ثقافة وفن

معرض لنخبة من الفنانين السوريين والعرب … أجيال فنية ومدارس مختلفة تقدم المستوى الفني العالي عربياً

| مايا سلامي

افتتح غاليري «عشتار» بدمشق معرضاً فنياً جمع أجيالاً ومدارس مختلفة من نخبة الفنانين التشكيليين الذين رفدوا بإبداعهم الحركة التشكيلية السورية ووصلوا بها إلى مكانة مميزة في الساحة الفنية والعربية، وهم: عدنان حميدة، إسماعيل نصرة، عمار الشوا، عصام دروش، سامر إسماعيل، عبدالله أبو عسلي، بيان الصفدي.

وتميز هذا المعرض بتلاقي الرؤى ووجهات النظر المختلفة في اللوحات والأعمال المعروضة التي عكست المستوى الفني العالي لكل منهم، إضافة إلى تمازج الفن السوري والعربي بحضور الفنانة جيهان صالح والفنان محمد نشأت من مصر والفنان محمد العامري من الأردن.

حالة إيجابية

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد أن: «هذه المجموعة من الفنانين التي نراها اليوم تؤكد لنا أن الحركة الفنية التشكيلية السورية بخير، فقد استطاع هؤلاء الفنانون أن يثبتوا أنفسهم خلال الفترة الماضية وأثناء الحرب على سورية واستمروا بتقديم المعارض بشكل دوري حتى تألقت أسماؤهم محلياً وعربياً وعالمياً.

وأضاف: «نحن في وزارة الثقافة معنيون بدعم هذه الأسماء ورعاية مثل هذه المعارض التي تكون بالتعاون مع الصالات الخاصة، لأن استمراريتها حالة إيجابية للحركة التشكيلية السورية التي تنهض من جديد».

قفزة نوعية

وقال أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم: «ما أراه اليوم كفنان تشكيلي هو قفزة نوعية للفنانين المشاركين في هذا المعرض الذين قدموا لوحات تتعلق بقوة العمل التصويري ليقدموا للمشاهد أعمالاً توضح مستوى الفنانين السوريين على مستوى الوطن العربي، كما أن الفنانين الذين جاؤوا من مصر والأردن قدموا أعمالاً مميزة أيضاً، وفي هذا المعرض شاهدنا ما هو غير عادي فصالة عشتار دائماً ما تنتقي فنانين بمستوى عالٍ».

جودة العمل

وأوضح الفنان التشكيلي عصام درويش أن هذا المعرض جمع عشرة فنانين القاسم المشترك بينهم هو جودة العمل الفني، وهم ينتمون إلى عدة أجيال فمنهم من الجيل الثالث في الفن التشكيلي السوري والجيل المتوسط إضافة إلى الشباب وهناك مشاركة لفنانين عرب من مصر والأردن، لكن للأسف لم يتمكنوا من الحضور اليوم بسبب الأوضاع الصعبة في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن عنوان المعرض هو الاشتراك في فهمين أساسيين للفن التشكيلي هما جودة التقنية وهدف العمل الفني بما تضمنه من مفاهيم مختلفة، منوهاً بأنه قد شارك بعمل واحد فقط زيتي على ورق ذهب وقماش يتضمن قراءة لشخصية واحدة بداخلها عدة شخصيات.

تقاطع ثقافي

وأكد الفنان التشكيلي سامر إسماعيل أن هذا المعرض لجيل من الفنانين التشكيليين الذين أثبتوا حضورهم بطريقة ممتازة، لافتاً إلى أن أهميته تنبع من التشارك مع الأردن ومصر في معرض مشترك.

وقال: «هذه الفكرة عملنا عليها معاً ونسعى إلى تطويرها أكثر ليكون هناك مشاركة عربية بشكل أكبر في المرات القادمة، ولنصنع نوعاً من التقاطع الثقافي بين سورية والعالم العربي، وهذا المعرض بداية طريق لنصل إلى صياغة وحالات أفضل».

وأضاف: «شاركت بأعمال من الحجوم الصغيرة اشتغلتها بمواد مختلفة على كرتون تعود إلى عامي 2017و2018 ومنها لعام 2023 ليكون عند القارئ صورة عن التجربة التي ركزت فيها على الشخوص الإنسانية وأنسنة الأشياء».

مستوى خاص

وبين الفنان التشكيلي عمار الشوا أن هذا المعرض مهم من حيث مستوى الأعمال المقدمة فيه، منوهاً بأنه من الجميل أن يجتمع عدد من الفنانين ليكون هناك حالة من التنوع له مستوى خاص يصنع بصمة مميزة للمعرض.

وأكد أن هناك خروجاً عن النمط الثابت للمعارض في المرحلة الماضية وهذا الخروج يكمن في آلية التشارك ووجود أصدقاء من بلدان ثانية أعمالهم فيها روح وخصوصية ترتبط بزمانهم ومكانهم.

وقال: «شاركت بستة أعمال أسميتها «أنا لاعب النرد» أو «الزمن هو طفل يلعب النرد»، فأحببت هذه المفردة واشتغلت عليها كثيراً وهذه اللوحات جزء من الأعمال التي سأقدمها في هذا الاتجاه».

تفاعل أسلوبي

وأوضح الفنان التشكيلي إسماعيل نصرة أن هذا المعرض ملخص عن المعرض السنوي وفيه إضافة لطيفة من فنانين عرب، وهناك تفاعل أسلوبي بين الفنانين فكانت المجموعة منتقاة بعناية، لافتاً إلى سعيهم لتطوير هذه المجموعة وتوسيعها في الأيام القادمة من أجل إقامة معارض في الأردن والبحرين ومصر.

ونوه بأنه شارك بأربع لوحات تحكي عن الظروف التي نعيشها ونمر بها اليوم نحن ودول الجوار.

صداقة وفن

وقال الفنان التشكيلي عدنان حميدة: «خططنا لهذا المعرض منذ فترة طويلة ليقام في الأردن لكن الظروف لم تسمح بذلك فتشاركنا فيه هنا والرابطة التي تجمع بيننا جميعاً هي رابطة صداقة وفن، ولكل منا أسلوبه المختلف فهناك المدرسة الواقعية والتعبيرية والرمزية كما أننا مختلفون في الأعمار».

وجهة نظر جديدة

وأكد الفنان التشكيلي غازي عانا أن أهمية هذا المعرض تنبع من تنوع الأساليب والصياغات الموجودة ومن القيمة التي تحملها معظم الأعمال المعروضة.

وقال: «الشيء المهم الذي أراه أيضاً هو تقديم الفنانين ما هو جديد على تجربتهم، وهذه كانت الغاية الرئيسة من المعرض أن يقدم كل فنان وجهة نظر جديدة أو بحثاً جديداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن