بسبب خروقات العدو الإسرائيلي المتكررة لبنود اتفاق الهدنة … المقاومة تعلن تعليق الإفراج عن الدفعة الثانية من المحتجزين الإسرائيليين لديها
| وكالات
أعلن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان: أن كتائب القسام قررت تعليق الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى بسبب خروقات ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ بنود الهدنة بعضها حصل أول من أمس وتكررت أمس، في حين كشف المتحدث باسم هيئة المعابر في غزّة هشام عدوان دخول 250 من العالقين من الجانب المصري أمس السبت إلى قطاع غزّة، بالتزامن أكد أن المساعدات التي تدخل لا تكفي حاجة القطاع ولا تصل لما هو مأمول.
ونقلت قناة «الميادين» عن حمدان: هناك خروقات ارتكبها الإسرائيلي في تنفيذ بنود الهدنة بعضها حصل (أول من أمس) وتكررت ( أمس)، مضيفاً: «القسام قررت تعليق الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى وهناك اتصالات لمعالجة الخروقات وإنهائها»، وأضاف: الخروقات التي ارتكبها الاحتلال مرتبطة بمسألة الشاحنات إضافة إلى إطلاق الرصاص وارتقاء شهداء.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة هشام عدوان إنه تم فتح معبر رفح أمام العالقين للعودة إلى قطاع غزّة، لافتاً إلى أن 250 من العالقين من الجانب المصري دخلوا أمس إلى القطاع، في حين أكدت الهيئة أن المساعدات التي تدخل غزّة لا تكفي حاجة القطاع ولا تصل لما هو مأمول، وأنّ هناك معوقات كبيرة عند معبر رفح من بينها عدم توافر الشاحنات، مشيرة إلى أن في اليوم الثاني للتهدئة دخلت 70 شاحنة مساعدات من الجانب المصري.
بدوره، أفاد مدير الإعلام في المعبر وائل أبو عمر، أن نحو 40 شاحنة مساعدات وصلت منذ صباح أمس، من أصل نحو 200 شاحنة من المتوقع أن تدخل، مضيفاً إن ما وصل شمل كميات محدودة من الوقود ومن غاز الطهي، والمساعدات الغذائية.
ولفت أبو عمر إلى أن هذه الشاحنات لا تكفي لاحتياجات أهالي غزّة في مركز إيواء واحد، وبشأن خروج الجرحى والإصابات جراء القصف الإسرائيلي، قال أبو عمر إن 20 جريحاً فقط يغادرون يومياً عبر معبر رفح، مطالباً بفتح المعبر الذي «يعمل استثنائياً» بشكل كامل.
بدوره، أكد الهلال الأحمر في قطاع غزّة، أنه تسلّم أول من أمس 196 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية، من مواد غذائية ومياه ومستلزمات طبية وأدوية، مشيراً إلى أنه يرتقب وصول 61 شاحنة محملة بمواد طبية إلى شماليّ غزّة عبر حواجز الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المقرر وصول هذه المساعدات إلى شمال القطاع، في حين كان الاحتلال قد عرقل وصول المساعدات التي دخلت عبر معبر رفح أيام العدوان إلى المناطق الشمالية، تنفيذاً لمخططه في تهجير أهالي غزّة نحو جنوب القطاع.
بدوره، أفاد مراسل «الميادين» في غزّة بأن شاحنات المساعدات تستمر بالدخول إلى القطاع عبر معبر رفح البري، في وقت أعلنت فيه وزارة الطوارئ الروسية وصول طائرة مساعدات إضافية لأهالي قطاع غزة إلى مطار العريش المصري، لتسليمها فيما بعد لسكان القطاع.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن الوزارة الروسية قولها في موقعها على تلغرام: إنها أرسلت دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة تحملها طائرة «إيل 76» بواقع 15 طناً، وتشمل المساعدات أغذية للأطفال ومستلزمات النظافة الشخصية وأغطية وبطانيات وأكياس نوم.
ووفاءً بوعودها، حرّرت كتائب «القسام» والمقاومة الفلسطينية أول من أمس 39 أسيرة وأسيراً قاصراً من معتقلات الاحتلال، ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل، ووصل المحررون إلى الضفة الغربية وسط استقبال شعبي حاشد وهتافات للمقاومة وغزّة.
وينص اتفاق الهدنة المؤقتة (4 أيام)، التي دخلت يومها الثاني أمس، والتي فرضت فيها المقاومة الفلسطينية شروطها بعد 49 يوماً من القتال، على أن تدخل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأن يطلق الاحتلال سراح 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجونه، مع وقف إطلاق النار والأعمال العسكرية، مقابل أن تطلق المقاومة الفلسطينية 50 من النساء والأطفال الأسرى لديها.
على خط موازٍ، نقلت كاميرا «الميادين»، صوراً لآثار الدمار التي خلفها العدوان الهمجي على المناطق السكنية من أطراف قرية خزاعة شرق خان يونس في قطاع غزة، ورصدت كذلك صمود أهالي القطاع في ثاني أيام الهدنة، وخلال جولة «الميادين»، قالت سيدة فلسطينية عائدة إلى القرية: سنعود حتى على أنقاض منزلنا المهدم وسننصب خيمة ونبقى صامدين في أرضنا.
من جهته، أكد فلسطيني آخر عائد إلى خزاعة للميادين أنه صامد في أرضه رغم كل الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية بحقهم، قائلاً: لن نترك أرضنا وسنبقى صامدين في غزة وسنعيد بناء منازلنا، ووجّه رسالة تحد لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تؤكد على تمسك الفلسطينيين بأرضهم.
كما جالت كاميرا الميادين في حي الشيخ زايد شمالي غزة، والذي شهد في الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال، كبدته خسائر كبيرة. ويظهر في المشاهد بقايا آليات الاحتلال وآثار دماء الجنود الإسرائيليين.
ودخلت الهدنة المؤقتة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزة حيز التنفيذ عند الساعة السابعة من صباح أول من أمس الجمعة بعد عدوان إسرائيلي على القطاع تواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن استشهاد وجرح الآلاف.
وفور دخول الهدنة حيز التنفيذ، بدأ النازحون بالتحرك في الشوارع، وتوافد السكان إلى المستشفيات والمقابر، على الرغم من تحذيرات الاحتلال ومحاولات التهويل المستمرة.
وأكدت الميادين أن السكان بدؤوا بالعودة إلى بيت حانون مع انسحاب قوات الاحتلال بدأ سريان الهدنة، مشيرة إلى أن الاحتلال الذي يتمركز جنوده في البلدة يمنع السكان من التقدم.
وحرّرت كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية في غزة 39 أسيرة وأسيراً قاصراً من سجون الاحتلال، ضمن الدفعة الأولى من اتفاق الهدنة وصفقة التبادل مع أسرى مستوطنين، والذي بدأ أمس، ويستمر أربعة أيام.
ووصلت الأسيرات الفلسطينيات والأسرى الأطفال المفرج عنهم من سجن «عوفر» إلى بلدة بيتونيا، غربي رام اللـه في الضفة الغربية، وسط استقبال شعبي حاشد للأسيرات والأسرى، الذين أطلقوا هتافات للمقاومة وغزة، في حين رفعت الأسيرات شارات النصر، وشهد قطاع غزّة احتفالات عارمة بصفقة الأسرى بعد تحرير الدفعة الأولى منهم.
في غضون ذلك أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن المنظومة الصحية في قطاع غزة منهارة تماماً جراء العدوان الإسرائيلي، والواقع الصحي مؤلم للغاية.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أن وزارة الصحة الفلسطينية أشارت إلى أنه خلال اتفاق التهدئة المؤقتة يتكشف تدريجياً ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من دمار هائل في قطاع غزة، وخاصة المنظومة الصحية في معظم مستشفيات القطاع وإفقادها كل المقومات الأساسية.
وأوضحت الوزارة أن مستشفيات جنوب القطاع منهارة بالأساس ولا تقوى على تحمل الأعداد الهائلة من المرضى الذين تم إجلاؤهم من شمال قطاع نتيجة تبعات العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي يشكل ضغطاً هائلاً على المنظومة الصحية.
وطالبت الوزارة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بدعم حقيقي وتضافر كل الجهود لإيجاد آليات أفضل لدعم المنظومة الصحية لاستعادة وظائفها الحيوية في إنقاذ حياة الجرحى، وإيصال المساعدات الطبية بكميات كبيرة تلبي الحالات الحرجة الموجودة في القطاع، إضافة إلى إدخال الوقود وإخراج الجرحى باتجاه المشافي التخصصية خارج قطاع غزة.