رياضة

على قلق.. نوغل بالأمل!

| غسان شمه

بداية لا بد من الإشارة إلى نقطتين أساسيتين تتعالقان في الحديث عن مباراة منتخبنا الأول مع نظيره الكوري الديمقراطي وفوزه بهدف دون رد في مفتتح التصفيات الآسيومونديالية..

الأولى تتعلق بأهمية الفوز، الذي لا جدال في أهميته، في هذه الانطلاقة، على المستوى المعنوي وهذا الأمر الطبيعي الذي نتفق عليه جميعاً.. والثانية تتعلق بالأداء والمستوى الفني الذي ترك وراءه أسئلة برسم القلق ورفع إشارات التعجب والاستغراب، حتى لو كان هذا نمط المدرب وأسلوبه، كما أشار البعض، ذلك أن مستوى الخصم كان من التواضع بحيث أخفق بتحقيق ما سعى إليه وخاصة في الشوط الثاني الذي وقف فيه الحظ إلى جانب منتخبنا مع خصم يمتلك روحاً معنوية عالية ستكون حاضرة وبقوة على أرضه ما قد يجعل أفضليته مرجحة، وهذا ما يجب أن يدركه المدرب الذي ما زال، على ما يبدو لنا، في طور التجريب..

الأخطاء «المعهودة» في خطي الدفاع والوسط ما زالت على حالها بنسبة ليست قليلة، ولو كان خط هجوم المنتخب الكوري أفضل حالاً، كما اتضح ورأى الجميع، لكان الإحراج أكبر بكثير في الشوط الثاني.. وبعض خيارات اللاعبين، بغض النظر عن سببها، ما زالت تثير الكثير من الأسئلة لأن تجريبهم زاد عن حده كما نعتقد، وبالتالي فبعض المشكلات الفنية لم يتم تجاوزها..

الفوز هو الأهم، كما قلنا في البداية ولكنه ليس كل شيء فالمنتخب الكوري سيلعب على أرضه إياباً وبالتالي فهو يمتلك أفضلية يمكن أن تسبب لمنتخبنا مشكلة حقيقية على صعيد الترتيب النهائي، وهذا ما نعرفه ويعرفه الجهاز الفني، لأن المنتخب الياباني هو المرشح الأكبر للصدارة من حيث المنطق اليوم..

وهنا نصل إلى المواجهة المقبلة مع الساموراي الذي لا يحتاج إلى تقديم أو توصيف، وخاصة بعد نتائجه الأخيرة في الوديات مع منتخبات كبيرة. كما أن نتائج مواجهات منتخبنا معه خلال السنوات القليلة الماضية تؤكد مشروعية الحذر والتخوف الذي نشعر به جميعاً، وهي مواجهة صعبة، بل نارية، خاصة بالنسبة للنسور المطالبين بإثبات الوجود بعد مسيرة مؤلمة من التواضع، في المستوى الفني والأداء، في أكثر من مناسبة خلال الفترة الماضية، وتشكيك متواصل في مقدرة المنتخب والجهاز الفني بالخروج من عنق الزجاجة.. فهل يكون الفوز على الكوري يمثل بداية جديدة نتمناها؟

أعود للعنوان وأنتهي إلى القول: على قلق نوغل بالأمل.. ونرجو ألا يكون ذلك بالوهم..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن