الخبر الرئيسي

أخلى بالقوة أكثر من 7 آلاف من الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والنازحين من «الشفاء».. وصواريخ الإبادة الإسرائيلية تواصل ملاحقة مدنيي غزة … مجزرتان مروعتان في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر توقع مئات الشهداء والمؤسسات الأممية تكتفي بالتنديد!

| الوطن

واصلت صواريخ الإبادة الإسرائيلية ملاحقة مدنيي غزة إلى المستشفيات والمدارس، موقعة مئات الشهداء والمصابين، وسط اكتفاء العالم بمؤسساته الأممية بالتفرج والاستنكار والمطالبة بهدن إنسانية لا توقف المجزرة ولا تمنع العدوان، في مشهد عجز غير مسبوق أممياً في تاريخ الحروب والصراعات الدولية.

العدو الإسرائيلي وفي إطار عدوانه المستمر على قطاع غزة لليوم الـ43 على التوالي، ارتكب أمس المزيد من المجازر المروعة حيث استشهد 200 شخص في قصف للاحتلال على مدرسة الفاخورة الواقعة في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وهي أكبر مدارس مخيم جباليا، وتضم آلاف النازحين من أهالي غزة الذين تركوا بيوتهم جراء غارات الاحتلال العنيفة.

وسبق ذلك بساعات استشهاد العشرات وإصابة آخرين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدرسة ثانية لوكالة «أونروا» في تل الزعتر شمال القطاع.

وتعتبر هذه المدارس التابعة لوكالة «أونروا» والتي تعرّضت للقصف الإسرائيلي من أكبر مراكز الإيواء في القطاع.

من جهتها قالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال شنت غارات متتالية على شقق في مدينة حمد السكنية بخان يونس جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد 26 مواطناً أغلبهم من الأطفال، وإصابة العشرات، مشيرة إلى أن طائرات العدو الإسرائيلي قصفت منزلاً لعائلة أبو هلال بحي الجنينة شرق رفح جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين.

على خط مواز، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس آلاف الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والنازحين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة على إخلائه بعد حصاره لليوم التاسع على التوالي، وقصفه بشكل متكرر قبل ذلك وخلال الحصار، ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر طبية من داخل المجمع قولها: إن قوات الاحتلال وبعد إنذارها بإخلاء المجمع خلال ساعة واحدة أخرجت بالقوة أكثر من 7 آلاف من الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والنازحين منه من بين الدبابات والآليات العسكرية وفوهات بنادق قناصة الاحتلال المنتشرين في كل أنحاء المجمع وفي محيطه، ووسط الدمار الهائل إلى جنوب القطاع.

وبينت المصادر أنه بقي في المجمع 120 مريضاً ومصاباً غير قادرين على الحركة وأطفال خدج، وإلى جانبهم 5 أطباء للإشراف على عملية تنسيق خروج الجرحى، مشيرة إلى أن مشاهد الخروج كانت موجعة جداً بسبب هول الإصابات، فمنهم من خرج على كرسي متحرك، أو محمولاً على الأكتاف أو الأكف وبعضهم انهار على الطريق أثناء الخروج، في حين رفض الاحتلال أن يخرجوا بسيارات الإسعاف.

وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أكدت أن ما يحدث في مجمع الشفاء جريمة حرب وجريمة بحق الإنسانية وبحق الشعب الفلسطيني، وعار على المجتمع الدولي وانتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية.

من جانبه اكتفى المفوض العام لوكالة «أونروا» فيليب لازاريني بإدانة الغارات «المروعة» على مدارس المنظمة في قطاع غزة وقال: «لا يمكن الانتظار أكثر من ذلك ويجب فرض هدنة إنسانية فوراً».

بدورها قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» كاثرين راسل: إن «صور الأطفال والمدنيين الذين قتلوا في غزة مروعة، هذه المذبحة يجب أن تنتهي فوراً، ويجب إنهاء هذا الكابوس بالنسبة للأطفال الآن».

ومع مواصلة حرب الإبادة ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 12300 شهيد، بينهم أكثر من 5000 طفل و3300 امرأة، وإلى 30000 مصاب، أكثر من 75 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وذلك في إحصائية قدمها مساء أمس المكتب الإعلامي في غزة.

بالمقابل واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لتوغلات قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة محاور في قطاع غزة، واستهدفت جنوده ودمرت عدداً من آلياته، بالتزامن مع استهداف مستوطنات الاحتلال وتحشيداته العسكرية بالصواريخ رداً على مجازر الكيان المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

من جهته أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة، فقدان الاتصال بعدد من المجموعات المكلفة بحماية أسرى للاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن «مصير الأسرى والآسرين مجهول».

من جانبها صعّدت المقاومة الإسلامية اللبنانية في حزب اللـه أمس، من عمليات استهدافها لمواقع وثكنات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث استهدفت مقر القيادة العسكرية المستحدث في وادي سعسع بالنيران الصاروخية وأوقعت فيه إصابات مؤكدة، قبل أن تهاجم عدة مواقع وثكنات بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة وتوقع إصابات مباشرة في تجمعين لجنود الاحتلال وتسقط طائرة مسيرة، وسط إقرار الأخير بمقتل أحد جنوده.

رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إنه جرى مطالبة كيانه بعدم دخول غزة أو مستشفى الشفاء ووقف إطلاق النار لكنه رفض، مبيناً أن الولايات المتحدة بقيادة صديق إسرائيل جو بايدن ترى الأمور مثلما يراها كيانه تماماً، مؤكداً في الوقت ذاته تصميمه على المضي في عدوانه رغم الضغوط الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن