ثقافة وفن

معرض فني لأعمال خريجي قسم التصوير في صالة الشعب … بريشتهم وألوانهم رسموا أولى خطواتهم على درب مستقبلهم

| مايا سلامي

بريشتهم وألوانهم رسموا أولى خطواتهم على درب مستقبلهم الواعد والمشرق الذي انتظروا لقائه طيلة أربع سنوات خلال دراستهم في كلية الفنون الجميلة التي رفدت موهبتهم وأنضجت أفكارهم وتصوراتهم عن الواقع والحياة فعبروا عنا بلوحات مميزة ومختلفة زينت جدران صالة الشعب بدمشق التي استضافت معرضاً فنياً لخريجي قسم التصوير ظهر يوم الإثنين.

فنانون جدد

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال عميد كلية الفنون الجميلة د. فؤاد دحدوح: «هؤلاء جميعهم طلابي وعلى مدى أربع سنوات وتعاملت معهم كفنانين مهمين فكرياً ليكونوا فنانين جادين في المستقبل القريب، فاشتغلوا ضمن هذا البرنامج وأنتجوا هذا الإنتاج المهم، وأعتقد أن تطورهم سيضيف إلى الحركة التشكيلية فنانين جدداً قادرين أن يلونوا حياتنا بإشراق جديد».

وأكد أن هذا المعرض هو حصاد أربع سنوات، وسيضعهم أمام الخطوة الأولى خارج كلية الفنون الجميلة للدخول إلى عالم الساحة الفنية التشكيلية في سورية.

تعبير قوي

وأوضح رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة د. سائد سلوم أن هذا المعرض جزء من مشاريع التخرج التي تختلف عن المشاريع التمرينية التي يقدمها الطلاب في السنوات الأولى لأن الطالب هنا بات يختار موضوعه وطريقته، وأصبح لديه نضج أسلوبي إلى حد ما فيبدأ أولى خطواته باتجاه الحياة الواقعية.

ونوه إلى وجود تفاوت وتباين في الموضوعات لأن هؤلاء الشباب بدؤوا يتلمسون الواقع والحياة ويتفاعلون معهما بقوة فنلاحظ اندماج العامل الموضوعي الخارجي مع العامل الذاتي للفنان، وبسبب هذا الأمر كان في الأعمال صدق وتعبير فني قوي مرتبط بكل شخص منهم.

مستوى رائع

وقال أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم: «عوّدتنا كلية الفنون الجميلة على تقديم طلاب مميزين في كل عام، وفي هذه السنة كانوا جميعهم على مستوى رائع وقدموا نتائج تنوعت ما بين التعبيري والسريالي والتجريدي والانطباعي وصولاً إلى الكلاسيكي.

وأعرب عن تمنياته بالتوفيق والنجاح لهؤلاء الشباب الصاعدين الذين يسعون لإثبات وجودهم.

مشاعر جميلة

وبينت الخريجة لين طباخة أن «المشاعر في هذا اليوم جميلة جداً وخاصة أن هذا المعرض جاء بعد انقطاعنا لمدة عن أجواء الجامعة المميزة لذلك كنا سعيدين بلقائنا اليوم في هذا المعرض».

وأوضحت أنها شاركت بلوحة من مشروع تخرجها الذي أطلقت عليه عنوان «الوهن»، مشيرة إلى أنها صنعتها بشفافية وقدمتها بلون مائل إلى الأزرق لأنه يعبر عن حالة التعب التي تصورها.

وأكدت أن كلية الفنون أضافت لها الكثير فعندما دخلتها للمرة الأولى اكتشفت أن الموهبة جزء بسيط من التعب والتطور الذي حصلت عليه على مدى أربع سنوات.

الخطوة الأولى

وقال الخريج أوس الزعبي: «هذه أول مشاركة لي في معرض والإحساس اليوم يغلب عليه السعادة والحماس لأنه يمثل الانطلاقة والخطوة الأولى لأي فنان».

وأضاف: «في لوحتي كنت أعمل على حالة العجز التي يمر بها أي فرد يمتلك القوة بسبب الظروف المحيطة به، واستخدمت تقنية الفحم والباستيل وكانت ألواني قاتمة قليلاً لتناسب الحالة التي تحدثت عنها».

وبين أن كلية الفنون الجميلة على مدى السنوات السابقة كانت بمنزلة المنزل لكل الطلاب الذين عاشوا فيها أجمل لحظات حياتهم، كما أنها علمتهم الكثير وصقلت موهبتهم وأضافت لخبراتهم.

خلاصة مرحلة

وأوضح الخريج مجد سوسو أنه عمل في لوحته على موضوع «التفاحة» بعد اطلاعه على الكثير من القصص التاريخية والأساطير التي تحدثت عن التفاح، منوهاً بأنه في هذه اللوحة كان التفاح بمثابة خطيئة ارتكبها شخص حتى غرق.

وكشف أنهم طوال فترة دراستهم في الجامعة كانوا يتدربون ويطورون أنفسهم وأفكارهم تجاه الفن والحياة، ومشروع التخرج كان خلاصة لهذه المرحلة التي مروا بها.

حب الحياة

وقالت الخريجة علا القاسم: «شاركت بالكثير من المعارض في وقت سابق لكن لهذا المعرض أهمية خاصة لأنني أعرف جميع الموجودين فيه وكم الجهد الذي بذلوه حتى وصلوا إلى هذه الصورة النهائية».

وأضافت: «مشروع تخرجي كان بعنوان: «نابلس» قدمت خلاله أعمالاً عن الفرح، فأنا أرى أنه مقابل كل الظلام والموت الذي يخيم على تلك المدينة الفلسطينية هناك أفراح وأعياد ميلاد وأعراس، وهذا ما أردت إيصاله في اللوحة التي عرضتها اليوم أنه على الرغم من كل شيء أسود هناك أناس تحب الحياة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن