدرجة الثانية في بلادها، لذلك من الطبيعي أمام هذا التوصيف أن تكون أيام الفيفا غير كافية لبناء منتخب وصناعة لاعب.

من ناحية أخرى فنحن متهالكون كروياً ولا نملك مقومات النهوض بكرتنا، فليس لدينا ملاعب صالحة للمباريات والملاعب التدريبية الصالحة غير متوافرة مع العلم أنها أشد ضرورة لأنه من خلالها يتم بناء اللاعب وتطوير مهاراته، ولا يوجد لدينا فكر كروي ناضج، بل لا يوجد لدينا إستراتيجية عمل لسنوات قليلة قادمة، أنديتنا على سبيل المثال تسير خبط عشواء ولا تعرف كيف ستنهي موسمها وكيف ستدبر المال لنفقاتها، واتحادات الكرة المتعاقبة كل اتحاد ينسف عمل من قبله ويتهم الآخرين بالتقصير ويبدأ من الصفر، لذلك كرتنا دائماً صفر!

في الحقيقة كل الأمنيات أن نرى منتخبنا في التصفيات محلقاً وأن يحقق كل رجوات عشاقه وأن يزرع البسمة على شفاه محبيه والبصمة في هذه التصفيات، وعلينا أن نتعامل مع النتائج بمنطق وعقلانية، لن نطلب من منتخبنا المعجزات، بل نطلب منهم الظهور الطيب، والخطوة الأولى في الطريق الصحيح، وبعدها يمكن أن نحقق ما نريد، المهم أن نكون في المكان الصحيح وبعدها لكل حادث حديث.

طريق التصفيات

كوبر تعاقد مع منتخبنا في شباط من العام الحالي، المباراة الأولى لعبها في 25/3 وفاز على تايلاند 3/1 وبعد ثلاثة أيام خسرنا مع البحرين بهدف، في 20/6 خسرنا أمام فيتنام بهدف، وفي 6/9 تعادلنا مع ماليزيا 2/2 و12/9 فزنا على الصين بهدف، وأخيراً في 17/10 خسرنا أمام الكويت بهدفين لهدف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن