أسدلت الستارة عن مباريات الجولة الرابعة من ذهاب سلة المحترفين عبر أربعة لقاءات كانت في قمة الإثارة والندية وحفلت بالحضور الجماهيري الأخاذ والكبير الذي ملأ مدرجات صالاتنا إضافة لحضور اللاعب الأجنبي الذي كان له الفضل الكبير في إضفاء نكهة تنافسية خاصة على مجمل اللقاءات.
نتائج الجولة جاءت غريبة عجيبة وحملت في مجرياتها الكثير من التقلبات بمجريات اللقاءات فالفوز انتقل من فريق لآخر والفوارق الرقمية تقلصت ومنحت الفرق الأخرى حق التقدم، خسارة الأهلي أمام الجلاء تركت الكثير من إشارات الاستفهام والاستغراب وخاصة أنها أتت بعد فوزه المثير في دوري غرب آسيا وصل على النفط العراقي ما جعل أسهمه ترتفع بالفوز لكن هذه الخسارة أكدت بالدليل القاطع أن فرقنا لا تعرف شيئاً عن الثبات بالمستوى، فمن يلعب بأداء جيد اليوم نراه غداً بأداء هزيل وعقيم، وهذه الخسارة أكدت أن أزرق الشهباء هذا الموسم قادم بقوة نحو المنافسة وأثبت مدربه الخبير عبود شكور كيف يفك شيفرة مدرب الأهلي ويتعامل معها بكل احترافية، على حين أن مدرب الأهلي لم يتمكن من استغلال القدرات الفنية الخارقة لمحترفيه وبدلاً من إراحته في بعض مراحل اللقاء وضع تحت مسؤولية عالية واللعب لمدة أربعين دقيقة على عكس مدرب الجلاء الذي عمد بخبرة إلى إراحة محترفه رغم تقدم فريقه ومنحه ثقة زائدة وعاد وأشركه بالوقت والظرف المناسبين لتكتب النهاية السعيدة للجلاء الذي انتزع مركز الوصافة من الأهلي عن جدارة واستحقاق.
فوز الوحدة الباهت على جاره الجيش لم يكن مستغرباً قياساً للفوارق الفنية بين الفريقين، فالجيش شارك بتشكيلة وطنية بحتة من دون أي لاعب أجنبي وبمجموعة من اللاعبين الشبان لكن مدرب الفريق هيثم جميل نجح في خلق حالة من التناغم والانسجام بين هؤلاء اللاعبين استطاع قدر الإمكان أن يحد من خطورة لاعبي الوحدة الذي يضم أفضل اللاعبين المحليين والمحترفين ويعيش حالة من الاستقرار الفني منذ ثلاثة أشهر ومع ذلك لم يقدم الوحدة المستوى المطلوب منه كفريق متصدر ومنافس بقوة على اللقبين على حين أن فريق الجيش كان جيداً وقدم مستوى مقبولاً قياساً إلى الإمكانات الفنية التي يملكها.
على حين أن خسارة الكرامة على أرضه وبين جمهوره أمام النواعير لم تكن متوقعة بعدما استعاد الكرامة نغمة الفوز بعد خسارته الأولى أمام الوحدة، لكن النواعير عرف كيف يخطف نقاط الفوز ويحقق انتصاراً هو بأمس الحاجة له بعد خسارتين أمام أهلي حلب والجلاء، وهذه الخسارة وضعت الكرامة تحت مسؤولية التعويض وخاصة أن الفريق يضم بين صفوفه خيرة اللاعبين المحليين والأجانب، ويبدو أن الفريق سيكون له شأن آخر في اللقاءات القادمة.
بالمقابل الحرية عرف كيف يشكل حضوراً قوياً ويخطف نقاط الفوز من مستضيفه الوثبة الذي لم يذق طعم الفوز حتى الآن ليؤكد الحرية أن الخسارة والأداء المتواضع لم يعودا موجودين بقاموسه بعد الأداء الكبير الذي أولته الإدارة للفريق، بالمقابل الوثبة لم يكن صيداً سهلاً لكن النهايات لم تكن سعيدة له رغم أن أداءه بدأ يشهد تصاعداً ملحوظاً من مرحلة لأخرى، ومن المتوقع أن يكون الفريق في المراحل القادمة أفضل على صعيد النتائج الرقمية بعدما بدأ يشعر بأن أقدامه بدأت تهتز في المنطقة الخطرة وهو بحاجة لتحقيق أي فوز جديد يعيد تقديم نفسه أمام من بقي من جمهوره وعشاقه.
هذه النتائج تضعنا أمام مجريات مثيرة ومباريات قوية في المراحل القادمة.