طالبته بالتراجع عن تصريحاته فوراً … المقاومة الفلسطينية: اتهامات بوريل لنا غطاء أوروبي لجرائم الاحتلال
| وكالات
أكدت المقاومة الفلسطينية أن اتهامات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، لها باستخدام المستشفيات والمدنيين دروعاً بشرية بمنزلة «غطاء أوروبي لجرائم إسرائيل».
وحسب موقع «أمد للإعلام» قالت حركة حماس في بيان أمس الإثنين: نستنكر بشدة محاولة بوريل قلب الحقائق بخضوعه لرواية الاحتلال الكاذبة التي تدعي استخدامنا المستشفيات والمدنيين دروعاً بشرية، ونعدها غطاء للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق الأطفال والمدنيين العزّل.
ودعت الحركة بوريل إلى «التراجع فوراً» عن تلك التصريحات التي وصفتها بأنها «مشينة وغير إنسانية»، مضيفة: إن هذه التصريحات الخطيرة تتجاهل كل الصور والشهادات والحقائق، والتقارير الدولية، التي تؤكد قيام الاحتلال بقتل أكثر من 11 ألفاً من الفلسطينيين، أغلبيتهم العظمى من النساء والأطفال عبر استهدافه المتعمد للمدنيين في مساكنهم ومراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات المحمية دولياً، بغرض إرهابهم وتهجيرهم قسراً عن أراضيهم، في جريمة إبادة جماعية، تحدث بالصوت والصورة أمام مرأى ومسمع من العالم.
وقال بوريل، أول من أمس الأحد، في منشور على منصة «إكس»: ندين استخدام حماس للمستشفيات والمدنيين كدروع بشرية»، مطالباً المدنيين «بمغادرة مناطق القتال».
وزعم الاحتلال، منذ بداية عدوانه العسكري البري، الذي بدأه بإعلانه نية الهجوم على كامل قطاع غزة، ثم انتقل إلى إعلان بدء توغل قواته في المنطقة الشمالية للقطاع، أن المستشفى هو مقرّ قيادة للمقاومة، من غير أن يقدم أي دلائل واقعية على هذا الأمر.
وسعى الاحتلال مؤخراً، عبر نشر صور فتحة في الأرض قريبة من المستشفى، إلى ترويج هذه الكذبة، إلا أن شهادات المواطنين وصورهم، بالقرب من المكان، الذي تظهر فيه البوابة الحديدية بصورة علنية وواضحة منذ أعوام مضت، أظهرت أن هذا المكان علني وليس سرياً، ليَظهر لاحقاً أنها فتحة تهوية لخزانات المياه أو الوقود تحت المستشفى، وليفشل الاحتلال في إقناع أي من الجهات الدولية بجدية ادعاءاته.
لكن استهداف المستشفيات ليس مصادفة أو هدفاً ثانوياً لدى الاحتلال، فهو قرر أن يخوض معركة إرادات ضد المقاومة، ووضع هدفه كسر إرادة أهل غزة ومقاومتها، بعد الضربة القوية والهزيمة التي تلقاها، عسكرياً وأمنياً واستخبارياً، في 7 تشرين الأول، والمستشفيات تُعَدّ ركناً أساسياً من أركان صمود المجتمع الفلسطيني بصورة عامة، وفي غزة وشماليها اليوم، على نحو خاص.
ويريد الاحتلال، بقضائه على المسشتفيات وتدمير دورها، أن يمارس أبشع الجرائم بحق الإنسانية، التي تنتهك كل قواعد السلم والحرب، عبر منع الفلسطينيين من تلقي العلاج جراء العداون الذي يستمر في ممارسته ضد المدنيين في القطاع، منذ أكثر من 37 يوماً، والذي أدى حتى الساعة إلى استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني، وجرح نحو 30 ألفاً آخرين، كان من الممكن أن يُستشهدوا بدورهم لولا قدرة المسشتفيات على تقديم العلاج.
وبالتالي، يمكن القول: إن الاحتلال قرر، في مقابل ما يتكبده من خسائر عسكرية فادحة جراء تصدي المقاومة، أن يرفع تكلفة المقاومة على المدنيين الفلسطينيين، إذ إن قيامه بقصف المستشفى، على نحو متفرق وجزئي، ثمّ محاولته السيطرة عليه، هما السبيل الوحيد إلى تعطيل دوره الحيوي، بسبب عدم استعداده لتحمل عواقب قصفه مباشرة، لآلاف المدنيين والطواقم الطبية والصحفيين.