اتهم المدير السابق لمكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كريغ مخيبر الولايات المتحدة ودول الغرب بأنها منخرطة بجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، عبر توفير كل الدعم اللازم له في عدوانه.
مخيبر الذي أعلن في نهاية الشهر الماضي استقالته من منصبه بعد 32 عاماً من العمل في الأمم المتحدة بسبب عدم إظهار المنظمة الدولية استجابة كافية تجاه التطورات في فلسطين، وصف في حديث لوكالة أنباء «الأناضول» التركية الأحداث الجارية في قطاع غزّة بأنها «إبادة جماعية».
وقال: في حين يتم ارتكاب كل هذه الجرائم (من إسرائيل في غزة)، نرى أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، توفر التمويل والأسلحة والاستخبارات والغطاء الدبلوماسي وحتى حق النقض في مجلس الأمن لتسهيل أعمال إسرائيل»، وتابع: «هذا تواطؤ ضد القانون والولايات المتحدة مسؤولة أيضاً، لهذه الأسباب أستطيع القول: إن الغرب منخرط في هذه العملية».
وحول استقالته من منصبه، أوضح مخيبر أن فكرة الاستقالة بدأت تراوده منذ آذار الماضي بعد الهجمات التي وقعت في الضفة الغربية، والتي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين، وقال: كان هذا تطوراً غير عادي، شعرت أن استجابة الأمم المتحدة كانت ضعيفة، أنا شخصياً كنت صريحاً للغاية بشأن هذا الأمر في المحادثات العامة والخاصة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي».
وأضاف: «علمت أن إسرائيل تحاول إسكاتنا بشأن الانتهاكات، وهذا يقوض دورنا في إرساء القواعد والمعايير الدولية، جرى إبلاغي بضرورة عدم التحدث عن هذه القضية علناً بعد الآن بصفتي الرسمية».
ولفت إلى أن «تدهور الوضع الميداني في قطاع غزة في تشرين الأول الماضي دفعني إلى كتابة رسالة حول أخطاء المجتمع الدولي والأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في فلسطين، والمطالبة بالتغيير».
وحول تورط الغرب في الانتهاكات التي تشهدها الساحة الفلسطينية عموماً وغزة خصوصاً، قال مخيبر: إن «ما شهدته فلسطين ما هو إلا مشروع استعماري استيطاني ليس الأول من نوعه بالنسبة للغرب»، مردفاً بالقول: «هذه ممارسة تسببت بعواقب وخيمة على الشعوب الأصلية، ليس فقط في فلسطين، بل في أميركا وأماكن أخرى، وأعتقد أن الغرب جزء من هذه العملية».
ولفت إلى أن «اتفاقية جنيف تنص على أنه لا ينبغي للدول أن تكون متواطئة، لقد تم انتهاك هذه الاتفاقية، لكن الأسوأ من ذلك أننا نرى تواطؤاً نشطاً، وبينما يتم ارتكاب كل هذه الجرائم، نرى أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، توفر التمويل والأسلحة والاستخبارات والغطاء الدبلوماسي وحتى حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتسهيل أعمال إسرائيل في غزة».
واعتبر مخيبر أن «هذا تواطؤ ضد القانون، والولايات المتحدة مسؤولة أيضاً، ولهذه الأسباب أستطيع القول: إن الغرب منخرط في هذه العملية»، ورأى أيضاً أن «الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية لا تدعم إسرائيل فحسب، بل تحاول أيضاً قمع ردود الفعل في بلدانها، إنهم يحظرون الاحتجاجات للدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين، ويمنعون محاسبة إسرائيل، ويشير مزيج كل هذه العوامل إلى أن بعض الدول الغربية متواطئة في القضية».