رياضة

حصاد مرير

| غسان شمه

كل المقدمات كانت تشير إلى ذلك، لكن قبل بدء هذه التصفيات أكد مدرب منتخبنا الكروي هيكتور كوبر أننا سنلعب «بعقلية الفوز» بغض النظر عن المنتخب الذي سنواجهه.. فهل ما شاهدناه أمام المنتخب الياباني كان يمت بصلة لتلك العقلية.. وأنا هنا أتحدث عن العقلية لا الفوز؟

مع المنتخب الكوري ارتفع صوت الفوز على ما سواه، رغم الأداء المتواضع، ولكن أمام منتخب الساموراي تكشف الواقع عن وهم كبير حاول البعض إغراقنا به، وخاصة من جانب التأكيد على العقلية التي يتمتع بها المدرب وحرصه على النتيجة من خلال أسلوب لعبه «الخاص» به على مستوى التكتيك والتنفيذ لتحقيق الغاية الأهم وهي النتيجة، ولو كانت نتيجة منتخبنا أو أداؤه على الأقل «شبه إيجابي» لكانت الأمور اختلفت على المستويات كلها..

هذه الصدمة كانت مضاعفة على أكثر من مستوى، الأداء الفردي والجماعي، ضياع وضعف في الخطوط الثلاثة، وعدم ترابط بينها جعلها تظهر كما لو أن كلاً منها يغني على ليلاه، وفوق ذلك ترك السومة وحيداً في الخط الأمامي من دون مساندة، وإبقاء الخريبين على دكة الاحتياط ما أفقد الهجوم فاعليته، وخماسية مع الرأفة بكل أسف.

اللعب بأسلوب دفاعي مبرر، وخاصة مع بداية المباراة، ويمكن تفهمه، لكن ثبت عدم جدوى ذلك كله لأن معظم اللاعبين كانوا في حالة من الضعف والتشتت ساهما في تلقي شباك منتخبنا لثلاثة أهداف في ثماني دقائق بالشوط الأول نتيجة الضغط المتواصل والنجاح من لاعبي الساموراي الذين تفوقوا في كل شيء. ولم يكن الشوط الثاني أفضل حالاً، بالمجمل، رغم تبديلات الجهاز الفني الذي حاول القول إنه موجود من دون جدوى..

وإذا كان أهل الاختصاص يشيرون بإعجاب إلى اللاعبين الذين يتحركون بشكل جيد من دون كرة فإن لاعبي منتخبنا لم يكونوا قادرين على التحرك، حتى بشكل مقبول، سواء بكرة أم من دونها.. والأمر الآخر المثير أن اللاعب الأكثر حضوراً كان العالمة رغم أخطائه والأهداف الخمسة التي صعقت شباكه..!

إذا كان هذا حال المنتخب ونحن نلعب في ظل عقلية الفوز، التي وعدنا بها المدرب فكيف سيكون حالنا لو لعبنا بعقلية الخسارة؟… في الحقيقة يبدو أننا لعبنا بعقلية الخسارة لأن الساموراي منتخب قوي وفاز على منتخبات كبيرة جداً، وكان هذا فقط لسان حال المعظم، حتى لا أقول الكل، من في الميدان ومن على الخط..!

بعد هذه الصدمة هل نطالب بمؤتمر إعلامي للحديث عن هذه الصورة القاتمة لمنتخبنا؟ وهل يجدي ذلك؟ أم إنكم تعولون على الزمن لأن الخصم كان الساموراي القوي؟

أختتم بالسؤال فقط: هل فوجئنا؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن