بعد تشكيل «قيادة عسكرية» موحدة و«فرق استخبارات» لتأمين المنشقين عن الميليشيات … مصادر لـ«الوطن»: مقاتلو العشائر يعدون لهجمات كبيرة ومنسقة ضد «قسد» بريف دير الزور
| حلب - خالد زنكلو
تتجه التطورات الميدانية في أرياف دير الزور، الخاضعة لسيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية للولايات المتحدة الأميركية، نحو مزيد من التصعيد بعد تشكيل «قيادة عسكرية موحدة» من «قوات العشائر العربية» ضد الميليشيات.
وقالت مصادر عشائرية في ريف دير الزور الشرقي: إن تشكيل قيادة عسكرية موحدة تضم 11 لواء عسكريا من أبناء العشائر والقبائل العربية لمواجهة «قسد» تحت مسمى «قوات العشائر العربية» وفق ما أعلن عنه زعيم قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل الخميس الماضي في تسجيل صوتي جديد، سيؤتي ثماره قريباً على شكل انتفاضة جديدة ستزعزع أركان الميليشيات بقوة غير معهودة قبلاً.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن «القيادة العسكرية الموحدة» لـ«قوات العشائر العربية»، تعد العدة جيداً في المرحلة الحالية لشن هجمات «كبيرة ومنسقة وغير مسبوقة» ضد «قسد» خلال الأيام القليلة القادمة، من شأنها أن تعيد حسابات الميليشيات وداعمها جيش الاحتلال الأميركي بالوجود في المنطقة التي يشكل أبناء العشائر العربية أغلبية سكانها.
ومن أجل ذلك، وحسب قول المصادر، بدأت الألوية المنضوية في صفوف «قوات العشائر العربية» بتشكيل «فرق استخبارات» خاصة بكل واحد منها، على أن تتوحد لاحقاً في جهاز استخباراتي واحد يتبع للقيادة العسكرية، وذلك لتأمين انشقاق المتعاملين مع «قسد»، حيث لا يخشون الخروج من مظلة الميليشيات التي تستأثر بثروات المنطقة وحكمها بقبضة عسكرية، لا تراعي تمثيل أبنائها فيها.
وفي هذا السياق، كشف لواء «فرسان الثلث»، التابع للقيادة العامة لقوات القبائل والعشائر، في بيان له أمس أنه «تم الانتهاء من إنشاء فريق الاستخبارات وبدء مباشرة الأعمال الموكلة إليه»، وذلك بعد دمج الكتائب في منطقة وجود عشائر الثلث، التي هي جزء من قبيلة العكيدات، بريف دير الزور الشرقي.
وأشار بيان لواء «لواء الثلث» إلى أنه أعطى مهلة مدتها 48 ساعة «للخونة في منطقة عشائر الثلث من الحياد عن طريق «قسد» الإرهابية وعدم التعامل معهم»، لافتاً إلى أنه يجري العمل «لتجهيز معركة التحرير خلال الأيام القادمة في كل مناطق دير الزور المحتلة من قسد الإرهابية».
وكان أبناء العشائر العربية انتفضوا ضد «قسد» في أرياف دير الزور مرتين في أيلول الفائت، ومرة ثالثة الشهر الماضي، وتمكنوا من السيطرة على قرى وبلدات، ولاسيما في ريف المحافظة الشرقي، وقتل وجرح المئات من مسلحي الميليشيات، الذين باتوا يركزون جل مجهودهم العسكري لقمع أبناء العشائر العربية، خشية خروج المنطقة، التي تحوي قواعد عسكرية غير شرعية للاحتلال الأميركي، عن سيطرتهم.
إلى ذلك، شن مقاتلو العشائر العربية أمس هجمات بقذائف الهاون و«آر بي جي» باتجاه حواجز ونقاط «قسد» العسكرية في محيط بلدة الحوايج شرقي دير الزور، وحققوا إصابات مؤكدة فيها، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، التي ردت بقصف المدنيين في مدينة الميادين المجاورة في الضفة الغربية لنهر الفرات، حيث مناطق الحكومة السورية.