«طوفان الأقصى» أعادت القضية الفلسطينية إلى الطاولة الدولية … «يديعوت أحرونوت»: إسرائيل ستُضطر إلى قبول وقف إطلاق النار
| وكالات
اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن السابع من تشرين الأول الماضي يوم إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة «طوفان الأقصى» كان «الأصعب والأشدّ مرارةً» منذ إنشاء كيان الاحتلال، مشدّدةً على أن هذا اليوم «ليس له تاريخ انتهاء».
وفي إشارة إلى الآثار الطويلة الأمد لـ«طوفان الأقصى»، رأت الصحيفة أن السابع من الشهر الماضي «ليس له تاريخ انتهاء»، لافتة إلى عدم القدرة على تصوّر حجم الرعب وأبعاد الضرر بالنسبة إلى كيان الاحتلال.
وقالت الصحيفة: هذا هو الفرق، ربما، بين الحادثة والكارثة، موضحة: «في الحادثة تطمح للعودة إلى الواقع الذي كان قبلها، أما في الكارثة، فيجب إعادة التفكير في المسار».
وأشارت الصحيفة إلى أن إخفاق السابع من تشرين الأول الماضي يخيّم على أعضاء مجلس الحرب المصغّر، مؤكدةً أن المقارنة بـ«الكابينت»، الذي أُنشئ خلال حرب تشرين الأول 1973، «تفتقر إلى الصلة»، واصفةً تلك الحرب بـ«الإخفاق الأول».
وفي هذا الإطار، قالت «يديعوت أحرونوت»: إن رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها، غولدا مائير، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، ديفيد إلعازار، لم يتبادر إلى ذهنيْهما أن موتي أشكنازي (ضابط احتياط في جيش الكيان الإسرائيلي) سيخرج إلى الاحتجاج، وستؤلَّف لجنة تحقيق، وستبدأ مرحلة تنتهي بسقوط الحكومة».
وأوضحت أن رئيس حكومة الاحتلال الحالي، بنيامين نتنياهو، ورئيس هيئة أركان الجيش، هرتسي هاليفي، «يعلمان بذلك»، مؤكدةً أن «نتنياهو يعمل على منع ما لا يمكن منعه».
وأضافت الصحيفة: إن الجيش الإسرائيلي يسابق الزمن، وأشارت أيضاً إلى أن نتنياهو «تفاخر هذا الأسبوع بمجيء جنرالات من كل أنحاء العالم إلى إسرائيل، من أجل التعلم من إنجازات الجيش الإسرائيلي المدهشة في الحرب»، على حدّ قولها، إلا أن الحقيقة هي أن هؤلاء الجنرالات أتوا بهدف الحصول على جواب عن «الأحجية»، التي تشغل منذ شهر المنظومتان العسكرية والسياسية في العالم، ومفاد هذه الأحجية: «كيف أخفق جيش مدّرب إلى هذا الحدّ، وغني ومجهّز إلى هذا الحدّ، إخفاقاً مميتاً في السابع من تشرين الأول»؟
وتطرّقت الصحيفة إلى تقدّم محور المقاومة وتعاظمه، خلال الأعوام الماضية، مشيرةً إلى أن إسرائيل، أمام هذا التعاظم، في حاجة إلى الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها، جو بايدن، كما لم تكن في حاجة إليهما من قبل أبداً.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات أدلى بها ممثلو حماس لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، قالوا فيها إن عملية «طوفان الأقصى» سعت «لإعادة طرح القضية الفلسطينية على الطاولة الدولية»، مؤكدةً النجاح في تحقيق ذلك.
ومن الناحية الأميركية، الرئيس «لا وقت لديه»، كما قالت الصحيفة، فالصور من قطاع غزة، والتي تُظهر الدمار بفعل الهجوم الإسرائيلي، تُعرّضه للنقد من جناح اليسار في الحزب الديمقراطي، وتقدِّمُه على أنه خضع لإرادة حكومة إسرائيلية غير شعبية، مضيفة: إن حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط قلقون على استقرار سلطاتهم.
في غضون ذلك، يزداد القلق في إسرائيل على مصير الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، «كل يوم وكل ساعة»، وفق الصحيفة، علماً أن عدداً منهم قُتِل بفعل القصف الإسرائيلي، كما أعلنت المقاومة.
ورأت «يديعوت أحرونوت» أن «إسرائيل، خلال أسبوع، وأسبوعين كحد أقصى، ستُضطر إلى قبول وقف إطلاق النار»، وتحدّثت أيضاً عن التفكك الذي يصيب المستوطنات، التي يمزّقها الجدل الداخلي، حيث يكون أحياناً «تدخلّ الشرطة مطلوباً».
وأكدت الصحيفة أن الحكومة «بطيئة وضعيفة، وأحياناً معادية أيضاً»، مشيرةً إلى أن «الوضع يَدينها، وأنّ الخراب الذي خلّفه السابع من تشرين الأول سيستغرق إصلاحه أعواماً».