رياضة

رياضيو الحسكة في مؤتمرهم السنوي.. تلوّن في الطرح وغصة في القلب..

| الحسكة- دحام السلطان

لم يأت مؤتمرو فرع الاتحاد الرياضي بالحسكة خلال انعقاد مؤتمرهم السنوي تحت شعار «الرياضة.. فعل وإنجاز لتبقى راية الوطن مرفوعة» بغير المألوف والمستجد البديهي على هموم رياضتهم وآلامها وشجونها في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها محافظة الحسكة المقطّعة الأوصال بواقعها العلني والراهن اليوم، وبالتالي فإن بعضهم ممن حضر المؤتمر، قال الحقيقة دون زيادة أو نقصان بحرقة وألم، وعرضها على حبّتها وكما هي، في حين أن البعض الآخر اكتفى بالتلوّن وتوزيع المجاملات ونثر عبارات الإطراء والمديح والشكر، والثناء والتقدير غير المبررة هنا وهناك، فيما ركن البعض الآخر لخيبة أمله واكتفى بالصمت والسكوت على مضض في ظل هذا الواقع المفكك والمهترئ الذي تعيشه الرياضة الحسكاوية، فبقي الحال كما هو عليه ولم يكن المؤتمر من وجهة نظره سوى اعتيادي ونمطي بشكله ومضمونه من ورق ومراوحة بالمكان.

الرياضيون في الحسكة ومن خلال رسوم الكآبة المطلقة والامتعاض الذي ظهر على وجوههم وبكلام القليل منهم، أكدوا حجم المعاناة أمام عضو المكتب التنفيذي عبد الناصر كركو، الذي جاء بمفرده ليمثّل المنظمة، وعلى العكس الطبيعي المألوف من «العشم» الذي كانوا يرجونه ويتمنونه ويأملونه كذلك بأن يحضر رئيس المنظمة، وعلى غرار المؤتمرات السابقة، التي لم يغب عنها ولا مرة رؤساء المنظمة السابقين للاستماع مطوّلاً من خلال المؤتمرات الماضية.

الدعم موجود

عضو المكتب التنفيذي كركو، بيّن أن بعض مداخلاتهم واستفساراتهم، أجوبتها ليست بخافية عليهم وأنها مسبقة العلم والمعرفة بها وهي تنم عن سؤال العارف، مؤكداً أن الدعم لم يغب، بل إنه موجود وجميع الأندية والألعاب بالمحافظة لقيت منه ما هو المناسب والمطلوب من المكتب التنفيذي، وإن كان الدعم متفاوتاً من نادٍ إلى آخر ومن لعبة إلى أخرى، وإن حجم المطالب كان أكبر من الإمكانات الموجودة في المكتب التنفيذي الذي يتبع له اليوم ٣٠ اتحاد لعبة وكل اتحاد لديه منتخب، وبدوره يتفرّع عنه عدة فئات، في ضوء الضائقة المالية التي تعصف بالمنظمة الرياضية اليوم التي لها استحقاقات خارجية واسعة في مختلف الألعاب، مشيراً إلى أن المحافظة لها خصوصية واضحة، كما لها شأن آخر معلناً وصريحاً وليس بخاف على أحد ويتحدث عن نفسه، موضحاً أن الاستثمارات وآلية عملها لها ضوابط وشروط تنظيمية وفنية لا يمكن التنحي عنها أو غض النظر عما تفكر فيه الأندية بالمحافظة كما عليه الحال في نادي الجزيرة.

انتقاد مشروع

انتقد عبد الله الخليل عضو قيادة فرع الحزب ورئيس مكتب الشباب، غياب بعض أعضاء إدارات الأندية واللجان الفنية التي لا ينم غيابها إلا عن غياب الشرعية والمسؤولية، موجهاً القيادة الرياضية بالحسكة بإعفاء كل من تغيّب من دون عذر وترحيله عن موقعه في العمل الذي هو ليس أهلاً لمن تجاهله وغفل عنه متقصداً، مشيراً إلى أن المؤتمر لامس بطروحاته النوعية والجدارة بالوعي التنظيمي والرياضي، منوهاً بمستوى بعض الطروحات التي تنمّ عن المسؤولية والاهتمام لدى كل رياضي يهمه أمر لعبته ومستوى حجمها وثباتها، مؤكداً في الوقت نفسه أن هناك طروحات عادية ومكررة لم تأت بالجديد واقتصرت على المألوف، ومشيراً إلى حالات الظهور والتفوق الرياضي لبعض حالات التميّز الجماعي والفردي بالمحافظة، من خلال بعض الأندية الواعدة التي مثّلت المحافظة رسمياً وأثبت جدارتها، والتي بدورها سيكون لها الأثر والشأن الكبير في مختلف الألعاب ولاسيما الجماعية.

صدارة وجع

تصدرت طروحات المؤتمر معطيات الوجع الذي يعيشه نادي الجزيرة، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الضياع والاندثار، في ظل الظروف البائسة التي يعيشها النادي اليوم مالياً وفنياً واستثمارياً، والذي بات يحتاج للعلاج بشكل فوري وسريع من أصحاب الشأن وأهل الحل والربط في الحسكة والعاصمة، وواقع الحال هذا أيضاً لم ينأ بنفسه عن الأندية الريفية في المحافظة، ولاسيما أندية عامودا والخابور وتل براك، التي لا يمتلك الأخير منها وبحسب المتحدث باسمه في المؤتمر قلم رصاص، ومطلوب منه المشاركة في الاستحقاقات الرسمية، ويرتبط أيضاً بنادي الجهاد الذي يتحدث واقعه اليوم عن نفسه والمرتبط بشح المال وغياب الموارد الثابتة عن خزائن النادي، وكذلك بألعاب القوة والألعاب الفردية التي نادت في استغاثاتها أبسط مقومات البقاء من الأدوات والتجهيزات الضرورية لألعابها، ووضع حد للإلغاء والتهميش لبعض كوادرها، وكذلك الأمر بثبات أسلوب التعامل الخاص بتبرير غياب الكوادر الرياضية لدى مديرية التربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن