سورية

ضمن جولته العالمية.. كيري يلتقي لافروف ويزور الرياض … لقاء زيوريخ سيحسم تشكيلة «وفد المعارضة»

| الوطن – وكالات

يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأسبوع لقاءات مكثفة مع نظرائه الروس والإيرانيين والخليجيين من أجل تحريك عملية فيينا، وسط مؤشرات على أن تشهد مدينة زويرخ السويسرية حسم مسألة تشكيلة وفد «المعارضة» إلى المفاوضات مع الحكومة السورية التي تستعد الأمم المتحدة لتوجيه الدعوة إليها في مدينة جنيف السويسرية.
ويصل كيري سويسرا ضمن جولة عالمية جديدة تقوده إلى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، في وقت متأخر مساء الجمعة مسار هذه الجولة التي تشمل إلى جانب سويسرا، كلاً من السعودية ولاوس وكمبوديا والصين.
وفي مستهل جولته سيلتقي كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الأربعاء في زيوريخ، للبحث في أزمتي أوكرانيا وسورية، وهما من أبرز الموضوعات الساخنة الخلافية بين واشنطن وموسكو.
والأسبوع الماضي لم يتمكن مسؤولون كبار في وزارتي الخارجية الروسية والأميركية من حلحلة كل العقد القائمة أمام مفاوضات جنيف المقبلة بين الحكومة السورية ووفد المعارضة.
واتفق كل من نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون في الاجتماع التحضيري الذي عقداه في جنيف يومي الأربعاء والخميس الماضيين، على أن تجري المفاوضات من دون شروط مسبقة، لكنهما رحلا خلافاتهما بشأن قائمة الوفد المعارض إلى الوزيرين لافروف وكيري.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن مصدر بالمعارضة أن القائمة النهائية للمعارضة، ستحسم خلال الاجتماع المقبل بين لافروف وكيري.
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه: «لم يتم التوصل إلى اتفاق حول قائمة المشاركين، ستجري مناقشة هذا الموضوع، وأعتقد، أنه من الممكن وضع اللمسات الأخيرة في العشرين من الشهر الجاري خلال اجتماع لافروف وكيري». وأردف قائلاً: «أعتقد أن القائمة ستتألف من مجموعتين، الأولى التي تم اقتراحها خلال اجتماع الرياض، والثانية التي اقترحتها موسكو والقاهرة».
وسبق لغاتيلوف أن أبلغ باترسون أن لا مكان لتنظيمي حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جيش الإسلام» في قائمة المعارضة السورية، واصفاً إياهما بـ«الإرهابيين». وتصر واشنطن على تمثيل هذين الفصيلين بوصفهما جزءاً من مؤتمر الرياض للمعارضة السورية و«الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عنها. وبحسب تقارير اقترح الدبلوماسيون الروس على نظرائهم الأميركيين خلال اجتماع جنيف، إما تشكيل وفد ثالث، أو إدماج قائمة من 15 اسم من المعارضين ضمن الوفد المعارض بالاشتراك مع من يسميه مؤتمر الرياض. ومن بين الأسماء التي اقترحها الروس، هيثم مناع وآسيا عثمان عن مجلس سورية الديمقراطية، والرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، وكل من قدري جميل ومازن مغربية عن جبهة «التحرير والتغيير»، وفاتح جاموس القيادي في «تيار الطريق السلمي» أحد مكونات الجبهة، وغيرهم.
وبين اجتماعي جينف وزيوريخ جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، تطرق إلى سبل إيجاد حل سلمي للأزمتين السورية والأوكرانية.
وناقش الرئيسان «الدعم الذي توليه الأمم المتحدة لعقد لقاء بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية، وفقاً للقرار الدولي (2254)». وطالب بوتين أوباما بـ«تشكيل تحالف واسع من أجل محاربة داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى» و«الإسراع في إعداد «قائمة التشكيلات الإرهابية» في سورية، وأعرب عن رفضه سياسة الكيل بمكيالين عند تأهيل أو مساعدة هذه المجموعة أو تلك.
ويبدو أن واشنطن أقرب إلى تطعيم وفد الرياض، بأسماء من القائمة الروسية. وسبق للدبلوماسية الأميركية أن أعربت عن تحفظين على البيان الختامي الصادر عن مؤتمر الرياض الذي انعقد في الثلث الأول من الشهر الماضي. كما أن الولايات المتحدة وعلى الرغم من دعمها «الهيئة العليا للمفاوضات»، وافقت في القرار الدولي (2254) على مشاركة ممثلين عن منتدى موسكو واجتماع القاهرة للمعارضة السورية في الوفد المعارض إلى جانب ممثلين عن مؤتمر الرياض.
وتأكيداً على عدم ممانعتها مشاركة معارضين من غير المحسوبين على مؤتمر الرياض، في مفاوضات جنيف، التقى المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني رئيس «مجلس سورية الديمقراطية» هيثم مناع، ومؤسس المنبر الديمقراطي سمير عيطة وممثلين عن المجتمع المدني في سورية وغيرهم، في كل من باريس وجنيف. وتسربت تقارير عن طرح الدبلوماسية الأميركية توسيع الوفد المعارض في جلسات المفاوضات التالية للجلسة الافتتاحية التي يحشد المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الجهود لعقدها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وبالعودة إلى جولة كيري، فإن الوزير الأميركي سيصل إلى الرياض، في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بعد المشاركة في «منتدى دافوس الاقتصادي العالمي»، وكان التقى كيري أمس نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة النمساوية فيينا.
وسيلتقي كيري في العاصمة السعودية كبار المسؤولين السعوديين ونظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي «لمناقشة مسائل ثنائية وإقليمية» بحسب وزارة الخارجية الأميركية. وسيحاول كيري، الذي أكد له نظيره السعودي عادل الجبير خلال اجتماعهما في لندن أمس الأول أن التوتر مع إيران لن يؤثر في مفاوضات سورية، أن يروج للسعوديين ما سيتوصل إليه في محادثاتها مع لافروف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن