حلب ترمم أكثر من ٦٢ بالمئة من مخابزها المتضررة من الزلزال بخبرات محلية … مدير المخابز: الخطوط الجديدة ستؤثر إيجاباً في جودة رغيف الخبز
| حلب- خالد زنكلو
شكل زلزال ٦ شباط الماضي، الذي ضرب حلب ومحافظات سورية أخرى، فرصة سانحة لتحديث البنية التحتية وخطوط الإنتاج القديمة وبخبرات محلية في مخابز حلب، التي تضررت بسببه، الأمر الذي انعكس على جودة رغيف الخبز، لتصح مقولة «رب ضارة نافعة».
وأوضح مدير مخابز حلب جميل شعشاعة أن أضراراً لحقت بمخابز المديرية بسبب الزلزال، سواء في البنية التحتية أم المعدات «وجرى التواصل مع الإدارة العامة ضمن خطة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبالتعاون مع المنظمات الدولية، وجرى البدء بدراسة وتأهيل عدد من الأفران، وبوشر بإعادة تأهيل عدد من المخابز في المدينة والريف».
واستهل شعشاعة حديثه لـ«الوطن» عن بداية وقوع الزلزال «حيث استنفرنا كادر المؤسسة، على الرغم من الإمكانات الضعيفة، وقال: استطعنا تأمين أكثر من ٣٠٠ ألف ربطة خبز يومياً، وزعت مجاناً على مراكز الإيواء المعتمدة من غرفة عمليات محافظة حلب، وعلى مدار أكثر من شهر، بما في ذلك ريف حلب الشرقي».
وذكر أن بداية عهد المديرية بتأهيل أضرار الزلزال في مخابزها « كانت بمخبز الشهباء الجديدة ومخبز كفر حمرة ومخبز الزبدية، بالتوازي مع مخبزي الخفسة وتل عرن في الريف الشرقي، وبعد ذلك مخبز حلب الجديدة والأعظمية في المدينة مع مخبزي تل رفعت ودير حافر شمال وشرق حلب، وأخيراً مخبز نبل بريف المحافظة الشمالي، وهو الوحيد الذي مولت المؤسسة تأهيله ولم تتدخل المنظمات لوقوعه بالقرب من خطوط تماس الجبهات، كما جرى إعادة تأهيل بيت النار في مخبز جامعة حلب، والانتهاء من تأهيل المخابز جميعاً».
ولفت إلى أنه يجري العمل حالياً على إعادة إعمار نصف صالة مخبز هنانو «والذي دمر الإرهابيون صالته الرئيسية بالكامل، مع ترميم ما دمره الزلزال، وسيتم تزويده بخط إنتاج جديد حتى نهاية العام، ضمن خطة ٢٠٢٣».
وعن باقي أجندة خطة العام الجاري، أكد مدير مخابز حلب أنه «ستجرى أعمال ترميم البنى التحتية لمخبز السفيرة، وبدأنا بترميم أضرار الزلزال في مخبز حريتان، إذ لدينا دراسة جديدة على مستوى المحافظة لتشغيله عبر منظومة الطاقة الشمسية (الهجينة) وتزويده بخط إنتاج جديد ثانٍ، كما تشمل الخطة أيضاً تأهيل مخبز الرازي بالكامل وتزويده بخط إنتاج جديد ثانٍ».
وتابع: «ضمن خطة ٢٠٢٣ سننتهي من تأهيل ٢٠ من أصل ٣٢ مخبزاً وبنسبة 62.5 بالمئة من مخابز حلب، مع افتتاح مخبز جديد، وسنلبي حتى نهاية العام الجاري حاجة الأهالي للخبز بمنطقة أبو جبار شرقي حلب، حيث افتتحنا مخبزاً جديداً وخط إنتاج جديداً باستطاعة ١٢ طناً يومياً، وسيوضع في الخدمة خلال أيام قليلة بعد تشغيله تجريبياً».
أما عن خطة العام ٢٠٢٤، أشار شعشاعة إلى أن المديرية تواصلت مع الإدارة والمنظمات «لتفعيل بقية المخابز الـ١٢ المتضررة بالزلزال، مثل مسكنة وأبو جرين وفجدان في ريف المحافظة الشرقي، والتي ستؤهل بالكامل مع خطوط إنتاج جديدة وتوسعة، نظرا لحاجة الأهالي، بالإضافة إلى خط إنتاج جديد في مخابز حلب الجديدة والراموسة والجامعة، واستبدال ٣ خطوط إنتاج في مخبز السفيرة وخطين في مخبز قاضي عسكر وعزل سقف مخبز الصاخور، ويفترض انتهاء تأهيل بقية المخابز المتضررة بالزلزال خلال النصف الأول من العام القادم، وهذا عائد لبرنامج المنظمات الممولة».
ونوه شعشاعة بأنه في فترة الحرب «كان يعمل في حلب ٨ مخابز من أصل ٥٠ مخبزاً، وبعد تحريرها من الإرهاب مباشرة تم تأهيل عدد من المخابز ووضعها في الخدمة بشكل إسعافي ليصبح العدد ١٦ مخبزاً، ويبلغ عدد المخابز في حلب حالياً ٣٢ مخبزاً سيضاف إليها خلال أيام مخبز أبو جبار».
وفيما يخص «الفوائد» المتأتية من تبعات الزلزال، كشف أن الأفران «كانت تعمل ضمن الإمكانات المتاحة بخطوط إنتاج قديمة، إلا أن حلول الخطوط الجديدة محلها سيؤثر إيجاباً في جودة رغيف الخبز، إذ إن جودة الخبز تتعلق بالآلات الحديثة والخبرة والمادة الأساسية التي هي الدقيق، ومع التأهيل ساهمنا بالمعدات الحديثة مع توافر الخبرة، ما أدى إلى تحسين جودة الرغيف.
وأشاد بخطوط الإنتاج التي ركبت خلال الفترة الماضية اللاحقة للزلزال بتمويل من المنظمات في جميع المخابز «فهي مصنوعة محليا ومؤهلة بخبرات محلية وفق أحدث المواصفات، ولاسيما في مدينة الشيخ نجار الصناعية، على الرغم من ظروف الحصار، الأمر الذي ساعد في اختصار الوقت والجهد في ظل صعوبات الاستيراد».
ولفت مدير مخابز حلب إلى أن الزلزال شكل فرصاً وتحديات أمام المديرية لتذليل التكنولوجيا في خدمة العملية الإنتاجية «فالخطوط القديمة تعتمد على العمل الميكانيكي، لكن أدخلنا تجهيزات حديثة وصار باستطاعة عامل المخبز تسريع أي خط أو إبطاؤه، بما يخدم نوعية الرغيف والعملية الإنتاجية، التي أدخلنا عليها ما يسمى «شيلر» لتزويد العجين بالماء البارد، الذي له أثر جيد صيفاً مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث يصعب العجين إن لم يكن الماء بارداً، ولتواكب نسبة كبيرة من المخابز التكنولوجيا خدمة لها».