ألمع نجوم هوليوود يستنكرون الهجمات الإسرائيلية والعدوان على غزة … مشاهير الغرب يبدون تأييدهم لفلسطين وحق الفلسطينيين في مواجهة العدوان
| مصعب أيوب
لم يكن الفن يوماً بمنأى عما يحدث على الساحة الدولية ولعل الأحداث الأخيرة أثارت حفيظة المجتمع الدولي وأحدثت جدلاً لدى العديد من نجوم هوليوود ومشاهير الغرب، فلم يقبل البعض منهم بالوقوف على الحياد، وقد عبروا عن دعمهم الشديد للمقاومة وللفلسطينيين واستنكارهم للهجمات الإسرائيلية، فكان أن حرص بعضهم على نشر مقاطع الفيديو والصور عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي لانتهاكات العدو الإسرائيلي والهجمات الوحشية والعدوانية، وقد كشفوا من خلال تلك المنشورات عن حجم المعاناة تحت وطأة العدوان الغاشم وسط تكتم إعلامي غربي ومساندة أميركية واضحة.
وعلى الرغم من كثرة الدعم الذي أولته الدول الغربية للكيان الإسرائيلي في قصفها لغزة، إلا أن عدداً لا يستهان به وأسماء كبيرة تلمع في سماء الفن العالمي ومنهم نجوم هوليوود أبدوا استياءهم من تلك السياسات التي انتهجتها إسرائيل معربين عن دعمهم للمدنيين في غزة.
هجمات وحشية
أحدث المنشور الذي أضافته النجمة الهوليوودية سوزان سارنداون ضجة كبيرة في الأوساط الفنية والسياسية أيضاً بعد أن شاركت في مسيرة من أجل الفلسطينيين، ولاسيما أن المسيرة كانت في عاصمة الولايات المتحدة الأميركية واشنطن، لتشارك المتظاهرين في رفضهم التام للتجاوزات الإسرائيلية والتعبير عن تضامنهم الكامل مع مدنيي غزة بعد القصف المستمر الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية للأحياء المدنية في غزة والذي راح ضحيته الكثير من النساء والأطفال، كما أنها أضافت العديد من مقاطع الفيديو التي صورت داخل غزة ونقلت المعاناة والتهجير القسري والهجمات الوحشية ضد المدنيين.
تجدر الإشارة إلى أن سارنداون حصدت الكثير من جوائز الأوسكار والجولدن جلوب.
مقبرة جماعية
ولعل النجمة الأميركية أنجلينا جولي، أهم تلك الأسماء والمشاهير العالميين الذين ناصروا وساندوا الفلسطينيين، ولاسيما بعد الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة على أماكن تجمع المدنيين والتي أدت إلى استشهاد وجرح المئات.
وكانت قد نشرت جولي صوراً لحجم الدمار العظيم الذي أحدثته الغارات الإسرائيلية، وأتبعته عبر حسابها على «إنستغرام»: «هذا هو القصف المتعمّد للسكان المحاصرين الذين ليس لديهم مكان يفرّون إليه. لقد بقيت غزة بمنزلة سجن مفتوح منذ نحو العقدين، وها هي تتحوّل بسرعة إلى مقبرة جماعية».
احتجاج وإدانة
كما كشفت الممثلة بينيلوبي كروز وزوجها الممثل خافيير بارديم عن دعمهما لغزة، ليكونا من بين 100 متخصص في صناعة الأفلام السينمائية الذين وقعوا على الرسالة الإسبانية المفتوحة التي دعت الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية غير الشرعية في غزة.
كما دعوا دول الاتحاد الأوروبي على إبداء الرفض والإدانة للهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، وقد كان بارديم أكثر تحديداً للغرض من احتجاجه وإدانته واصفاً ما يجري في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً بـ«الإبادة الجماعية».
صراع محتدم
وما إن بدأت عملية طوفان الأقصى واشتدت الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في غزة حتى جدد المخرج والممثل الأميركي مارك روفالو دعمه وتأييده للحق الفلسطيني ليؤكد ضرورة تجنيب المدنيين الصراع العسكري المحتدم بين الطرفين، وقد أعرب عن تضامنه مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لا تميز بين صغير وكبير أو ذكر وأنثى، وكان من بين أهم السينمائيين والفنانين الذين تقدموا بعريضة للقيادة الأميركية من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وقد جاء في العريضة: «نجتمع معاً كفنانين ومحامين والأكثر أهمية كأبناء آدم نشهد على الأحداث المأساوية والمؤسفة التي تحدث في غزة، من فضلكم انضموا إلينا لنطالب الرئيس الأميركي وقادة العالم بوقف فوري لإطلاق النار في غزة قبل وفاة نفس أخرى».
وقد كان روفالو سابقاً من أشد الداعمين للقضية الفلسطينية ولاسيما بعد مطالبته في أيار ٢٠٢١ من معجبيه بتوقيع عريضة يطالب فيها الحكومة الأميركية بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها من خلال فرض بعض العقوبات عليها.
كشف أكاذيب وفضح شائعات
وقد قرر الإعلامي والأميركي جاكسون هنكل تضامنه مع القضية الفلسطينية وإدانته للكيان الصهيوني، ولاسيما بعد القرارات الأميركية التي أيدت مواصلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وإغلاق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وأكد «هنكل» أنه تعرض للكثير من المضايقات من الإعلام الغربي بحيث تم حذف الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي ينشرها مندداً من خلالها بجرائم الاحتلال، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل إن حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت للحظر، ليتوجه بعدها إلى إيلون ماسك مالك شركة «تسلا» من أجل التدخل وإعادة توصيل خدمات الإنترنت والاتصالات إلى قطاع غزة، ومن المرجح أن المضايقات التي كانت تحصل لهنكل بسبب فضحه لكثير من أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي وكشفه زيف العديد من الأخبار والشائعات بشأن قتلى ومصابي الاحتلال الصهيوني، كما أنه قام بتكذيب الكثير من الشائعات التي حرص إعلام الغرب على دسها لشعوب العالم وإيهام العالم ببراءة يد الاحتلال من دماء الأبرياء في فلسطين وتلميع صورته في عيون العالم، ومن المهم أن ننوه بأن هنكل أدان أيضاً مهاجمة الجيش الإسرائيلي لعدد من الدول العربية ومنشآتها الحكومية والحيوية ومنها مطار دمشق الدولي ومطار حلب.
ضرورة التحرك الفوري
صرحت إحدى الصحف المحلية الإسرائيلية أنه تم استبدال /بيلا حديد/ بأخرى غيرها قائلة: «بينما يمتنع العديد من الشركات حول العالم عن دعم إسرائيل علناً، اختارت العلامة التجارية العالمية ديور عارضة الأزياء الإسرائيلية /مي تاجر/ لقيادة حملتها، وهو الدور الذي كانت تشغله سابقاً بيلا حديد، التي طالما كانت مدافعة عن القضية الفلسطينية».
وهو ليس بأمر حديث النشأة فقد كانت حديد ذات الأصول الفلسطينية من أشد الداعمين للقضية والمساندين للحق الفلسطيني وسط استمرار القصف العشوائي الذي لا يميز صغيراً ولا كبيراً والذي يودي بحياة المئات، وقد نشرت حديد عبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأسماء العديد من الأطفال الشهداء وطالبت المعنيين بالتحرك الفوري من أجل أيقاف إطلاق النار وإنهاء الإبادة الجماعية، كما أنها هاجمت وزير الأمن القومي اليميني في إسرائيل بعد أن طالب بحقوق المستوطنين الإسرائيليين في فلسطين ضارباً عرض الحائط بأحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه، وقد نشرت حديد مقطع الفيديو الخاص بالوزير عبر خاصية ستوري عبر حسابها الرسمي على «أنستجرام» قائلة: «لا ينبغي أن يكون هناك أي تسويغ ونحن في عام 2023 أو في أي وقت آخر أن تكون حياة شخص أكثر أهمية من حياة الآخرين وذلك بناءً على عرقهم أو ثقافتهم أو كراهيتهم المطلقة».
مسيرة تضامنية
وقد استنكرت المغنية الأميركية كيلاني استمرار إدارة «انستجرام» بحذف منشوراتها والصور التي تشاركها والتي أدانت فيها الاعتداءات الصهيونية، كما أنها دعت إلى مساندة الفلسطينيين ولاسيما بعد مشاركتها في مسيرة تضامنية لإدانة الحرب على غزة فكانت أولى نجمات هوليوود اللاتي شاركن في المسيرات المؤيدة للحق الفلسطيني، إضافة إلى التقاطها العديد من الصور التذكارية من الوقفة التضامنية ومشاركتها عبر حسابها في «أنستجرام» وأرفقت تلك الصور ببيان مكتوب جاء فيه: «إلى زملائي والأشخاص الموجودين في الأماكن التي أتواجد فيها، ما الخطأ فيكم جميعاً؟ أنت تلتزم الصمت، من أجل المال والأعمال… هناك قدر هائل من الامتيازات غير المقيدة، هذا جنون ومثير للاشمئزاز، أنا أتحدث اليوم على الرغم من أن الجميع نصحوني بعدم التحدث أو التزام الصمت، هل نظرتم إلى أنفسكم في المرآة اليوم وتساءلتم، هل أنا إنسان صادق ومحترم؟».
وقد فضحت كيلاني تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي باستخدامه الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً في هجومه على المدنيين في غزة ومن تلك الأسلحة الفسفور الأبيض.
غضب واستياء
وقد بين الممثل الأميركي جون كوزاك استياءه وغضبه الشديدين بسبب ما تعيشه مدينة غزة وبعد تأزم الأوضاع المعيشية العامة فيها وتهميش الكيان الغاصب للحق الفلسطيني من دون أن يهتم لأي عرف دولي أو خطورة انتهاك الحرمات العالمية على مرأى من الناس جميعاً، وشدد الممثل الحاصل على جائزة أفضل الممثلين الموعودين على أن زيارة بايدن إلى تل أبيب كارثية وتحمل في طياتها رسائل شيطانية ولاسيما بعد أن عانق رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي لا يتعامل إلا بلغة البطش والدماء، منوهاً بأنه كان على بايدن أن يلتقي وفداً من الفلسطينيين أيضاً على الأقل ليسوغ زيارته أمام المجتمع الدولي، مشيراً إلى أنه لا يمكن تجاهل ما يعيشه الفلسطينيون وهو ما أكده في منشور إلكتروني عبر صفحته على منصة x قائلاً: «وما لم يخلط المرء بين 2. 2 مليون شخص وحماس- قتل الآلاف من الأطفال، وقطع المياه والغذاء- والعقاب الجماعي غير القانوني على هذا النطاق- فكيف يمكن تأسيس هذه الحقائق على كل من اللياقة والرؤية الواضحة لمصالح وقيم الولايات المتحدة؟».
دعوة لحماية الأطفال
ولم تنأ المغنية والممثلة الأميركية سيلينا غوميز بنفسها عما يحصل في غزة بل تحدثت من خلال الكثير من المنشورات عبر «أنستجرام» عما تعيشه مدينة غزة من عنف ووحشية ضد الأبرياء، ولاسيما أنها تعتبر نفسها من بين أكثر المتابَعين على مواقع التواصل الاجتماعي ومن أجل ذلك فقد أرادت أن تحدث تغييراً، وكانت قد نوهت في أحد منشوراتها إنها تبتعد قليلاً عن مواقع التواصل لتأخذ قسطاً من الراحة بعيداً عن مشاهد القتل والمجازر والدماء والتعذيب مشددة على أننا بحاجة إلى حماية الجميع وتحديداً الأطفال، ولعل سبب اهتمامها بالأبرياء والأطفال تحديداً هو أختها «تيفي» التي أوردت منشوراً يخصها جاء فيه: لدي أخت… وسأفعل أي شيء للأطفال وحياة الأبرياء.