اعتبرت أن أيام الكيان باتت معدودة.. وانتصار فلسطين لن تحطمه جرائم الإسرائيليين … طهران: المقاومة في المنطقة مستقلة ولا تأخذ قراراتها من إيران
| وكالات
جددت إيران أمس التأكيد أن فصائل المقاومة في المنطقة مستقلة ولا تأخذ قراراتها من إيران، محملة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي تدعم الكيان الإسرائيلي مسؤولية الفظائع التي يرتكبها الأخير في قطاع غزة، مؤكدة في الوقت ذاته أن انتصار فلسطين لا يمكن تدميره بالعمليات الإجرامية التي يقوم بها كيان الاحتلال من تدمير وإبادة جماعية وقتل الأطفال.
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: إن «ما يحدث أمام أعيننا في غزة وحشي، والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الداعمة للكيان الصهيوني هي المسؤولة عن الأوضاع اليوم في القطاع، وذلك وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
وأضاف كنعاني: إن «الدول الداعمة للكيان الصهيوني تعوق وقف إطلاق النار، وتزعم أن وقت الهدنة لم يحن بعد، وترفض حتى مطالب الشعوب المؤيدة لفلسطين في تلك الدول»، مشيراً إلى أن «مواصلة الدعم الأميركي غير المحدود لجرائم الكيان الإسرائيلي يمكن أن تزيد التوتر في المنطقة».
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأميركية بشأن «تنفيذ قوى المقاومة في المنطقة أوامر طهران» بشنّ هجماتها، مشدداً على أن «فصائل المقاومة في المنطقة مستقلة ولا تأخذ قراراتها من إيران، بل تتحرك بما يخدم مصالح بلادها».
في السياق، أكد كنعاني مواصلة إيران دعمها للمقاومة في المنطقة «والذي لا يخفى على أحد»، مشيراً إلى أن «المقاومة ضد الصهاينة في المنطقة مقاومة مشروعة وفق المقررات الدولية للدفاع عن الأرض أمام المحتل».
وأعلن المسؤول الإيراني أن «إيران لا تسعى إلى توسيع الحرب في المنطقة، ومن يسعى إلى توسيعها هم من يدعمون الكيان الصهيوني ويحضرون قطعاتهم العسكرية إلى المنطقة»، لافتاً إلى أن واشنطن «مسؤولة عن استمرار الحرب وهي تدعم أمنياً وسياسياً وعسكرياً الكيان الصهيوني».
وعن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة التي عقدت في الرياض السبت الماضي، وتحفظات إيران على بعض نقاط البيان الختامي، قال كنعاني: إن «قمة الدول العربية الإسلامية في الرياض اجتماع مهم ومؤثر، عكس وحدة الرؤية والعزم والجدية لدعم القضية الفلسطينية».
ورأى أن البيان الختامي للقمة «كان قوياً وحاسماً بخصوص وقف العدوان على غزة، وضرورة فتح طرق إيصال المساعدات لغزة، فيما كانت تحفظات إيران على البيـان بناء على موقفها الواضح والثابت من القضية الفلسطينية، وهو تشكيل دولة واحدة في فلسطين من البحر إلى النهر مبنية على أسس الديمقراطية».
وأشار إلى أنه بالنسبة لطهران، فإن «القمة مهمة وكانت ضرورية لكن الأهم هو متابعة تنفيذ مقرراتها»، معلناً أن بلاده «تنتظر من الدول الإسلامية اتخاذ خطوات جدية وعملية إلى جانب الاجتماعات والقرارات كقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني وطرد سفراء الكيان».
كما تطرق كنعاني إلى موضوع المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن المساعدات التي أرسلتها إيران إلى غزة لم تصل بسبب منع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وسبق أن كشفت مصادر سياسية أن مصر اعتذرت عن استقبال أي مساعدات إنسانية إيرانية لقطاع غزّة، بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى القطاع عبر معبر رفح.
في الغضون، صرح قائد القوة الجو فضائية للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة بأن انتصار فلسطين لا يمكن تدميره بالعمليات الإجرامية للكيان الصهيوني، وأكد أن إيران في ذروة قوتها بحيث لا يمكن لأحد أن يهددها.
وعلى هامش مراسم تكريم القائد الشهيد في الحرس الثوري حسن طهراني مقدم صباح أمس أوضح العميد حاجي زادة أن قضية غزة أصبحت اليوم قضية عالمية وباتت كل شعوب العالم على علم بجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي الهمجية.
وأردف بالقول: ربما في الماضي تعرض المسؤولون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لانتقادات بسبب قولهم هذا عن الكيان الصهيوني، لكن الآن أصبحت الحقيقة جلية بأنه كيان قاتل للأطفال وأصبحت جرائمه واضحة للجميع، مضيفاً: إن أيام هذا الكيان أصبحت معدودة.
وفي إشارة إلى الانتصار الإستراتيجي الكبير الذي حققته المقاومة الفلسطينية في عملية «طوفان الأقصى»، قال قائد القوة الجو فضائية للحرس الثوري الإيراني: إن انتصار فلسطين لا يمكن تدميره بالعمليات الإجرامية والأعمال «التكتيكية» للكيان الصهيوني من تدمير وإبادة جماعية وقتل الأطفال، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني منتصر لا محال وسيرى العالم كله هذا قريباً.
وعن اتســاع رقعة الحرب وامتدادها إلى لبنان ودخول حزب اللـه أرض المعركة، صرح العميد حاجي زادة بأن الحرب اليوم قد اتسعت و«لبنــان مشــارك أيضاً»، مشيراً إلى أنه لا أحد يمكنه أن يضمن السيطرة على الوضع ومنع اتساعها أكثر لأن المستقبل غامض للغاية، مؤكداً أن إيران مستعدة لجميـع الظروف.
وبشأن التهديدات الأميركية لإيران، قال قائد القوة الجو فضائية للحرس الثوري الإيراني: الأميركيون لا يهددون إيران، لأنه في مراسلاتهم أحياناً كانت تتم ثلاث مراحل من المراسلات مع إيران في ليلة واحدة، وكل هذه المراسلات تكون بلغة التمنيات والطلبات.