سورية

«النصرة» رفضته ودعت التنظيمات الأخرى إلى التوحد لـ«مواجهة المشاريع الخبيثة» … تنفيذ اتفاق جنوب دمشق بانتظار إتمام قضايا «لوجستية وإدارية»

أكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن اتفاق انسحاب تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والتنظيمات الأخرى من جنوب دمشق، «يسير بشكل جيد» وأن قضايا «لوجستية وإدارية» هي السبب في تأخير البدء بتنفيذه، مؤكدة أن التنفيذ سيتم خلال الفترة القريبة القادمة.
في المقابل، رفض تنظيم جبهة النصرة المدرج أيضاً على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية الاتفاق، ودعا التنظيمات الأخرى إلى التوحد لـ«مواجهة هذه المشاريع الخبيثة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت المصادر: إن «الاتفاق يسير بشكل جيد.. هناك قضايا لوجستية وإدارية تتعلق بالأمم المتحدة تؤخر البدء بالتنفيذ». وأضافت: «كل الجهات تؤكد أن التنفيذ سيتم خلال الفترة القريبة القادمة». وفي السادس من الشهر الجاري، كشف أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في سورية خالد عبد المجيد في تصريح صحفي، أنه تم الاتفاق على تأمين طريق بديل لمسير قوافل المسلحين الذين سيتم إخراجهم من المنطقة الجنوبية لدمشق التي تقع ضمنها مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأحياء القدم والعسالي والتضامن، بعد تعليق عملية إجلائهم في 26 الشهر الماضي إثر مقتل قائد ميليشيا «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية.
من جهتها، ذكرت «النصرة» في جنوب دمشق في بيان لها نشرته صفحات في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه عند اقتراب زوال «النظام» ولاح عمد النظام العالمي إلى «محاربة جهادنا عبر مؤامرة خبيثة يهدف عبرها إلى ردنا عن جهادنا وترك سلاحنا ليعيد المجاهدين إلى حضن النظام فبدأها بمصالحات في مناطق ريف دمشق».
وأشارت الجبهة في بيانها إلى أن «النظام» استغل هذه المصالحات لـ«تغذية الخلافات بين المجاهدين وتحويلها إلى قتال داخلي ليشغلنا به عن قتاله ومواجهة قواته حيث يزج بها إلى مناطق أخرى ساخنة». وأضافت: «ها هو اليوم يطل علينا بأمر جديد يهدف إلى إفراغ جنوب دمشق من أهله وسكانه لتخلو له الأرض ليسكنها من يشاء».
وتابعت: «نحن أبناؤكم في جبهة النصرة في جنوب دمشق نمد أيدينا إلى جميع الصادقين لنتعاضد ونتكاتف في مواجهة هذه المشاريع الخبيثة فقوتنا في اجتماعنا وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. فندعو جميع الجماعات إلى وقف أي قتال داخلي مستذكرين أن لنا أخوات عفيفات أسيرات تعلقت قلوبهن باللـه ثم بالمجاهدات».
وفي تصريحها لـ«الوطن»، علقت المصادر الفلسطينية المطلعة على البيان بالقول: «هؤلاء مجموعة من رافضي الاتفاق وهم أقلية عددهم من 100 إلى 200 مسلح»، مؤكدة أن قسماً كبيراً من مسلحي «النصرة» والتنظيمات الأخرى أرسلت أسماءها في قوائم وترغب بالخروج».
وأوضحت المصادر، أن هذا البيان يأتي في إطار «الضغوط» التي تمارس على من قبلوا بالاتفاق.
عبد المجيد وفي السادس من الشهر الجاري قال في تصريحه أيضاً: «عقدنا كفصائل فلسطينية سلسلة اجتماعات استعداداً لمعالجة قضية مخيم اليرموك حيث فيه داعش والنصرة، إذ ستبقى مجموعات صغيرة يجري التواصل معها وطلبت تسوية أوضاعها، وقسم آخر ما زال متمرداً، وهم أقلية سيتم التعامل معهم بغرض إخلاء المنطقة بشكل كامل من المخيم والمنطقة الجنوبية لدمشق».
وأوضح أن «هناك دراسة لتسوية أوضاع من يبقى من أبناء القدم والعسالي مع الدولة السورية، ووفقاً لمعلوماتنا سيتم سحب القسم الأكبر من المسلحين ومعالجة أمور من يبقى منهم خلال أسبوعين»، مؤكداً أنه لن «يعالج مخيم اليرموك مثلما تم التعامل مع برزة والمعضمية وبيت سحم بالمصالحة، بل سيتم خروج كامل للمسلحين»، لافتاً إلى أنه «نخشى تسريب مسلحين من مناطق أخرى لداخل المخيم كما حصل سابقاً، لذا ننسق مع الدولة والمعنيين بالمناطق المجاورة لمنع دخول أي مجموعة بعد انسحاب داعش والنصرة».
وأفاد عبد المجيد بأنه «بعد معالجة وضع مخيم اليرموك سيعود الناس إليه سواء كانوا بالداخل السوري أم في الخارج، والآن نعمل مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على إعادة الناس إلى السبينة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن