سورية

الاحتلال التركي سلّم «الجيش الوطني» جثث مسلحين أرسلهم للقتال في ليبيا … إدارة أردوغان تواصل «التتريك» في شمال سورية اعتماداً على أدوات «ثقافية»

| وكالات

في إطار مواصلة الإدارة التركية سياسة التغيير الديموغرافي والتتريك بدأ معهد «يونس إمره الثقافي» التركي، أمس، تقديم ما وصفه بأنه مساعدات لعدد من المدارس بريف إدلب الشمالي في المناطق الخاضعة لنفوذ تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي مشترطاً تعليم اللغة التركية للطلبة، وذلك بهدف ترسيخ سياسة التتريك في المنطقة.
ونقلت وكالة «نورث برس» الكردية عمن وصفته بالإداري في «مكتب شؤون المنظمات» بـما يسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«النصرة» أن معهد يونس إمره الثقافي التركي عرض تقديم دعم مادي على شكل مبالغ نقدية للعاملين وجوائز متنوعة للطلبة، في المدارس الخاصة والعامة المنتشرة ضمن مخيمات أطمة والبردغلي وكللي وديرحسان.
وأضاف إن المعهد التركي سيقدم الدعم المادي شريطة أن يتم تدريس اللغة التركية بشكل رئيسي للطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 سنوات و12 سنة للجنسين، مستغلاً الأوضاع المعيشية المتردية في مناطق انتشار «النصرة» والفصائل الموالية لأنقرة.
ونهاية الشهر الفائت، أعلن المعهد ذاته، بالاتفاق مع ما يسمى «مجلس تل أبيض المحلي» الذي تديره قوات الاحتلال التركي شمال الرقة، تقديم سلة غذائية لكل عائلة في مدينة تل ابيض وريفها تسجل أبناءها في المراكز المعتمدة لتعليم الثقافة واللغة التركية.
ويعد معهد «يونس إمره الثقافي»، الأداة الرئيسة لتركيا لنشر لغتها في الخارج، وفي آب الماضي، افتتح فرعاً في مناطق تنتشر فيها فصائل أنقرة بريف حلب في حملة تستهدف تعليم اللغة التركية لـ300 ألف طفل.
وأشار المصدر «الإداري» إلى أن عدد المدارس التي قبلت بهذه الشروط ضمن مخيمات شمال إدلب تجاوز الـ23 مدرسة في الوقت الحالي، حيث استلمت الدعم المادي وبدأت توزيعه أمس الثلاثاء.
من جهة ثانية، سلّمت السلطات التركية، خمس جثث لمسلحين فيما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، كانت قد أرسلتهم قوات الاحتلال التركي إلى ليبيا في أوقات سابقة للقتال في صفوف جماعات مسلحة تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي، وذلك في إطار أجندات الإدارة التركية التوسعية اعتماداً على تنظيمات مسلحة وجماعات تشاركها الفكر الإخواني.
وأرسلت الإدارة التركية عام 2019 مئات المسلحين من فصائل مسلحة موالية في شمال سورية للقتال في ليبيا، وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية في مقال آنذاك، إن «نحو ألفين من المقاتلين السوريين ينشطون داخل وحدات أبرزها وحدة أطلق عليها اسم عمر المختار».
ونقلت «نورث برس» عن مصدر مما يسمى فصيل «السلطان سليمان شاه» المعروف بـ«العمشات» الموالي للاحتلال التركي أن القوات التركية نقلت مساء أول من أمس، عبر معبر «الحمام» الحدودي خمس جثث تعود اثنتين منها لمسلحي فصيل «العمشات» وثلاث لما يسمى «فيلق الشام» الموالي كذلك للاحتلال التركي، وذلك إلى أحد مقاره ببلدة الشيخ حديد بريف عفرين المحتلة، حيث جرى دفنها فجر أمس الثلاثاء.
وأضاف إن ذوي القتلى لاحظوا عند تكفين الجثث أنها متفسخة بشكل كبير رغم وضعها في ثلاجات، ما ينفي الادعاءات التركية حول كونهم قتلوا بمخلفات حرب في ليبيا.
ووفق متزعم في فصيل «محمد الفاتح»، فإن الجثث التي تم تسليمها خلال العام الجاري من ليبيا، لا تعود لأي معارك حالية وإنما هي لمن قتلوا في ليبيا وتم إخفاء عددهم وبياناتهم، ليتم تسليمهم على دفعات «تجنباً للغضب الشعبي» ضد جيش الاحتلال التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن