حمّلت الإدارة الأميركية مسؤولية اقتحام جيش الكيان مجمع الشفاء في غزة … المقاومة الفلسطينية تتصدى لقوات العدوان وصواريخها تدك عمق الأراضي المحتلة
| وكالات
تصدت المقاومة الفلسطينية لتوغلات قوات الكيان الإسرائيلي على أكثر من محور في غزة وأجهزت على المزيد من جنود الاحتلال ودمرت آليات لهم، بالتزامن مع إطلاق مختلف الفصائل صواريخ وقذائف باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، على حين أعلنت قوات الاحتلال مقتل ضابطين برتبة نقيب وإصابة 4 عسكريين آخرين بجروح خطيرة.
وحسب موقع «الميادين»، استمرت أمس الأربعاء الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال على أكثر من محور في مدينة غزّة، بالتزامن مع قصفٍ مدفعي، في حي الشيخ رضوان الواقع شمال مدينة غزّة، ومحيطه.
وأكدت «الميادين» أن المقاومة الفلسطينية تصدت لتوغلات الاحتلال على أكثر من محور في غزة، مُشدّدة (المقاومة) على أنها تجهز على المزيد من جنود الاحتلال والآليات الإسرائيلية.
وفي السياق، أعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، أنها استهدفت جرافةً إسرائيلية شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزّة، بقذيفة «الياسين 105» المضادة للدروع، كما استهدفت دبابةً وجرافةً إسرائيليتين شمال غرب مدينة غزّة بقذيفتي «تاندوم» مضادتين للدروع.
وأشارت «كتائب القسّام» إلى أنها استهدفت ناقلة جندٍ إسرائيلية شمال غرب مدينة غزّة بقذيفة «الياسين 105»، إضافة إلى استهداف تجمّعٍ لقوات الاحتلال في محور جنوبي مدينة غزّة بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114 ملم، كذلك أعلنت استهداف مدينة عسقلان المحتلة بصلية صاروخية مكثفة، ونشرت «كتائب القسّام»، أمس، مشاهد لإطلاقها دفعات صاروخية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
من جهتها، تبنّت كتائب «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس، إسقاط طائرةٍ مُسيّرة إسرائيلية من نوع «سكاي لارك» والسيطرة عليها، كما أعلنت استهدافها بقذائف الهاون تحشيداتٍ وجنودٍ لجيش الاحتلال المتمركزين في تلّة المدفعية شمال قطاع غزّة، مؤكّدةً إصابتهم إصابة مباشرة.
وضمن تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة في مدينة غزّة، أعلنت «كتائب المجاهدين» استهدافها قوةً إسرائيلية خاصة متحصنة داخل مبنى قصر العدل في المدينة بقذيفةٍ من نوع «سعير»، مؤكّدةً تحقيق إصاباتٍ مباشرة فيها.
بدورها، تبنّت كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استهداف آليات إسرائيلية توغلت شمال غرب مدينة غزّة بقذائف الهاون، إضافة إلى استهداف كيبوتس «نير عام» الاستيطاني بقذائف الهاون أيضاً.
وقال الناطق باسم قوات الشهيد عمر القاسم، أبو خالد، إن مقاتلي الكتائب يخوضون قتالاً ضارياً ضد دبابات الاحتلال ومدرعاته في شوارع غزّة، مؤكداً أن مدفعيتهم «تمطر تجمعات الاحتلال ومواقعه بشكلٍ كثيف».
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، مقتل ضابطين برتبة نقيب، وإصابة 4 عسكريين آخرين بجروح خطرة، أثناء المعارك شمال قطاع غزة أول من أمس الثلاثاء.
وحسب بيان لقوات الاحتلال الإسرائيلي فإن الضابطين هما نائب قائد فصيل في الكتيبة 9217 في «لواء النقب»، ونائب قائد فصيل في كتيبة «شاكيد» في لواء «جفعاتي»، كما أصيب وفق البيان ضابط قتال من كتيبة 82 من اللواء الـسابع، وجندي من كتيبة شاكيد، بجروح خطرة في المعارك في شمال القطاع.
ووصل عدد جنود الاحتلال القتلى بذلك إلى 48 جندياً قتيلاً منذ بدء التوغل البري في غزة، و363 جندياً منذ السابع من تشرين الأول الفائت، بحسب الأرقام التي يكشفها جيش الاحتلال للإعلام الإسرائيلي، على الرغم من الرقابة الشديدة التي يمارسها.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، أول من أمس الثلاثاء، أنها قضت على 9 جنود إسرائيليين، ودّمرت 22 آلية إسرائيلية كلياً أو جزئياً في محاور التوغل في قطاع غزة.
في غضون ذلك، أكدت المقاومة الفلسطينية أن الولايات المتحدة بدعمها عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، وإعطائه الضوء الأخضر لمواصلته، تتحمل كامل المسؤولية عن اقتحام قواته مجمع الشفاء الطبي.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية قالت المقاومة في بيان أمس: نحمل كيان الاحتلال وقادته النازيين الجدد، والرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، وما يتعرض له الطاقم الطبي والجرحى والمرضى وآلاف النازحين، جراء هذه الجريمة الوحشية بحق مرفق صحي محمي بحكم اتفاقية جنيف الرابعة، مؤكدة أن قادة الاحتلال وكل من تواطأ معه في قتل الأطفال والمرضى والمدنيين العزل سيحاسبون على ذلك.
وأضافت المقاومة: إن تبني البيت الأبيض و«البنتاغون» رواية الاحتلال الكاذبة، والزاعمة باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي، كان بمنزلة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين لإجبارهم قسراً على النزوح من الشمال إلى الجنوب، بهدف استكمال مخطط الاحتلال الرامي لتهجير شعبنا كما جاء على لسان العديد من وزراء حكومة الاحتلال.
وشددت المقاومة الفلسطينية على أن صمت الأمم المتحدة، وخذلان العديد من الدول لن يثنيا الشعب الفلسطيني عن التمسك بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة، مجددة تأكيد استمرارها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن حقوقه بكل قوة، وأن الاحتلال سيدفع الثمن غالياً عن جرائمه واعتداءاته على الأطفال والنساء والمقدسات، فغزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة.
من جانبه، رأى عضو القيادة السياسية في حركة حماس، رأفت مُرّة، أنه ليس مستغرباً أن يصدر موقفان أميركيان خلال ساعة واحدة تقريباً، الأول من البيت الأبيض والثاني من «البنتاغون»، يؤكدان أن هناك وجوداً عسكرياً لقيادات ومقاتلين من حماس في مجمّع الشفاء الطبي في غرة، لافتاً إلى أنه خلال الادعاءات الأميركية، أُعطيت إسرائيل الضوء الأخضر السياسي والقانوني لاقتحام مستشفى الشفاء.
وأكد مرة في حديثٍ لإذاعة «سبوتنيك» أنه بعد التصريحات الأميركية بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه المباشر على المستشفى بعد استمرار حصاره لفترة طويلة، وترافق ذلك مع الادعاء الكاذب الإسرائيلي والأميركي بوجود قيادات لحركة حماس وعدد من الرهائن والأسرى الإسرائيليين داخل المستشفى.
وكشف عضو القيادة السياسية في حماس أن الحركة جاهزة ومستعدة لأي عملية تبادلٍ للأسرى الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين لدى «تل أبيب»، وأوضح أن إسرائيل هي من تماطل وتعمل على إفشال أي مبادرة لأنها في حال سيرها بالمفاوضات السياسية والحوار، فإن ذلك يُضعف من موقفها أمام الداخل الإسرائيلي والرأي العالمي، ويعني أنها تعترف بأن عدوان «السيوف الحديدية» على قطاع غزة وكل الجهود العسكرية لتحرير الأسرى الإسرائيليين أيضاً باءت بالفشل.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس أن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي وغيره من المستشفيات، والمراكز الصحية في قطاع غزة، انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وحسب وكالة «وفا»، أوضحت الوزارة في بيان أمس أن اقتحامات مستشفيات غزة تشكل امتداداً لمجمل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، واستهدافه المتواصل للمراكز الصحية والطواقم الطبية والإسعافية، وهو ما يؤدي إلى حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم المتعلقة بحقهم في العلاج وتلقي الخدمة الطبية.
وحملت الخارجية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والآلاف من المرضى والجرحى والأطفال، بمن فيهم الخدج والنازحون الموجودون في المجمع مطالبة بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم.