أهداف الحرب لم تحقق في غزة: حماس لم تنهر … ضباط إسرائيليون: ما رأيناه مختلف عن تقدير الاستخبارات
| وكالات
بعد ساعاتٍ على سريان بدء الهدنة المؤقتة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزّة، أول أمس الجمعة، بدأت تتعالى انتقادات داخل كيان الاحتلال لعدم تحقيق الأهداف المُعلنة للحرب على قطاع غزّة، واعترفت مصادر الاحتلال بالقدرات الاستخبارية للمقاومة الفلسطينية وتطور منظومة الأنفاق في القطاع بشكل لم يكن متوقعاً عند الاحتلال، مؤكدة أن جيش الأخير يخسر من الناحية العملانية.
واعترفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بالقدرات الاستخبارية لدى المقاومة الفلسطينية، التي راكمتها منذ ما قبل تنفيذ هجوم السابع من تشرين الأول الماضي.
وكشف محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، يوسي يهوشع، عن وجود وثائق لدى كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، تتضمّن تفاصيل هيكلية لواء المظليين في جيش الاحتلال، وتركيبته الاجتماعية أيضاً، إضافة إلى صور قائد اللواء السابق وضباط آخرين كانوا قد أنهوا خدمتهم في الفترة الأخيرة، وذكر أن هذه الوثائق عثر عليها ضابط استخبارات من المظليين في أحد مواقع المقاومة في غزّة.
أمّا بشأن منظومة الأنفاق، التي شكلت محور اهتمام الاحتلال خلال سنوات طويلة لأهميتها بالنسبة إلى قدرات المقاومة الفلسطينية، فقد وصفتها الصحيفة بـ«غير المسبوقة»، وأقرّ ضابط في جيش الاحتلال بأن أنفاق المقاومة شمال قطاع غزّة، أي تلك الأقرب إلى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلّة، كانت «عميقة وطويلة وعملياتية بصورة مختلفة جوهرياً عمّا قدّرته الاستخبارات الإسرائيلية»، قائلاً: لم يتخيل أحد أن هذا ما سنجده هناك.
وأكدت معركة «طوفان الأقصى» إخفاق الاستخبارات الإسرائيلية، ولاسيما في توقّع العملية أو تفعيل إنذارات أثناء تنفيذها، وهو ما عدّته أكثر من جهة الإخفاق الاستخباري الأبرز للكيان منذ 1948.
إلى ذلك، قالت قناة «كان» الإسرائيلية إن جيش الاحتلال يخسر من الناحية العملانية، مؤكّدةً وجود مجموعة من «المشاكل التي لا تنتهي» التي تواجه القوات الإسرائيلية في غزة خلال الهدنة، ووفقها فإن إعادة تنظيم جيش الاحتلال الإسرائيلي من جديد لم تنتهِ، وأنّه لا يزال قيد البناء في قطاع غزة، والقواعد غير واضحة بشكلٍ نهائي، وأكدت أن عديد القوات الإسرائيلية لن يبقَى كما هو، حيث سيقلل الجيش عدد القوات.
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن إحدى المشاكل التي تواجه جيش الاحتلال في قطاع غزة هي محاولته منع انتقال سكان القطاع من جنوبه إلى شماله، مؤكّدة وجود وحداتٍ كاملة تعمل لهذه المهمة، كما شدّدت على أنه «من البديهي ألا ينجحوا في وقف كل المحاولات».
وأشارت إلى أنه من الواضح أن حماس ستحاول تدمير ما فعله الجيش الإسرائيلي حتى الآن، موضحةً أنه يوجد في كيان الاحتلال إدراكٌ بأن «هناك ثمناً لوقف إطلاق النار».
إلى ذلك تحدّثت وسائل إعلام في الكيان الإسرائيلي عن التحديات التي تواجه جيش الاحتلال في قطاع غزّة، مؤكّدةً قوة المقاومة الفلسطينية، ومشيرة إلى أن حركة حماس «لم تنهر بعد»، وأنّ ذلك يأتي في مقابل إخفاق إسرائيلي تحقيق الأهداف المُعلنة للعدوان على الإسرائيلي على قطاع غزّة خصوصاً بعد عدم إنقاذ العدد الأكبر من أسرى الاحتلال في قطاع غزّة.
وبحسب القناة الـ«12» الإسرائيلية، فإن هيئة الرقابة العسكرية تمنع إظهار أي خريطة عمل للقوات في قطاع غزّة، في الوقت الذي لم تحقّق فيه الأهداف المُعلنة للحرب على القطاع.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية، نير دفوري: إن حركة حماس «لم تنهر بعد»، مشيراً إلى أن الاحتلال «فشل في تصفية مسؤولي الحركة الذين أعلنهم أهدافاً لعملياته».
وطالب دفوري بالاستمرار في تمديد الهدنة لمحاولة إخراج الأسرى، قائلاً إنه «لا خيار إلا الاستمرار، ولو استغرق الأمر الآن 4 أو 5 وحتى 10 أيام هدنة».
ومن جهته، علّق السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، على ما قاله دفوري، قائلاً: إن الجميع يتكلم عن تقويض حماس، مؤكداً أن الناس لا يفهمون ما يعنيه ذلك، ومقترحاً عرض خريطةٍ لتقدم وسيطرة القوات الإسرائيلية في غزّة، حيث أشار إلى أن ذلك سيكشف أن أجزاء كبيرة اليوم لم يتم التعامل معها.
وسُئل دانون عما إذا كان قادراً على طلب إذنٍ لعرض خريطة عمل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة، ليؤكّد أن «الرقابة العسكرية» الإسرائيلية ترفض لليوم الـ49 عرض الخريطة.
وأضاف دانون كاشفاً أن أجزاء كبيرة جداً لم يتم التعامل معها، تقريباً نحو الثلثين، كل رفح وخان يونس ومخيمات الوسط، مشدداً على المطالبة بعرض خريطة العمل لجمهور الاحتلال «كي يعلم أين نحن قريبون في الحقيقة من تقويض حماس مقابل التصريحات».