الأولى

المقاومة تواصل تصديها لقوات الاحتلال وتدك مستوطناته بالصواريخ وتعلن عن مقتل تسعة جنود له … شهداء الإبادة إلى ارتفاع وواشنطن تشرعن قصف المشافي و«مجمع الشفاء» تحول إلى مقبرة جماعية

| الوطن

في تجسيد حي لهمجية العدوان والإبادة التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي، تحول مجمع الشفاء الطبي إلى مقبرة جماعية لجثامين الشهداء، بعد منعه إخراجها من المستشفى لدفنها.

وذكرت وكالة «أ ف ب» أن آلاف المدنيين لا يزالون عالقين في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة الذي تحاصره وتقصفه دبابات الاحتلال، في حين هو محروم من المياه والكهرباء ما اضطر الأطباء إلى دفن عشرات الجثث في قبر جماعي.

ونقلت الوكالة عن مدير المستشفى محمد أبو سلمية: إن «179 جثة» على الأقل دفنت أمس في «قبر جماعي» في موقع المؤسسة الاستشفائية، موضحاً أن بينهم سبعة أطفال خدج توفوا جراء انقطاع الكهرباء.

وأضاف أبو سلمية: «اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي» مشيراً إلى أن «الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح» مع عدم دخول أي كمية من الوقود إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان في تشرين الأول الماضي.

بدوره أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة عدم إمكانية المنظومة الصحية تقديم الخدمات للجرحى والمرضى، مشيراً إلى استشهاد 40 منهم في مجمع الشفاء.

وفي إحصائية جديدة، تحدّث مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 11500 وأكثر من 29000 إصابة.

على خط موازٍ، أكد المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا، أن الوضع في غزة «خطير» وأن مستشفيات شمال غزة أغلقت وتوقفت عن تقديم الخدمات بسبب غياب الكهرباء والمعدات الطبية والغذاء والمياه والدواء.

من جهته أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن جميع المستشفيات في غزة خرجت عن الخدمة باستثناء مستشفى واحد، وحذر في تصريحات له أمس من أن أي عملية عسكرية حول المستشفيات وداخلها يجب أن تتخذ خطوات لحماية المرضى والطواقم الطبية.

في الأثناء صدق البيت الأبيض على الرواية الإسرائيلية المزعومة والتي شرعنت من خلالها استهدافها للمشافي والادعاء بأن المقاومة تستخدم هذه المستشفيات كمرتكز للقيادة، وأعلن البيت الأبيض أن لديه معلومات تفيد بأن حماس والجهاد تستخدمان المستشفيات بما فيها الشفاء لدعم عملياتهما العسكرية، واصفاً الأمر بأنه جريمة حرب! مؤكداً في الوقت ذاته أن واشنطن لا تدعم التوصل لوقف إطلاق النار في غزة لكنها تدعم فترات هدنة إنسانية.

بالمقابل واصلت المقاومة الفلسطينية أمس استهداف الآليات العسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي وتحشيداته العسكرية عند محاور عدة، وتصدت للقوات المتوغلة، وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، أنها قضت على 9 جنود إسرائيليين، ودّمرت 22 آلية إسرائيلية كلياً أو جزئياً في محاور التوغل في قطاع غزة.

من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنها قصفت الحشود والآليات العسكرية في موقع «كرم أبو سالم» جنوبي قطاع غزّة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

بدورها المقاومة الإسلامية اللبنانية في حزب اللـه دكت أمس مواقع ومستوطنات للاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث هاجمت نقطة تحشيد لجنود الاحتلال قرب موقع «المرج» بالأسلحة المناسبة وأوقعت إصابات مباشرة فيها، قبل أن تهاجم موقعي «بركة ريشا ورويسات العلم» بالأسلحة الصاروخية والمناسبة التي حققت فيهما إصابات مباشرة أيضاً، وسط إقرار الاحتلال بتعرض 5 مواقع له لإطلاق صواريخ مضادة للدروع وقذائف الهاون من لبنان.

في غضون ذلك أيد وزير المالية الإسرائيلي تسلئيل سموتريتش، ما سماه «الهجرة الطوعية» للفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى، وعبر منصة «إكس» غرد قائلاً: «الهجرة الطوعية واستيعاب دول العالم سكان غزة العرب حل إنساني من شأنه أن يضع حداً لمعاناة اليهود والعرب على حد سواء».

تصريحات الوزير الإسرائيلي استدعت ردة فعل فلسطينية ومصرية حيث أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية هذه التصريحات معتبرة إياها بأنها استخفاف بالمواقف الدولية الرافضة لهذا التحرك وجزء من خطة استعمارية عنصرية.

وعبّرت مصر، عبر وزير خارجيتها سامح شكري، عن رفضها القاطع أي محاولة لتبرير وتشجيع تهجير الفلسطينيين خارج غزة، وقال شكري: إن هذا أمر «مرفوض مصرياً ودولياً جملة وتفصيلاً»، واصفاً ما يشهده القطاع بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان.

بدوره اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه لا توجد فرصة لأن تلعب قوات حفظ سلام عربية مشتركة دوراً في غزة بعد الحرب، وأضاف في مقابلة مع «إيه بي سي نيوز» إن أنموذج الذي يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الوجود الأمني في غزة سيتسبب في أوقات أصعب لجميع الأطراف في المنطقة.

إلى ذلك أعلن البيت الأبيض أن نائب مساعد الرئيس ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انطلق في جولة شرق أوسطية لبحث ما سماه «التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي»، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان لها: سيكون في بروكسل ببلجيكا لإطلاع حلفاء الناتو وشركاء الاتحاد الأوروبي على النهج المنسق للوضع الحالي في الشرق الأوسط، مع التركيز على توسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير، والضغط الاقتصادي على حماس والجماعات الإرهابية الأخرى، والمطالبة بالإفراج الفوري عن الرهائن متعددي الجنسيات الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن