سورية

أنقرة تدعو ألمانيا إلى «حماية المعارضة السورية» … و«تحذر» الاتحاد الديمقراطي الكردي و«ترفض» انشاء «كانتونات»

| وكالات

دعت تركيا، المتوجسة من وجود مساع لتحجيم دورها في محادثات السلام المقبلة في سورية، ألمانيا إلى العمل من أجل وقف روسيا وسورية قصف «المعارضة السورية»، وطالبتها بتعزيز مشاركتها في عمليات التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم داعش الإرهابي في هذا البلد. بالترافق كررت الحكومة التركية تحذيرها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، من التوسع غرب نهر الفرات وإنشاء «كانتونات» جديدة بهدف تقسيم سورية.
وفي مقابلة مع صحيفة «داي فيلت» الألمانية، قال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك: إن على ألمانيا «حتماً» بذل مزيد من الجهد العسكري، متحدثاً بعد مقتل عشرة سياح ألمان في اعتداء انتحاري في اسطنبول يوم الثلاثاء الماضي. ومؤخراً، أرسلت برلين قوات وعدداً من الطائرات والقطع الحربية إلى البحر الأبيض المتوسط من أجل المساهمة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، ضد تنظيم داعش في سورية.
ومن المفترض أن يزور رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وعدد من أعضاء حكومته برلين في 22 كانون الثاني الحالي، بعد أربعة أيام من وصوله إلى العاصمة البريطانية لندن. وستهيمن الحملة ضد تنظيم داعش وأزمة اللاجئين، الذين يتوجهون بمعظمهم إلى تركيا للدخول إلى ألمانيا، على المحادثات.
وفي هذا السياق، اعتبر شيمشك في المقابلة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن «أصل الإرهاب في سورية، هو الفوضى القائمة هناك، والناجمة عن رفض النظام السوري السماح بإصلاحات ديمقراطية بوجود معارضة»، متجاهلاً الحبل السري الذي وفرته تركيا للإرهابيين على مدى أكثر من أربع سنوات. وأضاف إنه «إذا أرادت ألمانيا، وغيرها وقف تدفق اللاجئين، عليها وقف قصف القوات السورية والقصف الروسي ضد المعارضة السورية» في تكرار لمزاعم تركية بشأن العمليات الروسية في سورية. ونفت موسكو دائماً أن تكون عملياتها قد استهدفت «المعارضة السورية» مؤكدةً أنها تستهدف التنظيمات الإرهابية وأن الطائرات الروسية توفر غطاء ليس فقط للجيش السوري، بل ولمجموعات من المعارضة المعتدلة، خلال معاركها ضد تلك التنظيمات.
وفيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش، قال نائب رئيس الوزراء التركي إنه «لا يمكن لأحد أن يدعي أننا لا نفعل شيئاً»، معتبراً أن «داعش بالنسبة إلينا هو الخطر الأكبر». ورأى أنه وبسبب انخراط القوات التركية بشكل كبير في مواجهة التنظيم، وقع الاعتداء في اسطنبول.
وحيال تحرك تركيا تجاه ملف المهاجرين، قال شيمشك: «لقد فعلنا الكثير». وأضاف: «نحن نقوم ببناء سياج على طول الحدود مع سورية. أول 150 كلم ستكون جاهزة آذار لكن نحن في حاجة إلى إستراتيجية منسقة مع شركائنا».
وأشار إلى أنه «في الوقت الحالي نقدم تصريحات عمل للاجئين. وهذا سيثني الكثير عن الذهاب إلى أوروبا، لكنه يعني أيضاً عبئاً على سوق العمل لدينا».
ومن المقرر أن يتوجه داود أغلو غداً الاثنين إلى بريطانيا، في مستهل زيارة تستغرق يومين. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن بيان صادر عن رئاسة الوزراء أمس، أن داود أوغلو سيبحث مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية على رأسها سورية، والعراق، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
في غضون ذلك كرر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، أن بلاده «لن تسمح لحزب الاتحاد الديمقراطي، بإقامة كانتونات جديدة في سورية».
وأفاد قورتولموش، في مقابلة تلفزيونية، أجرتها معه قناة محلية، ونقلت وكالة «الأناضول» مقتطفات منها، أن «تركيا لن تسمح للحزب بإقامة كانتونات إذا كان يفكر بذلك، أو بممارسة سياسة الدمج والتطهير العرقي، ضد التركمان والسكان المقيمين غربي نهر الفرات». واتهم «قوات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بممارسة «التطهير العرقي» في بعض المناطق التي يسكنها أغلبية من العرب، وأقلية من التركمان، بحجة «محاربة تنظيم داعش».
ورداً على سؤال عما إذا كان عبور حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري، وقوات سورية الديمقراطية المتعاونة معهما، إلى غربي نهر الفرات انتهاكًا للخطوط الحمراء التركية، أجاب نائب رئيس الوزراء التركي «المعلومات المتوفرة لدينا تشير أن عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي لم يعبروا غربي الفرات، فتركيا لديها ثوابت وهي تتصرف من منطلقها»، فيما يبدو أن الخطوط الحمر التركية تتعلق فقط بوحدات حماية الشعب وليس بقوات سورية الديمقراطية.
وأشار إلى أن تركيا غير منزعجة من وجود الأكراد في شمالي سورية، وأنها تدعم حقهم في التمثيل السياسي في سورية مستقبلاً، وأضاف: «لسنا قلقين من وجود إخواننا الأكراد شمالي سورية، لكننا نعارض تقسيم سورية، وممارسة التطهير العرقي، وإنشاء كانتونات».
ونوه قورتولموش إلى وجود ما سماها بـ«مساع للحد من دور تركيا في الشأن السوري في حال كانت هناك مبادرات سلام في المستقبل». وأضاف مشيراً إلى التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة اسطنبول وتبناه تنظيم داعش، «من خلال المحاولات لخلق مشاكل في الداخل التركي، هناك إرادة لجعل التأثير التركي في مباحثات السلام الخاصة بسورية ذا فعالية أقل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن