حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن استمرار تراكم جثث الشهداء الفلسطينيين في طرقات غزة وتحت أنقاض المباني المدمرة ينذر بكارثة صحية كبرى ناتجة عن تعفن الجثث وتحللها في القطاع الذي يتعرض لعدوان همجي لليوم الثالث والأربعين.
وحسب موقع «المسيرة نت»، أبرز الأورومتوسطي، في بيان له أمس السبت، أن الوضع الإنساني الشديد التدهور في قطاع غزة مع انقطاع المياه والكهرباء وغيرها من أدوات الوقاية والدفن السليم قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض ويسهم في مخاطر صحية وبيئية من جراء احتمال أن تكون الجثث حاضنة لأمراض سارية ومعدية إضافة لأمراض تنفسية وجلدية.
ونبه المرصد إلى أن تراكم الجثث وتحللها يهددان بالتسبب بتلوث صحي وبيئي خطر وتفش للبكتيريا والفيروسات، ما يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا وأمراض قد تضر بالجهاز المناعي.
وقدّر المرصد أن البلاغات عن المفقودين تجاوز عددها 4150 بلاغاً تحت أنقاض المباني المدمرة في الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية وسط تضاؤل فرص العثور على أحياء، في وقت يعتقد فيه بوجود المئات من المفقودين والجثث في الطرقات التي يتعذر انتشالها، ولاسيما في مناطق عمليات التوغل البري لجيش العدو الإسرائيلي.
وقال المرصد: إن إسرائيل تتعمد قتل كل مظاهر الحياة في قطاع غزة ودفع سكانه للتهجير القسري عبر سلسلة من الأسلحة جعلت الجثث تتراكم في الطرقات وتحت أنقاض المباني في انتهاك للقانون الدولي الإنساني وتجاهل صارخ للجانب الديني والروحاني بحفظ كرامة الميت.
وأبرز المرصد أن رؤية جثث الشهداء من أطفال ونساء ومسنين مؤلمة إنسانيا، ووجودها تحت الأنقاض من دون دفن كريم أشد إيلاماً، مطالباً بضرورة تدخل دولي من المنظمات ذات العلاقة لتمكين الطواقم المختصة من انتشال الجثث ودفنها بشكل سليم وكريم.
وشدد المرصد على أن بقاء جثث الشهداء من دون دفنها يشكل تهديداً جسيماً على المدنيين، ولاسيما أن الوضع الراهن في قطاع غزة يحول دون تنفيذ حملات لمكافحة نواقل الأمراض، ما يقتضي التحرك العاجل لفتح طرق وممرات آمنة تسمح بإيصال الجثث للمقابر ودفنها.