قمة افتراضية لمجموعة العشرين وترحيب دولي باتفاق هدنة غزة.. والصين: يسهم في خفض التصعيد … بوتين: مساعدة الفلسطينيين في غزة «واجب مقدس»
| وكالات
توالت ردود الفعل الدولية على إعلان المقاومة الفلسطينية التوصل إلى اتفاق «هدنة إنسانية» مع الاحتلال الإسرائيلي «وفق رؤية المقاومة ومحدداتها»، لمدة 4 أيام، بعد مفاوضات صعبة ومعقدة، في حين اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته في القمة الافتراضية لمجموعة العشرين، أمس، أن مساعدة الناس في قطاع غزة «واجب مقدس»، بدورها رحبت الصين بالاتفاق آملة أن يساعد في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية، ويسهم في خفض التصعيد والتوترات.
وخلال مشاركته في قمة «جي 20» تساءل بوتين: «لماذا لا يُصدم» زعماء العالم بعبارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأن «غزة تحولت إلى مقبرة ضخمة للأطفال»؟ مشيراً إلى المتحدثين السابقين الذين قالوا إنهم صُدموا من «تصرفات روسيا في أوكرانيا والخسائر في الأرواح».
إلى ذلك أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال افتتاح قمة «جي 20»، ضرورة منع تحول الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى صراع إقليمي، وقال: «من المهم ألا يتطور الصراع بين إسرائيل وحماس إلى مواجهة إقليمية»، وأضاف: «نأمل أن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً»، مردفاً بالقول: «في عالم حديث مليء بالتحديات، فإن الثقة المتبادلة هي التي تربط البلدان ببعضها بعضاً».
كما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته في قمة «جي 20» أمس عن أمله في أن تسهم الهدنة التي تم التوصل إليها بشأن تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس في الإسراع بإرساء وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن تصرفات إسرائيل في قطاع غزة لا يمكن تبريرها بـ«حق الدفاع عن النفس».
وفي ذات السياق وحسبما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك»، أكد بوتين، أمس الأربعاء، خلال اجتماع مع الحكومة الروسية، أنه ينبغي مساعدة الناس في قطاع غزة، الذين يعانون من الأحداث الجارية هناك، واعتبر أن ذلك «واجب مقدس»، وقال: «هذه مهمة إنسانية نبيلة وضرورية للغاية، يجب مساعدة الناس الذين يعانون من الأحداث الجارية في غزة».
وأوضح وزير الطوارئ الروسية، ألكسندر كورينكوف خلال اجتماع بوتين، مع أعضاء الحكومة الروسية أمس، أنه تم إرسال أكثر من 245 طناً من المساعدات الإنسانية من روسيا إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أنه من المقرر تسيير رحلة مساعدات أخرى تزن 28 طناً، اليوم الخميس.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس أن الكرملين يقيّم بشكل إيجابي اتفاق الهدنة في قطاع غزة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيسكوف قوله: إن الاتفاق أول الأخبار الجيدة من غزة منذ فترة طويلة جداً، حيث دعونا نحن ومعظم دول العالم إلى هدنة إنسانية، مؤكداً أن الهدنة خطوة لمحاولات تحقيق تسوية مستدامة في المستقبل.
بدورها، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا تدعو أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الالتزام الصارم باتفاق الوقف الإنساني «للأعمال القتالية» في قطاع غزة، قائلة: «نرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، ونريد التأكيد أن هذا هو موقف بلدنا الدائم منذ تصاعد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 تشرين الأول 2023، لقد دعونا إلى وقف التصعيد، وإلى فترات وقف إنساني (للأعمال القتالية)، وإلى حل القضايا الإنسانية العاجلة والملحة، من خلال وقف إطلاق النار».
وحسب وكالة «تاس»، قالت زاخاروفا في إحاطة إعلامية، أمس: نأمل أن يلتزم جميع الأطراف بالاتفاق، وأن يسهموا في مواصلة تطوير الاتصالات لمصلحة حل القضايا الإنسانية الحادة بهذا الشأن، وسيكون (اتفاق الوقف الإنساني للأعمال القتالية) خطوة مهمة نحو وقف تصعيد الوضع بشكل دائم، وبدورنا، نعتزم المساهمة في هذا بالتنسيق الوثيق مع الشركاء الإقليميين، مضيفة: ستواصل روسيا تشجيع جميع الأطراف المعنية للبحث عن حلول التسوية الضرورية بهدف الخروج السريع من الأزمة، والحل الشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس القانون الدولي المعروف.
من جانبها، رحّبت الصين، أمس الأربعاء، بالاتفاق الذي توصلت إليه المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والذي يشمل هدنة وتبادلاً للمحتجزين لدى المقاومة والأسرى في معتقلات الاحتلال.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قولها خلال مؤتمر صحفي: «نرحب بالاتفاق الذي توصل إليه الأطراف المعنيون، ونأمل بأن يساعد في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية، ويسهم في خفض التصعيد والتوترات»، وأضافت: منذ البداية تدعو الصين إلى وقف لإطلاق النار، وبذلت جهوداً متواصلة لتهدئة الوضع وحماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية.
ومن العاصمة اللبنانية بيروت التي وصلها أمس، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان أن «6 أسابيع من المقاومة البطولية في غزة أثبت أن الوقت ليس في مصلحة الكيان الإسرائيلي».
وحسب موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني، شدد عبد اللهيان على أن «الشعب الفلسطيني هو من سيقرر مستقبل غزة ومستقبل فلسطين»، مضيفاً «إننا في بيروت للتشاور مع السلطات اللبنانية بشأن تحقيق الأمن في المنطقة واستيفاء الحقوق»، وأضاف: «سمعنا من قادة المقاومة في المنطقة أن الأيادي ستكون على الزناد حتى استيفاء كل حقوق الفلسطينيين».
من جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل بشأن تبادل عدد من الرهائن والأسرى بأنه «خطوة مهمة»، مؤكداً أن المنظمة العالمية ستستخدم كل الإمكانيات لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
حسبما نقلت عنه وكالة «تاس»، كتب غوتيريش في صفحته على منصة «إكس» أمس الأربعاء: أرحب بالاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحماس، هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ولكن لا تزال أمور كثيرة يجب القيام بها، وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستحشد كل القوى لدعم تنفيذه (الاتفاق) وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وفي وقت سابق، رحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، بالاتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن والأسرى وتوقف الأعمال القتالية بقطاع غزة لمدة 4 أيام، وفي الوقت نفسه شدد على ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى الإفراج عن جميع الرهائن.
وعقب إعلان الهدنة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أيضاً دعمه الاتفاق، مشيراً إلى أنه يفترض باتّفاق أمس أن يُعيد المزيد من الأسرى الأميركيين إلى الوطن، مضيفاً إنه لن يتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعاً، حسب تعبيره.
ورحّبت المملكة المتحدة باتفاق الهدنة المعلن، ورأت أنه «خطوة أساسية» للأسرى و«لحل الأزمة الإنسانية»، وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كامرون، في بيان: إن هذا الاتفاق يُشكّل خطوة أساسية اتجاه توفير الارتياح لعوائل الأسرى ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، عن أمل بلادها بأن يكون فرنسيون بين الأسرى الذين سيُفرج عنهم في إطار اتفاق «الهدنة الإنسانية» المبرم.
كذلك، رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالاتفاق، داعيةً إلى «الاستفادة من هذا التوقف لتكثيف المساعدة الإنسانية».
وأعلنت المقاومة الفلسطينية فجر أمس التوصل إلى اتفاق هدنة في القطاع لمدة أربعة أيام ستدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي، مؤكدة أنها ستبقى الدرع الواقي والمدافع عن الشعب الفلسطيني حتى دحر العدوان والاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن بنود الصفقة هدفها تعزيز صمود شعبنا، وهي «انتصار لقضية أسرانا، كمقدمة لتحرير الأسرى كافة، وفكّ الحصار عن القطاع».
ويتضمن الاتفاق عدّة بنود، من بينها «إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، في المقابل يفرج الاحتلال عن 150 من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً من معتقلاته حسب الأقدمية.