«فايننشال تايمز»: إسرائيل اقترضت مليارات الدولارات لتمويل حربها على غزة … «نيويورك تايمز»: لا مؤشرات على استخدام «الشفاء» لإخفاء أسلحة ومراكز قيادة
| وكالات
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفض السماح للصحفيين باستكشاف مستشفى الشفاء أو رؤية أو إجراء مقابلات مع المرضى والعاملين الطبيين في المنشأة، في حين أكدت صحيفة «فايننشال تايمز» أنّ الاحتلال اقترض مليارات الدولارات للمساعدة في تمويل حربه على غزة، لكنه اضطر لدفع تكاليف اقتراض مرتفعة بشكلٍ غير عادي لإنجاز الصفقات.
وتحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّه بعد زيارة 3 من صحفييها مستشفى الشفاء في قطاع غزة، لا يبدو أنّ هناك مؤشرات تحسم مسألة ما إذا كانت حركة حماس تستخدم المستشفى لإخفاء الأسلحة ومراكز قيادة، كما قالت إسرائيل.
وأكّدت الصحيفة أنّه لم يُسمح للصحفيين إلا برؤية جزء من مجمع الشفاء المترامي الأطراف، وأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي رفض السماح للصحفيين باستكشاف المستشفى أو رؤية أو إجراء مقابلات مع المرضى والعاملين الطبيين في المنشأة.
ويصرّ الاحتلال الإسرائيلي على نشر روايةٍ تضليلية، تدّعي أنّ مستشفى الشفاء يمثّل «بنيةً عسكريةً» للمقاومة الفلسطينية، وأنّ الأخيرة «تحتجز أسرى إسرائيليين فيه».
وخلال الأيام الماضية، تحدّثت وسائل إعلام أجنبية عن غياب أي دليل على وجود أنفاق تحت مستشفى الشفاء، وقبل يومين ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أنّه لا يوجد دليل «حتى الآن» على وجود شبكة أنفاق تحت مستشفى الشفاء في غزة.
وأوردت الشبكة أنّه من المؤكد أنه لا يوجد ما يشير إلى أنّ القوات الإسرائيلية قد كشفت عن نفق متعدد المستويات مع غرف تحت الأرض، من النوع الموضح في الرسوم التي قدّمها المتحدث باسم الجيش في مؤتمر صحفي قبل ثلاثة أسابيع تقريباً.
في غضون ذلك، أكّد الإعلام الإسرائيلي أنّ الدعاية الإسرائيلية الكبيرة بعد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء شكّلت خيبةً لدى المستوطنين الإسرائيليين، الذين ظنّوا أنّ إسرائيل «ستقضي على حماس» خلال عمليتها.
وعمل الاحتلال على نشر رواية تضليلية بالتزامن مع اقتحامه المستشفى، إذ زعم أنّها تضمّ أسرى إسرائيليين، لكن سرعان ما دُحِضت هذه الرواية على لسان مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، دورون كادوش، الذي أكّد أن لا وجود لأسرى إسرائيليين هناك.
ولم تقف الرواية الكاذبة في مستشفى الشفاء هناك، فتعمّد الاحتلال أيضاً نشر روايات مشابهة بشأن مستشفيات أخرى في القطاع، ليستخدمها ذريعةً لاستهدافها بصورة مركّزة، ما يهدّد حياة أعداد كبيرة من المرضى، ويؤدي إلى استشهاد العشرات.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن كيان الاحتلال الإسرائيلي اقترض مليارات الدولارات للمساعدة في تمويل حربه على غزة، لكنه اضطر لدفع تكاليف اقتراض مرتفعة بشكلٍ غير عادي لإنجاز الصفقات.
وأوردت الصحيفة أنّ إسرائيل اقترضت مليارات الدولارات في الأسابيع الأخيرة من خلال صفقات تم التفاوض عليها بشكلٍ خاص للمساعدة في تمويل حربها ضد حماس، وأشارت إلى أنه منذ هجوم حماس جمعت إسرائيل أكثر من 6 مليارات دولار من مستثمري الديون الدوليين، موضحةً أنه لم يتم الكشف عن الأسعار النهائية للصفقات، لكن مصرفيين قالوا إنهم حددوا الأسعار بما يتماشى مع ما يتوقعونه من صفقة عامة.
وحسب ما تابعت الصحيفة، فإنه وفقاً للسندات «الدولارية» الصادرة في الشهر الجاري، تدفع إسرائيل كوبونات بنسبة 6.25 بالمئة و6.5 بالمئة على السندات المستحقة خلال أربع وثماني سنوات، وهو أعلى بكثير من عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية.
وأشار مستثمرون ومحللون إلى أنّ الإصدار الكبير تم من خلال الاكتتابات الخاصة وليس من خلال القروض المشتركة المفتوحة والحملات الترويجية، التي يتم تنفيذها عادة عند إطلاق سندات جديدة، وفق «فايننشال تايمز».
كذلك، قالوا: إنّ السبب في ذلك قد يكون جمع الأموال للمجهود الحربي بسرعة أو من دون جذب اهتمام غير مرغوب فيه، ويمكن أن يكون علامة على مدى القلق الذي ينتاب بعض المستثمرين بشأن شراء ديون إسرائيل.
وقبل أيام، ذكرت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أنّ العبء المالي للحرب بدأ بالتأثير سلباً على كيان الاحتلال ما أثار جدلاً سياسياً سيكون من الصعب على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش أن يخوضاه.
وأشارت الوكالة إلى أنّ الحرب تكلّف الاقتصاد الإسرائيلي نحو 260 مليون دولار يومياً، مشيرةً إلى أنّ هذا أكثر مما توقعته إسرائيل عندما اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول.
هذا وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقتٍ سابق، بأنّ وزارة المالية لدى الاحتلال أصدرت توصية بإغلاق فوري لـ6 وزارات، بسبب الحاجة إلى ترتيب أولويات اقتصادية اجتماعية جديدة في إسرائيل.
إلى ذلك كشفت الوزارة نفسها أنّ إسرائيل راكمت ديوناً بنحو 30 مليار شيكل (7.8 مليارات دولار) منذ بدء الحرب ضد قطاع غزة.