بدؤوا جولتهم من بكين ودعوا إلى وقف التهجير القسري.. واليوم في موسكو … وانغ لأعضاء اللجنة الوزارية العربية: الصين تعمل بشكل وثيق لوقف الحرب على غزة
| وكالات
دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس خلال لقائه اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة التحرك الدولي بشأن وضع حد للحرب على غزة، إلى وقف العدوان على القطاع في أقرب وقت، وناقش الجانبان ضرورة وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين العزل، والانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأبرياء والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية، لتجنب وقوع كارثة إنسانية في القطاع.
والتقت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، أمس، في قصر الضيافة بالعاصمة بكين، وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وتضم اللجنة الوزارية التي يرأسها وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، وزراء خارجية فلسطين رياض المالكي، والأردن أيمن الصفدي، ومصر سامح شكري، وإندونيسيا ريتنو مارسودي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
وحسب وكالة «وفا»، أعلن وزير الخارجية الصيني، أمس، أمام وفد يضم وزراء خارجية خمسة دول عربية ومسلمة في بكين أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف «الكارثة الإنسانية» التي تتكشّف في غزة، وقال وانغ في كلمته الافتتاحية: فلنعمل معاً لتهدئة الوضع في غزة سريعاً ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت، مضيفاً إن ثمة كارثة إنسانية تتكشّف في غزة، ومشيراً إلى أن الوضع في غزة يؤثر في كل البلدان في جميع أنحاء العالم ويعيد النظر في مبدأ الخير والشر والمبادئ الأساسية للإنسانية.
وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل ويتخذ إجراءات فعالة لمنع انتشار هذه المأساة، قائلاً: إن الصين صديقة وشقيقة جيدة للدول العربية والإسلامية، ودافعت بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول العربية والإسلامية، كما دعمت بقوة جهود الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومصالحه الوطنية المشروعة.
وأعرب وزير الخارجية الصيني، في وقتٍ سابق، عن تعاطف الصين الشديد مع الفلسطينيين وخصوصاً في قطاع غزة، وقال إن أكثر ما يحتاجه فلسطينيو غزة هو الأمن والغذاء والدواء، لا الحرب والأسلحة والذخيرة، مؤكداً أن الظلم التاريخي ضد فلسطين لا يمكن أن يستمر، وأنّ الصين تعمل حالياً بشكل وثيق مع جميع الأطراف لتعزيز وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
من جانبه، شدد وزير الخارجية السعودي، على وجوب إيقاف الحرب على غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية دخول الكوادر الإغاثية بشكل فوري، مؤكداً أهمية تجنب المزيد من قتل المدنيين، ومطالباً بتحرك دولي فاعل للتعامل مع الأزمة والتصدي لجميع الانتهاكات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومخالفتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وأعرب فيصل بن فرحان عن تقدير اللجنة العربية الإسلامية لما صدر عن مجلس الأمن من قرار خلال الرئاسة الصينية بشأن الأزمة في غزة، قائلاً: رغم ذلك لا نزال ننتظر المزيد من الجهود، والمزيد من التعاون، ونطمح إلى التعاون مع أصدقائنا في الصين وكل الدول التي تتحلى بمسؤولية وتقدر خطورة الموقف للعمل على إنهاء الأزمة في غزة بأسرع وقت ممكن.
من جهته، قال وزير الخارجية الفلسطيني، إن اللجنة الوزارية تتحدث اليوم مع الصين وكل الدول حول الجريمة الفظيعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس الشرقية.
وأضاف المالكي: إن إسرائيل تقود حرباً ضد مفهوم «حل الدولتين»، وتقرير المصير، والحرية والاستقلال، والوجود الفلسطيني على أرض دولة فلسطين، مشيراً إلى أن الاحتلال يرتكب كل أشكال وأنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها قطع المياه والكهرباء ومنع حرية التنقل والحركة والعيش الكريم وقتل كل ما يتحرك في قطاع غزة، وأيضاً الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
كما ناقشت اللجنة الوزارية مع وزير الخارجية الصيني، أهمية وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين العزل، والانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأبرياء والمنشآت الحيوية، ومنها دور العبادة والمستشفيات، ومراكز الإغاثة والإيواء.
وأكد أعضاء اللجنة الوزارية ضرورة الوقف الفوري للتصعيد العسكري، والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية، لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة.
وشدد أعضاء اللجنة على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، للتحرك باتجاه وقف الانتهاكات الصارخة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الانتهاكات لكل القوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وممارساتها الاستفزازية التي من شأنها عرقلة مسار السلام وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
وفي حين يتجه وزراء خارجية بلدان جامعة الدول العربية ومنظمة «التعاون الإسلامي» اليوم الثلاثاء إلى موسكو، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه من المقرر (اليوم) الثلاثاء في موسكو عقد اجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعدد من وزراء الخارجية في بلدان جامعة الدول العربية ودول منظمة «التعاون الإسلامي»، الذين سيصلون إلى العاصمة الروسية وفقاً للقرار الذي تم اتخاذه في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض لمناقشة الوضع في قطاع غزة.
ويأتي هذا التحرك الرسمي باسم جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار على قطاع غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق سلام دائم وشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، واتخاذ الإجراءات الرادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية، مع تأمين ممرات إغاثية عاجلة لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصر.
ويهدف التحرك أيضاً إلى اتخاذ جميع الإجراءات وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ما يقوم به من انتهاكات سافرة وجرائم في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك.