خلال قمة استثنائية عبر الفيديو لمجموعة «بريكس» عقدت أمس الثلاثاء بمبادرة من جنوب إفريقيا قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة له تلقت «الوطن» نسخة منها: «في ظل الوضع الراهن، فإن الصوت الداعي إلى العدالة والسلام الذي تطلقه دول بريكس بشأن القضية الفلسطينية شيء ضروري للغاية ويأتي في وقته».
وأعرب الرئيس شي عن انشغال الجانب الصيني الشديد إزاء الصراع في قطاع غزة، وما أسفر عنه من سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين والكارثة الإنسانية، وتوجهه نحو التوسع والامتداد، مشيراً إلى أن الأولوية القصوى الآن هي وقف أطراف الصراع إطلاق النار وإنهاء القتال بشكل فوري، ووقف كل أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين، وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين، تجنباً لخسائر بشرية أفدح، إضافة إلى ضمان السلامة والانسياب لممرات الإغاثة الإنسانية، وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، ووقف العقاب الجماعي ضدهم مثل التهجير القسري وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود، واتخاذ إجراءات عملية للحيلولة دون توسع رقعة الصراع وتأثيره على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وأكد شي أن الصين تدعم القرار بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تم اعتماده في الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، لافتاً أن على كل الأطراف أن تنفذ ما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2712، الذي تم اعتماده تحت رئاسة الصين بصفتها رئيساً دورياً للمجلس للشهر الجاري، على أرض الواقع.
وأشار شي إلى أن السبب الجذري لما وصلت إليه الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية اليوم يرجع إلى تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والبقاء والعودة، وقال: أكدت لعدة مرات أن المخرج الأساسي لكسر دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في تنفيذ «حل الدولتين» واستعادة الحقوق الفلسطينية الوطنية المشروعة وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وأن السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط لا يتحققان من دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأضاف شي إن الجانب الصيني يدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بمصداقية أكثر في أسرع وقت ممكن لبلورة توافق دولي بشأن إحلال السلام والدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أقرب وقت، مؤكداً أن الجانب الصيني يبذل جهوداً للدفع بمفاوضات السلام ووقف إطلاق النار ومنع القتال منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومن أجل تخفيف الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أشار شي إلى أن بلاده قدمت مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة مليوني دولار أميركي عبر السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة، إضافة إلى مواد إنسانية عاجلة بقيمة 15 مليون يوان صيني تشمل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة عبر مصر، مؤكداً أن الصين ستواصل تقديم مساعدات مادية وفقاً لاحتياجات سكان قطاع غزة.
وأشار إلى أن الصين، بصفتها رئيساً دورياً لمجلس الأمن الدولي للشهر الجاري، دفعت المجلس لاعتماد القرار الذي يطالب بتمديد الهدنة الإنسانية والمدة الزمنية للممرات الإنسانية وحماية المدنيين وتنفيذ عمليات الإغاثة الإنسانية وغيرها.
وختم شي بالقول: تعد آلية تعاون «بريكس» منصة مهمة لتعزيز التضامن والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية والحفاظ على مصالحها المشتركة، ونقوم اليوم بتنسيق المواقف واتخاذ الخطوات بشأن القضية الفلسطينية، وذلك من شأنه أن يشكل بداية جيدة لـ«التعاون في إطار بريكس المكبّر» بعد توسيع عضويتها.