حاصر مستشفيات الشمال بـ«المسيّرات» القناصة.. وفي الجنوب بدأت تخرج من الخدمة … الاحتلال يحول «مجمع الشفاء» إلى مقبرة جماعية.. والشهداء إلى 11500
| وكالات
في سياق عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ39 على التوالي، حول العدو الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي إلى مقبرة جماعية لجثامين الشهداء، بعد منعه إخراجها من المستشفى لدفنها.
وذكرت وكالة «أ ف ب» أن آلاف المدنيين لا يزالون عالقين في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة الذي تحاصره وتقصفه دبابات الاحتلال، بينما هو محروم من المياه والكهرباء ما اضطر الأطباء إلى دفن عشرات الجثث في قبر جماعي.
ونقلت الوكالة عن مدير المستشفى محمد أبو سلمية: إن «179 جثة» على الأقل دفنت أمس في «قبر جماعي» في موقع المؤسسة الاستشفائية، موضحاً أن بينهم سبعة أطفال خدج توفوا جراء انقطاع الكهرباء.
وأضاف أبو سلمية «اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي» مشيراً إلى أن «الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح» مع عدم دخول أي كمية من الوقود إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان في تشرين الأول الماضي.
وبحسب أبو سلمية توفي رجل وامرأة أمس في وحدة العناية المكثفة ليرتفع إجمالي عدد الوفيات في هذا القسم من المستشفى منذ السبت إلى 29.
وأعلنت حكومة حركة «حماس» أول من أمس أن كل مستشفيات شمال القطاع باتت «خارج الخدمة» بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود.
بدوره أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة حسب قناة «الميادين» عدم إمكانية المنظومة الصحية تقديم الخدمات للجرحى والمرضى، مشيراً إلى استشهاد 40 منهم في مجمع الشفاء.
أمّا بشأن الأطفال الخدّج الذين واجهوا المخاطر بدورهم بسبب استهداف الاحتلال للمنظومة الصحية، فقد طمـأن القدرة بأنّهم نقلوا إلى العناية المركزة، بعدما تواصلت الوزارة مع الصليب الأحمر لضمان خروجهم من قسم إلى قسم.
وأشار إلى أن الاحتلال وضع المجمع في دائرة الموت لليوم الخامس، موضحاً أن القناصة الإسرائيلية يستهدفون كل من يحاول الخروج، لافتاً إلى أن المجمع يضم تقريباً 10 آلاف شخص، بينهم النازحون الذين يبقون بلا حماية ومن دون طعام أو ماء.
وأكّد أن الوضع الصحي جنوبيّ القطاع «بالغ الصعوبة»، مشيراً إلى أن المستشفيات هناك مهدّدة أيضاً بالتوقف بعد نفاد الوقود خلال الساعات الـ48 القادمة.
وجدّدت الوزارة مطالبتها بفتح ممر إنساني لتأمين خروج الجرحى، ولاسيما من المناطق الشمالية، إلى مستشفيات أخرى أو إلى مصر ضمن «الحماية الدولية»، وبضرورة إيصال المساعدات الطبية كي تتمكن المستشفيات من استعادة وظائفها.
وفي إحصائية جديدة، تحدّث مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 11500 وأكثر من 29000 إصابة.
على خط مواز أكد أطباء في القطاع أن جيش العدو الإسرائيلي يستخدم طائرات رباعية المروحيات، يتم التحكم فيها عن بعد ومزودة ببنادق للقيام بدوريات في محيط مستشفيات غزة، على ما نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية عن صحيفة «ديلي تليغراف».
واشار الجراح البريطاني، غسان أبو ستة، الذي يعمل في المستشفى الأهلي في شمال غزة، إلى أن هذه الطائرات تقوم بإطلاق النار بشكل عشوائي، مما يشكل تهديداً خطيراً على حياة المدنيين.
بدوره مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت أوضح وفق وكالة «سانا» أن الاحتلال يشن حرباً مفتوحة على مستشفيات القطاع، وبيّن أن المستشفيات المتبقية في الخدمة باتت عاجزة تماماً عن استيعاب الأعداد الهائلة للجرحى، الأمر الذي يستدعي تدخل المنظمات الدولية للضغط على الاحتلال ونقلهم للعلاج خارج القطاع، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف والجرحى والمرضى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات في غزة وشمالها، كما أن مستشفيات جنوب القطاع بدأت تخرج من الخدمة بسبب نفاد الوقود.
من جهته مدير مستشفى الحلو في غزة أوضح أن دبابات الاحتلال تحاصر أكثر من 100 من المرضى والطواقم الطبية في المستشفى وسط وضع صعب جداً مطالباً بتوفير طريق آمن للتعامل مع الحالات الطارئة، في حين أشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن الاحتلال يواصل حصار مستشفى القدس في غزة وسط فقدان الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود، مبيناً أن علامات العفن بدأت تظهر على جروح بعض المصابين الموجودين في المستشفى ومطالباً بضغط دولي على الاحتلال لإخلائهم.
وسبق أن ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية أمس أن عشرات المواطنين، بينهم أطفال ونساء، استشهدوا وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، براً، وبحراً، وجواً.
وأفادت بأن طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات على محيط مجمع الشفاء، وجامع الكنز، وبناية سكنية لعائلة شوا بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين، وإصابة آخرين بجروح، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول إلى الأماكن المستهدفة، لنقل الشهداء وإسعاف الجرحى، بسبب تواصل القصف والحصار على مدينة غزة.
كما استُشهدت سيدتان، وأصيب 9 آخرون بجروح، أحدها خطيرة، كحصيلة أولية، جراء قصف منزلين غرب خان يونس، في حين استهدفت طائرات الاحتلال، منزلا يعود لعائلة بشير في دير البلح، وسط القطاع ما أدى إلى ارتقاء شهيد، وإصابة العشرات.
من جانب آخر ادان تحالف القوى الفلسطينية في دمشق أمس الإجراءات العنصرية الإسرائيلية التي اتخذها «كابينت» الاحتلال الإسرائيلي بحق قناة «الميادين» وايقاف عملها داخل فلسطين المحتلة.
وقال في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أن «هذه الإجراءات الصهيونية تبرهن بشكل واضح على الدور الذي قامت وتقوم به قناة الميادين داخل فلسطين المحتلة ومواكبتها معارك طوفان الأقصى.. وفضحها الدائم للمذابح والإجرام الصهيوني بحق أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية».
ودعا «التحالف» المؤسسات الصحفيّة الدوليّة ولاسيما الاتحاد الدولي للصحفيين إلى تَحمّل مسؤولياتهم في التصدي لجرائم العدو الإسرائيلي بحق الإعلاميين الذين استشهد منهم العشرات وذلك من أجل طمس الحقيقة، ومحاكمة قادة الاحتلال على اعتداءاتهم الإجرامية بحق الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين التي لم تتوقّف يوماً.