الاحتلال واصل لليوم الـ 45 عدوانه على غزة ودمر المنازل وقصف المستشفيات والمدارس … دفن 60 شهيداً داخل أروقة «الإندونيسي».. و65 جثة في ساحته وبين أقسامه
| وكالات
لليوم الـ46 على التوالي واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على منازل المواطنين والمستشفيات والمدارس التي تؤوي نازحين في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، في وقت لا تزال 50 جثة شهيد في ساحة المستشفى الإندونيسي و15 بين الأقسام، في حين تم دفن 60 جثة داخل أروقته.
ونقلت قناة «الميادين» عن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن الاحتلال الإسرائيلي «يقصف مستشفى الشفاء ويدمر أجزاء منه، فيما يُحاصر مستشفى غسل الكلى الوحيد في غزة لليوم الثاني، ويتمركز في ساحته».
وأضاف القدرة، في تصريح صحفي، إن «الاحتلال يصعّد أيضاً ضد المستشفى الإندونيسي حيث تتمركز آلياته في محيطه، ويزوّر أدلة لإثبات ادعاءاته»، مشيراً إلى إجلاء نحو 120 شخصاً من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى ناصر، وإنه ما زال هناك 400 جريح و2000 نازح و200 طبيب وفني في المستشفى.
وطالب القدرة بتوفير ممر آمن لإخراج مئات الجرحى ودخول الاحتياجات والوفود الطبية إلى قطاع غزة، مشدداً على أن «مستشفيات شمال غزة خرجت عن الخدمة تماماً»، في حين أن «نسبة الإشغال في مستشفيات غزة تصل إلى 190 بالمئة»، لافتاً إلى استشهاد 17 على الأقل من عائلة الدكتور عبد اللطيف الحاج في قصف استهدف منزله بمخيم النصيرات.
بدوره، أفاد مدير وزارة الصحة الفلسطينية بأن «الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي، فيما هناك 50 شهيداً في ساحة المستشفى، و15 بين الأقسام»، لافتاً إلى أن «هناك أيضاً 650 مصاباً في المستشفى الإندونيسي يحتاجون إلى عمليات جراحية فوراً».
وأكدت «الميادين» ارتقاء شهداء وإصابة عدد من الفلسطينيين بجروح في باحة المستشفى الإندونيسي جراء استهداف الاحتلال، لافتة إلى أن «60 جثة تم دفنها داخل أروقته بسبب تعذر الخروج منه».
في غضون ذلك، واصل الاحتلال قصف منازل المواطنين في غزة، إذ قصف وفق «الميادين» عدداً من المنازل في بيت لاهيا شمال غزة، في حين ارتقى 25 شهيداً وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال منزلين منفصلين بمخيم النصيرات، فيما استهدفت طائرات الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة غزة.
وكالة «وفا» الفلسطينية من جهتها ذكرت أن 20 مواطناً غالبيتهم من النساء والأطفال، استشهدوا، وأصيب آخرون في غارتين شنهما الطيران الحربي الإسرائيلي على مدرسة مخيم البريج وسط القطاع.
وقالت: إن طواقم الإسعاف والمواطنين نقلوا 20 شهيداً وعشرات الجرحى من داخل المدرسة التي تعرضت لقصف بصاروخين على الأقل، وتؤوي آلاف النازحين، إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
كما استشهد 19 مواطنا، وجرح آخرون، إثر استهداف الاحتلال منزلاً في حي الشجاعية شرقاً، حيث تم نقل عدد منهم للمستشفى المعمداني في حين لا زالت أعداد منهم تحت الركام.
وشن طيران الاحتلال غارات على منزل في حي الدرج، و3 منازل أخرى في حي الصبرة وسط غزة، ما أدى إلى استشهاد 15 مواطناً، فيما دمرت الطائرات 10 منازل على الأقل في حي الزيتون، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين.
كما قصفت مدفعية الاحتلال منزل مراسل وكالة «وفا» خضر الزعنون، ما أدى لإصابة عدد من أفراد عائلته بجروح، وتدمير المنزل واحتراقة بالكامل.
وفي حي الشجاعية، قصفت الطائرات 3 منازل، ما أدى لاستشهاد 5 مواطنين على الأقل، وإصابة آخرين، فيما استهدف القصف 6 منازل في مخيم جباليا شمال القطاع، تحديداً في منطقة الترنس وبئر النعجة، وأدى لاستشهاد 4 مواطنين، وإصابة آخرين تم نقلهم إلى المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا.
وقبل ذلك نقلت «وفا» عن مصادر طبية أن 80 شهيداً وعشرات الجرحى وصلوا إلى مستشفى كمال عدوان شمال القطاع صباح أمس بعد سلسلة غارات نفذتها طائرات الاحتلال على منازل المواطنين شمال غزة.
على خط موازٍ، قالت منظمة الصحة العالمية أمس إن ثلاثة مستشفيات في شمال قطاع غزة طلبت المساعدة في إجلاء المرضى، مضيفة حسب وكالة «رويترز» إن الخطط بدأت لتلبية الطلب كما عبّرت عن أسفها لأن القيام بذلك سيحرم المرضى من المستشفيات التي تمثل طوق نجاة لهم.
وقال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي بجنيف «نحن ننظر الآن إلى ثلاثة مستشفيات في شمال القطاع طلبت الإخلاء، ولكن السؤال المهم هنا، إلى أين سيذهبون؟ لا يوجد مكان آمن»، مضيفاً إن المستشفيات بالجنوب ممتلئة بالكامل وتعاني عجزاً، وأردف إن طاقم المستشفى هم من تقدموا بهذا الطلب خوفاً على حياتهم.
وأضاف «هذا يعني أن الوضع على أرض الواقع أصبح خطيراً للغاية لدرجة أن الخيار الوحيد الذي تبقى لهم هو مواجهة الموت المحتم حيث تتعرض المستشفيات لهجوم… ويعد حرمان الناس من الرعاية الصحية بمثابة حرمانهم من ملاذهم الأخير وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية. وهذا ما يحدث في الوقت الراهن».
وأوضح أن المستشفيات الثلاثة هي مستشفى الشفاء، الذي تم إنقاذ مجموعة من الأطفال منه، والمستشفى الإندونيسي والمستشفى الأهلي. وأضاف «حتى الآن ما زال الأمر في مراحل التخطيط ولا يوجد المزيد من التفاصيل»، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب تنسيقاً وثيقاً مع أطراف ما سماه «الصراع» لضمان عدم تعرض القافلة لإطلاق نار كما حدث للصليب الأحمر الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود الطبية الفرنسية الخيرية.