إعلام إسرائيلي تحدث عن عدم وجود رهائن داخل المستشفى.. والاحتلال قتل 30 شخصاً بداخله … القوات الإسرائيلية تنسحب من «مجمع الشفاء» وتبقي دباباتها في محيطه رهن الحصار
| وكالات
واصل العدو الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة لليوم الـ40، منتهكاً جميع الأعراف والقوانين الدولية من خلال قتله، أكثر من 30 شخصاً داخل مجمع الشفاء الطبي، وتحويله إلى مركزٍ للاعتقال والتنكيل، قبل أن تنسحب قواته من «المجمع» مساء أمس وتبقيه تحت الحصار.
وكالة «فرانس برس» قالت مساء أمس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحب من مستشفى الشفاء في قطاع غزة ونشر دباباته حول المجمع الضخم، بعد اقتحامه في وقت سابق بزعم وجود مركز قيادة تابع لحركة حماس أسفله.
وقال مراسل فرانس برس في قطاع غزة: إن «الجيش الإسرائيلي انسحب من مستشفى الشفاء وانتشر حول المجمع».
وأعلن جيش الاحتلال، ليل الثلاثاء الأربعاء، اقتحام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة بعد حصاره لعدة أيام، ما جعل الظروف بداخله غاية في القسوة لدرجة عدم القدرة على دفن الجثث في ساحته الخارجية.
وقال جيش الاحتلال في وقت سابق إن هدف العملية هو العثور على محتجزين أسرتهم حماس في 7 الشهر الماضي، يُعتقد أنهم موجودون في مكان ما أسفل المستشفى.
وفي السياق أكد مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، دورون كادوش، عدم وجود أي إشارات على وجود أسرى إسرائيليين داخل مستشفى الشفاء في غزّة، وذلك بعد اقتحامه من قِبل القوات الإسرائيلية، وفق ما نقلت قناة «الميادين».
وكالة «ا ف ب» ذكرت في وقت سابق نقلاً عن صحفي يعمل معها أن جنود الاحتلال الذين اقتحموا «المجمع» أمروا الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى المجمع بالاستسلام، لافتاً إلى أن طوابير من الفلسطينيين من أقسام الحروق والولادة والجراحة وغسيل الكلى خرجوا رافعين أياديهم، وفي ساحة المجمع، شاهد الصحفي قرابة ألف شخص وأياديهم مرفوعة في الهواء، وقد طلب جنود الاحتلال من البعض خلع ملابسهم.
وداخل أروقة المجمع، كان بعض جنود الاحتلال وفق الصحفي يطلقون النار في الهواء عند تنقلهم من غرفة إلى أخرى وهم يقومون بعمليات بحث وتفتيش دقيقة، في حين تعالت أصوات بكاء نساء وأطفال في الأقسام المختلفة، على حين دخلت دبابات الاحتلال المجمع، وتمركزت أمام أقسام مختلفة.
بدوره أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة حسب قناة «الميادين» ارتقاء أكثر من 30 شهيداً برصاص قوات الاحتلال في المجمع، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على العوائل التي حاولت الخروج من المستشفى.
وشدّد المكتب على أن عدوان الاحتلال واعتداءه على مجمع الشفاء وعلى أقسامه ومن فيه من مرضى ونازحين وأطقم طبية «جريمة حرب».
وحمّل المكتب وفق وكالة «سانا» الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة المسؤولية عن سلامة آلاف الطواقم الطبية والجرحى والنازحين داخل المجمع.
وقال المكتب في بيان «إن الاحتلال يرتكب مجدداً جريمة بشعة باستهداف مجمع الشفاء الطبي وإطلاق النار داخل أقسامه، رغم معرفته بوجود نحو 10 آلاف من الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين بداخله».
وأشار إلى أن الجريمة التي يرتكبها الاحتلال باقتحام مجمع الشفاء تأتي بعد ارتكابه عدة مجازر بحق المستشفيات والطواقم الطبية راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد وجريح، وكان أفظعها مجزرة مستشفى المعمداني.
ولفت المكتب إلى أن الاحتلال يستهدف المستشفيات والطواقم الطبية منذ بداية حربه على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي، حيث قتل 202 من الكوادر الطبية ودمر 55 سيارة إسعاف، وأخرج 25 مستشفى من الخدمة.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان علّق على العدوان الإسرائيلي على المستشفى بالقول إن «إسرائيل» حوّلت مباني المجمع الطبي إلى مركزٍ للاعتقال والتنكيل.
وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أكدت في بيان حسب «سانا» أن الصمت الكامل لبعض الدول شجع الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مجمع الشفاء الطبي في جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الجرحى والطواقم الطبية والنازحين في المجمع.
ويضم «المجمع»، الذي يعتبر الأكبر في القطاع، ثلاثة مستشفيات متخصصة، وهي: مستشفى الجراحة، ومستشفى الأمراض الباطنية، ومستشفى النساء والتوليد، مع قسم حضانة للأطفال الخدج، إضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط، ويحتوي على 500-700 سرير.
يقع المجمع البالغة مساحته 45 ألف متر مربع عند مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، ويطل على شارعي عز الدين القسام والوحدة، ويقع في محيطه مسجد الشفاء.
ويبلغ عدد العاملين في مجمع الشفاء الطبي ربع عدد العاملين في جميع مستشفيات القطاع، إذ يعمل فيه نحو 1500 موظف، منهم أكثر من 500 طبيب، و760 ممرضاً، و32 صيدلانياً، و200 موظف إداري.
بالتزامن، نفذ الاحتلال سلسلة غارات على مناطق متفرقة، حيث أفادت «الميادين» باستشهاد أكثر من 25 شخصاً كانوا في مستشفى المعمداني، وسط مدينة غزة، جراء مجازر الاحتلال بحق المدنيين الليلة قبل الماضية وفجر أمس.
وشماليّ القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً واستهدفت مواطنين بالقرب من دوّار المدارس في جباليا، ما أدى إلى ارتقاع شهداء ووقوع إصابات وصلت إلى المستشفى الإندونيسي وكمال عدوان.
وفي وقت سابق أمس، أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، كاثرين راسل، أن أكثر من 4600 طفلٍ ارتقوا في العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي السياق أفاد تلفزيون «الأقصى»، أمس باستشهاد 27 شخصاً في قصف لطائرات الاحتلال على أبراج الصالحي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.