اقتصاد

لم يتم تقدير الأضرار حتى الآن ولجان لتقدير خسائر الحرائق … أسوأ الخسائر حرائق طالت أشجار صنوبر عمرها 100 عام .. مدير الحراج لـ«الوطن»: خطة وطنية شاملة لتنظيم مكافحة حرائق الغابات

| هناء غانم

أكد مدير الحراج في وزارة الزراعة الدكتور علي ثابت أن إجمالي عدد الحرائق خلال العام الحالي بلغ 290 حريقاً حراجياً و1550 حريقاً زراعياً.

وأضاف في تصريح لـ«الوطن»: تم وضع خطة وطنية شاملة لتنظيم مكافحة حرائق الغابات والحد منها قدر الإمكان، انطلاقاً من الوقاية والمراقبة اليومية المستمرة، بهدف استباق خطر الحريق، موضحاً أن هناك خططاً لمكافحة حرائق الغابات على مستوى كل محافظة، لافتاً إلى أن «الحراج» تعمل على أن يكون لديها مركز في كل محافظة للتدخل السريع لحماية الأحراج والغابات إضافة إلى أهمية إحداث مراكز جديدة توزع على كل الأراضي والغابات والأهم إعادة تأهيل الأراضي التي تعرضت للحرائق قدر الإمكان، مشيراً إلى أن الوزارة اتخذت خلال الصيف الفائت كل الإجراءات الإدارية واللوجستية اللازمة لتنظيم مكافحة الحرائق والحد من حدوثها والتخفيف من انتشارها.

وبين أنه حتى تاريخه لم يتم تقدير جميع الأضرار وهناك لجان مشكلة لحصر خسائر الحرائق الزراعية والحراجية في المحافظات لمعرفة حجم المساحات المتضررة وإجراء خطة لترميمها وإعادتها كما كانت، ويتم بشكل سنوي ترميم المساحات الزراعية التي تتعرض للحرائق بمختلف المحافظات.

وكشف ثابت أن الخسائر الأكبر كانت في الحريق الأخير الذي حصل في مشقيتا، فقد كان قسمه الأكبر حراجياً ومعظم أشجاره من الصنوبريات التي عمرها بين 50 و100 عام.

وحول الصعوبات قال: يتم العمل وفقاً للإمكانات المتاحة، في ظل وجود نقص في مراكز الحماية والصهاريج ومستلزمات العمال وفرق الإطفاء، إضافة إلى النقص بالكادر البشري ومستلزمات العمال والإمكانات من بنى تحتية وآليات خرجت عن الخدمة بفعل الإرهاب.

ولفت ثابت إلى أنه قبل موسم الحرائق تم تجهيز 13 مركزاً لحماية الغابات من الحرائق و25 برجاً للمراقبة وزج كل الحراس الحراجيين وعناصر المخافر الحراجية البالغ عددهم 102 مخفر في عمليات المراقبة والتجوال ضمن المواقع الحراجية، إضافة إلى تجهيز 200 إطفائية وصهريج وسيارات وفرق التدخل السريع وشاحنات التزود بالمياه والمؤن الضرورية لعناصر الإطفاء.

وأكد أن الوزارة عملت على تجهيز 197 منهل مياه للاستفادة منها كنقاط تزويد بالمياه أثناء الحرائق، وتوزيع عدد من خزانات المياه البيتونية والبلاستيكية في المناطق ذات المؤشر المرتفع لخطر الحرائق.

وقال ثابت: تم تنفيذ شق الطرق وخطوط نار بمسافة 25 كم في المواقع الطبيعية ومسافة 21.5 كم كطرق تخديمية في مواقع التحريج الاصطناعي، في حين بلغت مسافة الطرق الحراجية وخطوط النار المرممة ضمن المواقع الحراجية 2713 كم، ومسافة 376 كم ضمن مواقع التحريج الاصطناعية، موضحاً أن هذه الطرق تُرمم سنوياً لما لها من أهمية بالحد من انتشار الحرائق وتمكين فرق الإطفاء من الوصول إلى الحريق بأسرع وقت ممكن.

وأشار ثابت إلى أن الوزارة عملت على الاستفادة من منصة الحرائق وتقنيات الإنذار المبكر من خلال التنسيق مع وزارة الاتصالات -الهيئة العامة للاستشعار عن بعد لنشر نتائج منصة الحرائق واستثمار الخرائط الناتجة عنها لتحديد درجة خطورة الحريق واحتمالية حدوثه وتحديد المواقع الأكثر حساسية لنشوب الحريق ما يعطي الفرصة الأكبر لكوادر الحراج وفرق الإطفاء لاتخاذ الإجراءات المناسبة عند وقوع الحريق وسرعة السيطرة عليه، مشيراً إلى أن أهم أعمال المنصة إعداد خريطة أساس تحمَل عليها شبكة الطرق الحراجية وخطوط النار، وتوزع مراكز الإطفاء، وأبراج المراقبة، والمخافر الحراجية، وتوزع مناهل المياه، وتُساعد هذه الخريطة في إدارة الحريق وتوجيه عناصر وفرق الإطفاء بصورة جيدة إلى أماكن التدخل المناسبة.

وأضاف: إن المنصة تعمل على اقتراح إستراتيجيات إدارة المواقع الحراجية المحروقة وإعادة تأهيلها وإعداد خرائط للتنبؤ باحتمالية حدوث الحرائق بشكل أسبوعي ومراقبة التغيرات الطارئة على حدود الغابات والغطاء النباتي مع تحديد درجات تأثره بالحرائق ورصد التغيرات التي طرأت عليه في مواقع الحرائق، إلى جانب وضع خطة عمل متكاملة لآلية التدخل في المواقع المحروقة وإعادة تأهيلها، مع الأخذ في الاعتبار التقييم الدوري لواقع التجدد الطبيعي ودرجة الحماية في هذه المواقع وربط غرفة العمليات المركزية بغرف عمليات فرعية في المحافظات لإدارة عمليات الاستجابة للحرائق وتحقيق سرعة التدخل المطلوبة.

ومن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة أوضح ثابت أنه تم إجراء التوزيع المناسب لجميع الإطفائيات والصهاريج والأجهزة والمستلزمات المطلوبة لإخماد الحرائق في الغابات والحراج، وتنفيذ أعمال تنظيف جوانب الطرق من الأعشاب وأعمال تربية وتنمية للغابات من فرق التربية والتنمية في دوائر الحراج وذلك بهدف تحسين نموها والتقليل من احتمالية حدوث الحرائق.

وأكد ثابت أنه يتم العمل باستمرار على تنفيذ الخطة المتكاملة لمكافحة الحرائق قبل موسم الحرائق بالتعاون مع كل الجهات ذات الصلة بإخماد الحرائق وبالتنسيق والتعاون مع الوحدات الإدارية في المحافظات لمراقبة الأراضي الزراعية ومنع إشعال النار فيها خاصة أن أكثر من 95 بالمئة من الحرائق ناتجة عن نشاط بشري وتمت مخاطبة كل الجهات المعنية بقطاع الحراج لتنفيذ الأعمال المطلوبة منها وفقاً لقانون الحراج من تنظيف جوانب الطرقات وجوانب السكك الحديدية وتحت أسلاك الكهرباء من الأعشاب كل جهة حسب طبيعة عملها.

وأشار ثابت إلى أن الوزارة من خلال كوادرها تعمل على تطبيق كامل لقانون الحراج رقم 6 لعام 2018 بما يضمن حماية أفضل للغابات من الحرائق ومن التعديات الأخرى، وشدد على ضرورة تكثيف الجولات الميدانية للحد من التعديات وعمليات قطع الأشجار والمتاجرة بها ومنع تهريب الأحطاب وتدقيق رخص نقل الحاصلات الحراجية وحجز السيارات المخالفة وذلك بالتنسيق مع وزارات الدفاع والداخلية والإدارة المحلية والبيئة والعدل لتشديد العقوبات على المخالفين والمتسببين في عمليات القطع، حيث تم خلال هذا العام تنظيم أكثر من 2350 ضبطاً حراجياً بالمخالفات المرتكبة.

وأضاف ثابت: إننا حالياً في موسم التحريج ويتم العمل على توزيع المشاتل والغراس ضمن عدة حملات منها حملة التشجير الأسرية وعلى المدارس والجامعات وغيرها حسب الإمكانيات المتوافرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن