شؤون محلية

فحص 6 آلاف طفل منذ انطلاق البرنامج الوطني للكشف المبكر عن نقص السمع … طرابيشي:48 مركزاً تقوم بعمليات المسح في جميع المحافظات … إحالة 30 طفلاً للتشخيص منهم 3 أطفال بحاجة إلى معالجة

| محمود الصالح

كشفت مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة رزان طرابيشي عن استمرار برنامج الكشف المبكر لنقص السمع في جميع الأراضي السورية، إذ شملت عمليات اختبار البث الصوتي منذ انطلاق البرنامج في بداية آب الماضي وحتى الآن 6064 طفلاً حديث الولادة من خلال الفرق الوطنية التي تنتشر في 48 مركزاً صحياً في جميع المحافظات.

وأكدت مديرة الرعاية الصحية الأولية في تصريح لــ«الوطن» أن الكشف المبكر لنقص السمع يضمن التطور الطبيعي للطفل، لأن نقص السمع هو السبب الأبرز لعدم تطور الكلام عند الطفل، وأضافت طرابيشي: إنه يمكن كشف نقص السمع منذ الولادة ببساطة من خلال اختبار المسح السمعي، وإن الكشف على الطفل سهل وآمن وغير مؤلم ومتوفر ومجاني على مساحة الجغرافيا السورية.

وشددت مديرة الرعاية الصحية الأولية على أهمية إجراء المسح السمعي لجميع الأطفال قبل بلوغهم الشهر الأول من العمر، وتقدم خدمات التدخل المبكر مجاناً لجميع المواليد الجدد الذين يجرون اختبار المسح السمعي قبل عمر الشهر.

وأوضحت طرابيشي أن برنامج الكشف والتدخل المبكر يعتمد على بروتوكولات طبية موثوقة وفق المعايير العالمية، كذلك فإن الاختبارات السمعية قادرة أن تشخص نقص السمع بشكل دقيق قبل الشهر الثالث من العمر، والمسح السمعي هو إجراء بسيط واختبار دقيق، والنتيجة الإيجابية تعطي الاطمئنان للأهل عن حالة طفلهم السمعية، أما النتيجة السلبية فهي لا تؤكد وجود نقص السمع ولكن تقتضي تحويل الطفل لإجراء التشخيص.

وعن الحالات التي تم تحويلها إلى الاستقصاء بعد إجراء المسح أوضحت مديرة الرعاية أن من بين الحالات التي أجري لها المسح إحالة 30 طفلاً للتشخيص، وهناك 7 أطفال تمت إحالتهم من التشخيص للتدبير.

وعن إمكانية زراعة الحلزون أو إجراء التدبير الصحي المطلوب لمن تقتضي حالته ذلك بينت طرابيشي أن هذه الإمكانية متاحة لمن يدخل في البرنامج، أي إنه يجري الكشف قبل عمر شهر والتشخيص قبل عمر ثلاثة أشهر، ويحال للتدبير والتأهيل والتدخل، ويراجع قبل ستة أشهر وفق البروتوكولات المعتمدة.

وأضافت طرابيشي: إنه يكفي أن يصطحب أحد الوالدين طفلهما الحديث الولادة إلى مركز المسح السمعي قبل عمر الشهر ليحصل على كل خدمات التدخل- في حال الحاجة- مجاناً، ويكون التدخل الطبي لحديثي الولادة- في حال وجود نقص السمع- من خلال استخدام السماعات أو زراعة حلزون، حيث تعتبر عملية زرع الحلزون آمنة ولاسيما إذا أجريت بالعمر المناسب.

جدير بالذكر أن البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة يعد أحد برامج الرعاية الصحية، ويهدف إلى الكشف عن نقص السمع من خلال المسح قبل عمر الشهر والاستقصاء قبل ثلاثة أشهر، ويضع أساساً للعمل المشترك بما يتعلق في تدبير نقص السمع للجهات المعنية بالشأن الصحي من مؤسسات حكومية ومنظمات وجمعيات أهلية، وهو برنامج دائم يتم تقييمه وتطويره بشكل مستمر من أجل تقديم الخدمات بأفضل شكل ممكن.

كما أن القائمين على البرنامج يلتزمون بتقديم خدمات المسح والتشخيص بجودة عالية وفق المعايير المُعتمدة في وزارة الصحة والمتوافقة مع المعايير العالمية، حيث يتم تأمين المسح بشكل مجاني وآمن يمكن من كشف نقص السمع منذ الولادة، وتوفير الخدمة في مراكز مُجهزة منتشرة بمختلف المحافظات ومن كوادر مختصة ومدربة، ويتيح الكشف المبكر عن نقص السمع لحديثي الولادة حصولهم على المساعدة التي يحتاجونها في العامين الأولين من حياتهم، اللذين يعتبران مرحلة أساسية وحرجة في تطوير مهارات الكلام واللغة لديهم، وكلما كان الكشف عن نقص السمع مبكراً كانت البدائل المتاحة لتدبيره والنتائج أفضل.

ويتألف البرنامج من مرحلتين الأولى الكشف المبكر، وذلك من خلال المسح السمعي وهو اختبار بسيط يجب إجراؤه لجميع حديثي الولادة منذ اليوم الأول من عمر الطفل ويحدد وجود أو عدم وجود مشكلة سمعية لديه، ويحال الأطفال الذين لا يجتازون الاختبار لإجراء تقييم سمعي تشخيصي قبل بلوغهم عمر 3 أشهر، إضافة إلى التقييم السمعي التشخيصي بعد إجراء الفحص الطبي للأذن، حيث يتم إجراء مجموعة اختبارات تنفي أو تؤكد وجود نقص سمع وتحدد درجته ونوعه، وهي اختبارات سهلة وغير مؤلمة يتم إجراؤها في مراكز الاستقصاءات السمعية المتخصصة.

وفيما يخص المرحلة الثانية تتضمن التدخل المبكر من خلال وضع جهاز السمع بناء على نوعه ودرجة نقص السمع، ويتم تحديد جهاز السمع المناسب سواء تركيب سماعات أم إجراء عملية زراعة حلزون، ويجب البدء بالتدخل قبل بلوغ الطفل عمر 6 أشهر من خلال المعينات السمعية، ثم التأهيل السمعي اللفظي الذي يساعد الأطفال على تعلم كيفية السمع والتواصل اللفظي بعد استخدام الجهاز السمعي، ويبدأ التأهيل مع الأهل والطفل في حال الكشف عن نقص السمع من خلال خطة فردية تختلف مدتها من طفل لآخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن