الأمير والحوت الزهري… قصة بألوان الطفولة المزهرة … مغامرات ودروس وقيم سامية… ماذا تعلمنا قصص الصغار؟
| مصعب أيوب
/الأمير والحوت الزهري/ كتاب جديد للكاتب أمين الساطي يحكي فيه قصة أمير صغير بلغ الـ11 من عمره، وبعد أن انتهى حفل عيد ميلاده وروى له والده بعض القصص عن الحيتان وما تقوم به وكيف تسير حياتها فأصبح عنده بعض الفضول لمعرفة تفاصيل أكثر حول ذلك، فتسلل ليلاً من فراشه وتوجه إلى البحر بوساطة أحد الأحصنة ليكتشف خفايا وخبايا كثيرة كان يجهلها، وليدرك أن البحارة لا يهمهم موت الحيتان، وما يعنيهم فقط النقود وأنهم إذا استمروا على هذا الحال فإنهم سيقضون على كل الحيتان في البحار، فأخذ الأمير الصغير على عاتقه مهمة تنبيه الحيتان وإيجاد حل لذاك الأمر، إضافة إلى أنه خاض بعض المغامرات في رحلته التي انتهت بعودته إلى منزله معتذراً لوالده عن مغادرته المنزل خلسةً ويعطيه وعداً بألا يغادر المنزل ثانيةً من دون استئذان عائلته.
حواس جيدة
نوه الساطي في كتابه بأن جميع الحيوانات تمتلك حواس جيدة وربما تتفوق على البشر في بعض الأحيان، ولكن لعدم امتلاك العقل والقدرة على النطق فإنها لا تستطيع التعبير كالبشر فاستعرض في أحد الحوارات ما جرى بين الأمير الصغير والحصان: أجابه الأمير: هل تستطيع الأحصنة التكلم مثل البشر؟
فهز الحصان رأسه قائلاً: نعم أنا اسمي برونو، ولقد تعلمت لغة البشر منذ صغري من صاحب المزرعة، فسأله الأمير إلى أين أنت ذاهب؟
أجابه الحضان: إني أبحث عن عمل لأتمكن من إطعام زوجتي وابني المهر الصغير، فسأله الأمير: هل يمكنك أن تركبني على ظهرك وأعطيك قطعة ذهبية؟
فأجابه الحصان: أنتم البشر تعتقدون أنه يمكنكم أن تحصلوا على كل شيء بالنقود، ولكن نعم سآخذ القطعة الذهبية لأني بحاجة إليها من أجل عائلتي.
صفات نبيلة
كما استعان الساطي في تصميم الكتاب بإدراج بعض الصور والرسومات التي نفذها حفيده حسبما أشار في غلاف الكتاب لتجسد ما تحويه السطور لجعلها أقرب إلى عقل الطفل وأسهل للأذهان ولتبقى راسخة في العقل إلى أطول وقت ممكن، علاوة على أنه قدم صوراً لطيفة لبعض الحيوانات تسهم في تغيير نظرتنا نحوهم وتساعدنا في معاملتهم معاملة جميلة وحسنة، وربما نستفيد منهم ونتعلم بعض الدروس، فراح الأمير الصغير يسأل نفسه: إذا كانت للخيول الجميلة هذه الصفات النبيلة، فلماذا يعاملها البشر بهذه القسوة؟ على الإنسان أن يتعلم الإخلاص والثقة، وأن يتوقف عن استغلال الحيوانات لمصلحته الخاصة.
جسور تواصلية
عمد المؤلف إلى تبسيط الحوارات والكلمات وتحفيز الخيال من أجل أن يتلاءم المحتوى مع ذائقة الطفل الجمالية والمعرفية، فاستخدم صوراً متكررة لإثارة مدركات الطفل، وبنى جسوراً تواصلية مع عقل الطفل ووجدانه، بحيث ابتعد عن الخطابة والمباشرة والتقريرية، كما أنه لم ينس الجماليات المعرفية واللغوية، فترك للطفل الحرية في فهم المحتوى وقراءته، فيقول: اقتربت الزوارق الصغيرة، وعليها البحارة المجرمون، ولقد أمسك بعضهم برمح طويل في يده مربوط بحبل إلى جسم الزورق، حتى إذا رمى السهم على جسم الحوت وانغرز في لحمه، شده الحبل المربوط بالقارب، ومنعه من الحركة، حتى يخرج الدم من جسمه ويموت.
كما باتت القصة لدى الطفل لوحة فنية مضيئة بقفلة محكمة فيها الكثير من العبر والفوائد، وهو ما يؤكد معرفة الساطي بأسرار الأسلوب الناجح ويشير إلى استخدامه الكلمات البسيطة والسلسة التي تتسلل إلى ذهن الطفل من خلال العبارات المتقنة والحيوية والمزج بين الصورة والحركة في تصوير الحدث.
بطاقة تعريفية
أمين الساطي كاتب سوري مواليد دمشق 1941 تخرج في جامعة ولاية أوكلاهوما 1965 وعمل مهندساً مدنياً في ديترويت، ومن ثم عاد إلى سورية ليعمل في وزارة الأشغال العامة، كما أنه عمل في السعودية ضمن شركة الرشيد للاستشارات الهندسية.
له عدة مؤلفات منها: المجموعة القصصية (أوهام حقيقية) ورواية نبوءة على التلفاز ومجموعة قصصية بعنوان (كتاب الممسوسة) وشوارع الغضب، ومجموعة قصص قصيرة مرعبة منها قصة (الحلقة المفقودة) وغيرها.