رئيس «أمان»: الحرب تتعقد.. وإعلام العدو: حماس بعيدة عن الاستسلام … المقاومة تواصل تصديها لقوات الاحتلال وتدك مستوطناته بالصواريخ
| وكالات
واصلت المقاومة الفلسطينية أمس استهداف الآليات العسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي وتحشيداته العسكرية عند محاور عدة، وتصدت للقوات المتوغلة، في حين اعترف الاحتلال بمقتل جنديين إسرائيليين اثنين شمال غزة، على حين أقر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» أهارون هاليفا، بالفشل الأمني لشعبته، مشيراً إلى تعقّد المعركة التي يواجهها كيان الاحتلال على عدّة جبهات.
وحسب موقع «الميادين»، وقعت اشتباكاتٍ عنيفة جداً في منطقتي الرمال والشيخ عجلين غرب مدينة غزّة، إضافة إلى قصفٍ مدفعي عشوائي للاحتلال وإطلاق نارٍ ثقيل من الطائرات الإسرائيلية استهدف المنطقتين، كما سمعت أصوات اشتباكاتٍ وانفجارات بشكلٍ مستمر في مناطق التوغل غرب مدينة غزّة، بينما تصاعدت أعمدة الدخان من المكان، ولم يتقدم الاحتلال حتى الآن باتجاه مجمّع الشفاء الطبي بفعل التصدي البطولي للمقاومة، على حين يخوض مُقاتلو المقاومة اشتباكاتٍ عنيفة في محيط متنزه بلدية مدينة غزّة ومتنزه اليرموك وسط المدينة.
بدورها، أعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الثلاثاء، أن مقاتليها أجهزوا على جنديين إسرائيليين اثنين «من مسافة صفر»، وأصابوا 3 آخرين في اشتباكٍ مع القوات المتوغلة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزّة.
وتبنّت «كتائب القسّام» استهداف دبابتين للاحتلال في محور غرب مدينة غزّة بقذائف «الياسين 105»، مُشيرةً إلى أن إحداهما هي دبابة «الملك»، ونشرت(الكتائب) بياناً مقتضباً أكدت فيه استهدافها دبابةً إسرائيليةً جنوب غرب مدينة غزّة بقذيفة «الياسين 105»، إضافة إلى دبابةٍ شمال غرب مدينة غزّة بقذيفة «الياسين 105» وعبوّة «العمل الفدائي».
كذلك، استهدفت «القسّام» تحشيدات قوات الاحتلال داخل «السياج الفاصل» شرق المحافظة الوسطى لقطاع غزة بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114 ملم، وبالمنظومة الصاروخية نفسها، استهدفت الكتائب تجمّعاً لقوات الاحتلال في محور جنوبي مدينة غزّة، إضافة إلى قوةٍ إسرائيلية خاصّة متحصنة في مبنى بقذيفة «TBG» شمال مدينة غزّة.
من جانبها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس، أن مقاتليها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة وسط مدينة غزّة.
وأكدت «سرايا القدس» استهدافها التحشيدات العسكرية الإسرائيلية في أحراش موقع «كيسوفيم» العسكري بعددٍ من قذائف «الهاون»، وأعلنت في بياناتٍ مقتضبة استهدافها موقع «مارس» الإسرائيلي العسكري بصلية صاروخية مُركّزة، إضافة إلى استهداف مجمّع «مفتاحيم» الاستيطاني بقذائف الهاون من العيار الثقيل، واستهداف موقع «العين الثالثة» بدفعة صاروخية، كما استهدفت «كتائب شهداء الأقصى» التحشيدات العسكرية لجيش الاحتلال في مجمع «نيريم» العسكري بصلية صاروخية.
وفي إطار تصديها لقوات الاحتلال، أعلنت «كتائب المجاهدين»، في تصريحٍ مقتضب، استهدافها التحشيدات العسكرية قرب موقع «إيرز» الإسرائيلي العسكري شمال قطاع غزّة بدفعة صاروخية، إضافة إلى استهداف التحشيدات العسكرية شرق حي الزيتون بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وأضافت الكتائب أن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في محوري النصر وتل الهوى، مؤكّدةً أنهم أوقعوا إصاباتٍ محققة في قوات العدو.
وأكّد مراسل الميادين أنباءً عن دوي صفّارات الإنذار في مستوطنتي «نيريم» و«نير عوز» الواقعتين في منطقة محيط قطاع غزّة، بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن صلية صواريخٍ ثقيلة أطلقت من قطاع غزّة على مدينة عسقلان المحتلة ومستوطنات منطقة «غلاف غزّة»، مُشيرةً إلى تقريرٍ عن إصابة مباشرة في عسقلان المحتلة.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي أن صلية الصواريخ الأخيرة التي استهدفت عسقلان المحتلة تسببت بأضرارٍ كبيرة، إذ أصيب مبنى إصابة مباشرة، وتناقلت وسائل الإعلام في كيان الاحتلال أنباءً أفادت بدوي صفّارات الإنذار في مستوطنة «إيلات» المُقامة على أراضي قرية أم الرشراش الواقعة جنوب فلسطين المحتلة، مؤكّدةً تقريراً عن سماع صوت انفجارٍ ضخم.
وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس بمقتل جنديين إضافيين وإصابة آخرين شماليّ قطاع غزّة، مع استمرار المواجهات البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغّلة، لترتفع بذلك حصيلة القتلى بين جنود الاحتلال منذ بدء العمليات البريّة إلى 46 قتيلاً، و365 منذ بدء عملية «طوفان الأقصى».
في غضون ذلك، أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، أهارون هاليفا أن الشعبة تحت قيادته لم تفِ بمهمة تقديم تحذير من عملية «طوفان الأقصى» التي نفّذتها المقاومة يوم السابع من تشرين الأول الماضي، لافتاً إلى تعدّد ساحات الحرب المُستمرة وتعقيدها على كيان الاحتلال.
وقال هاليفا في رسالةٍ وجهها، أمس، إلى عائلات الجنود وموظفي جيش الاحتلال في شعبة الاستخبارات العسكرية: «مرّت خمسة أسابيع منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول، نحن في ذروة الحرب، شعبة الاستخبارات العسكرية تحت قيادتي لم تف بالمهمة العليا، وهي تقديم تحذير من الحرب».
وأشار إلى أن المعركة الحالية «غير مقيدة فقط بقطاع غزّة»، مشدداً على أن لها جوانب متعددة الساحات وجوانب إقليمية، لافتاً إلى أن ذلك «يزيد من تعقيدها»، وختم رئيس شعبة «أمان» رسالته بتأكيد أن إسرائيل تواجه «أعداء من الشمال والشرق والجنوب، من قريب ومن بعيد».
وفي السياق، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: إن جيش الاحتلال منهمك في معركته البرية شمال قطاع غزة وحماس بعيدة عن الاستسلام، لافتة إلى أن جيش الاحتلال لا يستطيع حالياً فتح جبهة ثانية على الحدود الشمالية مع لبنان في الوقت الذي «يصعد فيه حزب اللـه من هجماته».
وتناولت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية المعركة البرية في غزة بعد انطلاقها، وأشارت إلى أن القوة الشديدة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي بوساطة ثلاث فرق، والدمار الهائل الذي يسببه في شمال قطاع غزة «يحققان نتائج»، وفق تعبيرها، لكنها رأت أن حركة حماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام.
في سياق متصل، حملت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن والدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الفشل في ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال، لوقف عدوانه على غزة، وإجباره على فتح ممرات لتوفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية للقطاع، بما في ذلك الماء والكهرباء والغذاء والدواء والوقود.
وأشارت الخارجية في بيان أمس إلى إمعان الاحتلال وإصراره على تصعيد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة لليوم التاسع والثلاثين، وإلى عدوانه المفتوح الذي تشنه قواته والمستوطنون على الفلسطينيين في القدس وباقي مناطق الضفة الغربية.
وحذرت الخارجية من فقدان الشعب الفلسطيني آماله في دور المجتمع الدولي بوقف هذا العدوان، وفي قيامه بواجباته ومهامه في حمايته وإنهاء الظلم التاريخي الذي حل به، والذي ما زال متواصلاً جيلاً بعد جيل، ونكبة إثر نكبة.